قوات النظام تسيطر على 10 بلدات بريف دمشق

سيطرت قوات النظام السوري ومقاتلون من «حزب الله» اللبناني، أمس، على بلدة دير العصافير الاستراتيجية وتسع قرى في محيطها في جنوب الغوطة الشرقية قرب دمشق، فيما تعهدت الأمم المتحدة باللجوء إلى خيار «الملاذ الأخير»، بإسقاط المساعدات من الجو، ونقل المساعدات بالطائرات إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول للمناطق المحاصرة في سورية بحلول الأول من يونيو المقبل.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، «سيطرت قوات النظام و(حزب الله) اللبناني على بلدة دير العصافير الاستراتيجية، كبرى بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية، بعد هجمات مستمرة منذ شهر فبراير الماضي».

مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا، تعهد باللجوء إلى خيار «الملاذ الأخير»، بإسقاط المساعدات من الجو، ونقل المساعدات بالطائرات، إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول للمناطق المحاصرة في سورية بحلول الأول من يونيو.

وأفاد المرصد في وقت لاحق بسيطرة قوات النظام ومقاتلي «حزب الله» «بإسناد مدفعي وجوي على كامل القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية»، والذي يضم إلى جانب دير العصافير تسع قرى وبلدات في محيطها، متحدثاً عن نزوح مئات العائلات من هذه المنطقة. وبحسب عبدالرحمن، فإن «قوات النظام و«حزب الله» استغلوا الاقتتال المستمر في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية.. لشن هجوم عنيف انتهى بالسيطرة على دير العصافير تزامناً مع قصف جوي كثيف»، قبل تقدمها للسيطرة على جنوب الغوطة الشرقية.

وبعد سيطرتها على دير العصافير، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها «من التقدم السريع في جنوب الغوطة، جراء انسحاب مقاتلي الفصائل، بعد خسارتهم دير العصافير، خشية الوقوع في الحصار».

ويأتي هذه الهجوم وفق عبدالرحمن «بعد أقل من أسبوع على اتهام (حزب الله)، فصائل المعارضة، بقتل قائده العسكري في سورية مصطفى بدر الدين، عبر قصف مدفعي استهدف محيط مطار دمشق الدولي».

وأفادت شبكة سورية مباشر المعارضة بأن البلدات التي انتزعت القوات الحكومية السيطرة عليها هي دير العصافير وزبدين وحوش الدوير والبياض والركابية ونولة وحوش بزينة وحوش الحمصي وحرستا القنطرة وبالا.

وقال ناشطون إن سقوط تلك البلدات، التي تشكل ما تعرف محلياً بمنطقة المرج، سلة غذاء الغوطة الشرقية، في أيدي القوات الحكومية، أدى إلى خسارة الفلاحين أراضيهم الزراعية بالكامل، فضلاً عن نزوح وتشريد مئات العائلات.

من جانبها، قالت فصائل من المعارضة المسلحة إنها قتلت عدداً من جنود النظام السوري والميليشيات الموالية، بينهم ضابط، إثر استهداف مقارهم بصواريخ موجهة في مواقع عدة في مخيم حندرات بمدينة حلب.

وتحاول قوات النظام السوري منذ أيام عدة، مدعومة بغطاء جوي روسي، التقدم إلى مواقع المعارضة في حندرات القريبة من طريق الكاستيلو العصب الوحيد لمناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب.

وتدور في ريف حلب اشتباكات عنيفة بين عناصر المعارضة والقوات الحكومية.

وفي درعا، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة على أطراف بلدة كفر ناسج، وتعرضت بلدة الحارة شمال غربي ريف درعا لقصف من الطائرات الحربية، سقط على إثره جرحى من المدنيين.

في الأثناء تعهد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا، أمس، باللجوء إلى خيار «الملاذ الأخير»، بإسقاط المساعدات من الجو، ونقل المساعدات بالطائرات إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول للمناطق المحاصرة في سورية بحلول الأول من يونيو المقبل، ولم يستبعد تجاهل اعتراضات الحكومة.

وأضاف أنه إذا لم يتحسن الوضع من ناحية دخول المساعدات، وإعادة تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية، فإن صدقية الجولة المقبلة من محادثات السلام ستكون محل شك.

لكن دي ميستورا قال إنه لن يتخلى عن المحادثات، وإنه بانتظار الموعد المناسب.

على صعيد آخر، قال المتحدث العسكري الأميركي العقيد ستيف وارن، ان روسيا سحبت القليل من قواتها في سورية منذ إعلان الرئيس فلاديمير بوتين انسحاباً جزئياً في مارس. وأضاف أثناء مؤتمر بالدائرة التلفزيونية المغلقة من بغداد، أن «القدرات» العسكرية الروسية في سورية «هي ذاتها تقريباً، أو شبه مماثلة» لما كانت عليه قبل إعلان بوتين. وأوضح أن الروس «لايزالون يملكون قوات جوية هناك وقوات برية ومدفعية، ولاتزال لديهم قوات خاصة تقدم المشورة والمساعدة للقوات السورية».

 

الأكثر مشاركة