وفد النظام يرفض محادثات مباشرة مع المعارضة قبل «اعتذار» كبير مفاوضيها
الأكراد يتجهون لإعلان النظـام الفـــيــدرالي في شمـــال ســورية
أكدت أحزاب كردية سورية، بدأت اجتماعاً، أمس،وتستكمله اليوم، في الرميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي، أنها بصدد إعلان النظام الفيدرالي، في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سورية. في وقت رفض فيه وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف، أمس، الانخراط في محادثات مباشرة مع ممثلين عن المعارضة، قبل أن «يعتذر» كبير مفاوضيها محمد علوش عن تصريحات، قال فيها إن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل الرئيس السوري بشار الأسد أو موته.
وقال مستشار الرئاسة المشتركة في «حزب الاتحاد الديمقراطي»، الحزب الكردي الأبرز في سورية، سيهانوك ديبو، لـ«فرانس برس»، من داخل اجتماع لأحزاب كردية، إن المشاركين يبحثون «شكل النظام في روج آفا (غرب كردستان)، وشمال سورية»، مؤكداً أن «جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفيدرالية».
وبحسب ديبو، فإن المناطق المعنية عبارة عن «المقاطعات الكردية الثلاث»، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها أخيراً «قوات سورية الديمقراطية»، في محافظتي الحسكة (شمال شرق)، وحلب (شمال).
والمقاطعات الثلاث، هي: كوباني (ريف حلب الشمالي)، وعفرين (ريف حلب الغربي)، والجزيرة (الحسكة).
ويشارك في الاجتماع، بحسب ديبو، «أكثر من 150 ممثلاً عن تلك المناطق، وهم يقررون في هذه اللحظات مصيرهم، في شكل سورية المستقبل».
من جهته، أكد ممثل الإدارة الذاتية الكردية في موسكو، رودي عثمان، أن «الاجتماع، الذي يحدث الآن، هو لإيجاد حل للازمة السورية». وقال «نحن نرى أن نظاماً فيدرالياً اتحادياً، هو طريقة الحل». وأضاف أن «الاجتماعات مستمرة الآن في رميلان، لبحث شكل الإدارة في روجا آفا، وشمال سورية».
وقال الصحافي مصطفى عبدي، المطلع على الوضع في المناطق الكردية: «يشارك في الاجتماع الموسع ممثلون عن جميع مكونات روج آفا، من الكرد والعرب والآشوريين والسريان والشيشان والتركمان والأرمن».
ولم يدعَ الأكراد للمشاركة في مفاوضات جنيف، على الرغم من مطالبة روسيا بضرورة تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي.
وترفض المعارضة السورية إشراكهم في المفاوضات، وتتهمهم بالتواطؤ مع النظام.
وأكد عضو الهيئة التنفيذية لـ«حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية، ألدار خليل، لـ«فرانس برس»، أن «مؤتمر جنيف لن ينجح من دوننا، نحن موجودون على الأرض، ونحارب (داعش)، ونحمي المنطقة، وندير شؤونها وجغرافيتها».
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سورية، في عام 2012، مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الأغلبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة، في ثلاث مناطق شمال سورية.
ويريد الأكراد تحقيق حلم طال انتظاره، بربط مقاطعاتهم الثلاث، من أجل إنشاء حكم ذاتي عليها، على غرار كردستان العراق.
ونجحت «قوات سورية الديمقراطية»، وهي عبارة عن تحالف من فصائل عربية كردية على رأسها «وحدات حماية الشعب» الكردية، منذ تأسيسها قبل خمسة أشهر في طرد تنظيم «داعش» من مناطق عدة، أهمها في ريف الحسكة الشرقي والجنوبي الشرقي، ومن منطقة سد تشرين على نهر الفرات.
واستغل المقاتلون الأكراد هجوماً، نفذته قوات النظام السوري في فبراير الماضي، على مواقع لفصائل مقاتلة معارضة في ريف حلب، وتقدمها في المنطقة، ليهاجموا بدورهم مواقع هذه الفصائل القريبة منهم، ويتقدموا على مقربة من الحدود التركية.
وفي جنيف، قال مندوب سورية لدى الأمم المتحدة ورئيس وفد الحكومة إلى مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، أمس، بعد الاجتماع الثاني مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، إن «كبير مفاوضي وفد السعودية إرهابي، ينتمي إلى فصيل إرهابي»، في إشارة إلى محمد علوش، القيادي البارز في فصيل «جيش الإسلام».
وأضاف «لا يشرفنا على الإطلاق أن ننخرط في مفاوضات مباشرة مع هذا الإرهابي بالذات، لذلك لن تكون هناك محادثات مباشرة، ما لم يعتذر هذا الإرهابي عن تصريحه، ويسحبه من التداول، ويحلق ذقنه».
وكان علوش اعتبر، في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام، بينها «فرانس برس» السبت الماضي، أن «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد، أو بموته».
وجاء موقف الجعفري من المحادثات المباشرة، رداً على سؤال حول إعلان متحدث باسم الوفد المعارض، استعداد الوفد لبدء مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي، بوساطة دي ميستورا في المرحلة المقبلة، إذا حققت المفاوضات تقدماً. وكرر الجعفري، أمس، مطالبته بتوسيع تمثيل المعارضة في جنيف، معتبراً أنه «لا يستطيع فصيل من فصائل المعارضة أن يحتكر الصفة التمثيلية لجميع الفصائل».
وقال «نحن الآن نتعامل مع معارضات، وليس مع معارضة»، لافتاً إلى أن النقاش مع دي ميستورا ومساعديه، تطرق إلى ضرورة «إيلاء الأهمية الكافية، لناحية ضمان تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية».
ويلتقي دي ميستورا، مداورة، الوفد الحكومي، وفي اليوم اللاحق الوفد المعارض، في إطار المحادثات غير المباشرة الجارية في جنيف، والهادفة إلى إيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية.
وبدأ اجتماع الوفد الحكومي مع دي ميستورا، قبل أن يتوجه الأخير إلى مدينة برن، لشكر الدولة السويسرية على استضافتها المحادثات، فيما استمر الاجتماع مع مساعدي دي ميستورا ومستشاريه.
وقال نائب دي ميستورا، رمزي عز الدين رمزي، للصحافيين إن الاجتماع كان «مفيداً»، وهو «يمهد لمناقشات جوهرية لاحقة».
وأضاف «سنواصل مناقشاتنا مع مشاركين آخرين»، في إشارة إلى الوفد الثاني من المعارضة، والذي يعد نائب رئيس الوزراء السوري السابق قدري جميل، المقيم في موسكو، من أبرز أركانه.
ويلتقي دي ميستورا، اليوم، وفد الهيئة العليا للمفاوضات للمرة الثانية، وسيلتقي الجمعة الوفدين، و«ربما وفوداً أخرى»، بحسب رمزي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news