29 قتيلاً بينهم 10 من «داعش» في غارات على الرقة.. ومعارك نفوذ بين الفصائل في ريف دمشق
لافروف يعلـــن إنشـاء مركـز روسـي ـــ أميركي لمراقبة الهدنة.. ويأمل وقف القتال في حلب
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إنه يأمل الإعلان عن وقف المعارك في حلب، مؤكداً في الوقت نفسه، أنه سيتم خلال أيام إنشاء مركز تنسيق روسي ــ أميركي للتدخل السريع، في حال خرقت الهدنة، في حين قتل 29 شخصاً على الأقل بينهم 10 من تنظيم «داعش»، جراء ضربات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية، استهدفت مدينة الرقة، معقل التنظيم في سورية، بينما أوقعت اشتباكات عنيفة نتيجة صراع على النفوذ بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية بريف دمشق عشرات القتلى من المقاتلين خلال ستة أيام.
وأكد لافروف إثر محادثاته مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أنه يأمل الإعلان عن وقف المعارك في حلب.
وقال للصحافيين في موسكو «آمل الإعلان عن قرار كهذا في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة».
وأضاف أن المحادثات بين عسكريين روس وأميركيين في شأن إعلان وقف إطلاق النار في مدينة حلب انتهت أمس، علماً أن واشنطن وموسكو رعتا الهدنة التي بدأ سريانها في 27 فبراير الماضي، بين النظام السوري والمعارضة.
وبهدف مراقبة وقف إطلاق النار، أعلن لافروف أنه «سيتم خلال الأيام المقبلة في جنيف إنشاء مركز تنسيق روسي ــ أميركي للتدخل السريع في حال خرقت الهدنة».
من جهته، قال دي ميستورا، إن «السبب الرئيس لمجيئي إلى هنا هو للتباحث مع السلطات الروسية، بشأن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن (بهدف إرساء وقف لإطلاق النار في سورية)، والتي يمكن أن تعود إلى نقطة الصفر».
وشدّد على أن «مثل هذا الخطر قائم»، مضيفاً «لدي الشعور والأمل بأنه يمكننا مجدداً إرساء وتنفيذ» وقف إطلاق النار.
أما الهدف الثاني لزيارة دي ميستورا فهو التحضير للجولة التالية من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، بعد فشل الجولة السابقة، وشكلت هشاشة وقف إطلاق النار «تهديداً» للمحادثات الأخيرة في جنيف، وفق ما قال دي ميستورا.
واعتبر لافروف أن المحادثات الأخيرة بين الأطراف السوريين «لم تكن سهلة»، موضحاً أن «الشروط للانتقال إلى حوار مباشر (بين المعارضة وممثلي النظام) لم تتوافر بعد». وأشار إلى ان اجتماعاً للمجموعة الدولية لدعم سورية التي ترأسها كل من موسكو وواشنطن، قد ينعقد «في وقت قريب». ودعا من جهة أخرى الفصائل «المعتدلة» إلى مغادرة المناطق التي تسيطر عليها منظمات إرهابية، مثل تنظيم «داعش» أو «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة».
وأضاف أن واشنطن ضمنت لموسكو أن «المعارضة المعتدلة ستغادر المناطق التي تسيطر عليها (جبهة النصرة) وتنظيم (داعش)».
وفي حلب، واصلت الطائرات الحربية السورية، أمس، قصف الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ومن بينها الشعار والصاخور والهلك، وفق مراسل «فرانس برس».
كما قتلت ثلاث نساء، وأصيب 17 شخصاً آخر بجروح، بقصف للفصائل المقاتلة طال مستشفى في الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب.
وقال وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان «التنظيمات الإرهابية تستهدف مشفى الضبيط في حي المحافظة بقذيفة صاروخية، ما تسبب في استشهاد ثلاث نساء وإصابة 17 آخرين جميعهم من الأطفال والنساء وإلحاق أضرار مادية كبيرة بالمستشفى».
وتدور اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط حي جمعية الزهراء وأطراف حي الراشدين، الواقعين تحت سيطرة قوات النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من 10 أيام تصعيداً عسكرياً أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنياً، بينهم نحو 50 طفلاً، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
من ناحية أخرى، نفذت طائرات حربية، لم يعلم ما إذا كانت روسية أو تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، «أكثر من 35 ضربة جوية على مدينة الرقة» في شمال سورية، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «لم تتعرض الرقة منذ أسابيع لضربات جوية مكثفة بهذا الشكل». وأسفرت الضربات وفق المرصد عن مقتل «ما لا يقل عن 19 مدنياً، بينهم طفلان، وإصابة العشرات بجروح، كما قتل 10 عناصر من تنظيم (داعش) جراء القصف ذاته».
واستهدفت الضربات مناطق عدة في الرقة بينها، حديقة الرشيد وشارع المنصور والملعب البلدي ومنطقة ديوان الزكاة.
وفي ريف دمشق، أوقعت اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ستة أيام نتيجة صراع على النفوذ بين الفصائل في الغوطة الشرقية عشرات القتلى من المقاتلين، وفق ما أفاد المرصد السوري أمس.
وخرجت تظاهرات، أمس، في بلدات عدة في الغوطة الشرقية، في محاولة للضغط على الفصائل المتقاتلة لوقف المعارك.
وقال عبدالرحمن ان الاشتباكات ناتجة عن صراع على النفوذ بين الفصائل في الغوطة الشرقية.
وبدأت الاشتباكات الخميس الماضي، بحسب عبدالرحمن، إثر هجمات عدة شنها فصيل «فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة» على مقار «جيش الإسلام»، الفصيل الأكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية.
واستهدفت الهجمات مقار «جيش الإسلام» في القطاع الأوسط للغوطة الذي يشمل مناطق عدة بينها سقبا وبيت سوى وجسرين وزملكا ومسرابا. واعتقل المهاجمون «أكثر من 400 مقاتل من جيش الإسلام، وصادروا أسلحتهم».
وسيطر «جيش الإسلام» على بلدة بيت سوى، اثر معارك مع «فيلق الرحمن»، قبل ان ينجح الأخير في استعادتها، وفق المرصد.
وبحسب عبدالرحمن، أسفرت المعارك عن مقتل أكثر من 10 مدنيين في بلدتي بيت سوى وسقبا وأطراف مدينة دوما.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news