«قوات سورية الديمقراطية» تطلق معركة جديدة لطرد «داعش» من منبج
هدنة 48 ساعة في داريا تزامنـاً مع دخول أول قافلة مساعدات منذ 4 سـنوات
دخلت أمس أول قافلة مساعدات إنسانية لا تتضمن مواد غذائية وإنما مساعدات طبية إلى مدينة داريا المحاصرة من قوات النظام، جنوب غرب دمشق، منذ عام 2012، فيما بدأت أمس هدنة لمدة 48 ساعة بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة في المدينة بمبادرة روسية - أميركية، في حين أطلقت «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، معركة جديدة ضد تنظيم «داعش» لطرده من مدينة منبج، أحد أبرز معاقله في شمال سورية، بينما شنت قوات التحالف الدولي 18 غارة على منبج.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تغريدة على «تويتر»، أمس، «أول قافلة مساعدات تصل الى سكان داريا، لقد دخلنا للتو إلى المدينة مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري».
ولم يدخل أي نوع من المساعدات الى داريا منذ فرض الحصار عليها عام 2012 على الرغم من مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تمكنت من إيصال المساعدات في الفترة الأخيرة إلى مدن محاصرة عدة، بعد موافقة الحكومة السورية تحت ضغط من المجتمع الدولي.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لـ«فرانس برس»، إن القافلة لا تتضمن مواد غذائية.
وكتب المجلس المحلي لمدينة داريا بصفحته على «فيس بوك»، أمس، «من دون مساعدات غذائية، دخلت قبل قليل قافلة مساعدات طبية عن طريق الامم المتحدة إلى مدينة داريا هي الأولى منذ بدء الحصار على المدينة في نوفمبر 2012»، موضحاً ان القافلة تحتوي على أدوية وبعض المعدات الطبية.
وبحسب الناشط المحلي في داريا شادي مطر، فإن شوارع المدينة كانت أمس «خالية من الناس لأنهم يخافون من قصف النظام ويعرفون أن ما سيتم إدخاله هو فقط مساعدات طبية».
وفي 12 مايو الماضي استعد سكان داريا لاستقبال أول قافلة مساعدات تصل اليهم بعد حصول المنظمات الدولية على موافقة الأطراف المعنية، إلا أن القافلة عادت أدراجها محملة بالادوية وحليب الأطفال من دون ان تفرغ حمولتها عند آخر نقطة تفتيش تابعة لقوات النظام.
وداريا معقل له طابع رمزي كبير للمعارضة، لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ أربع سنوات، كما أن لها أهمية استراتيجية بالنسبة للحكومة السورية على اعتبار أنها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.
وكانت داريا على رأس حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد التي بدأت في مارس 2011، إلا أنه خلال سنوات الحصار الطويلة نزح من المدينة المدمرة بشكل شبه كامل 90% من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة. ويعاني الذين بقوا فيها من نقص خطر في المواد الغذائية ونقص التغذية.
ويأتي إدخال المساعدات الى داريا بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية هدنة لمدة 48 ساعة بدأت أمس، بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في داريا بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع واشنطن والنظام السوري، «لضمان وصول المساعدات الإنسانية الى السكان بأمان».
وقال مدير المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين، الجنرال سيرغي كورالينكو، في بيان أصدرته الوزارة «بدأت هدنة لمدة 48 ساعة في داريا اعتباراً من الأول من يونيو، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بأمان».
وأوضح كورالينكو أن الهدنة بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة أعلنت «بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والجانب الأميركي».
وكانت روسيا دعت الأسبوع الماضي الى هدنة مؤقتة في داريا وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث تتواصل المعارك على الرغم من وقف إطلاق النار الهش الذي أعلن في سورية في 27 فبراير الماضي بمبادرة روسية - أميركية، كما دخلت قافلة مساعدات إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة بريف دمشق.
من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن «قوات سورية الديمقراطية» بدأت معركة لطرد تنظيم «داعش» من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن معركة منبج غرب نهر الفرات بدأت أول من أمس، لافتاً إلى أن القوات «نجحت في السيطرة على تسع قرى غرب الفرات خلال الساعات الـ24 الماضية».
وباتت القوات على مسافة 18 كيلومتراً من منبج.
وهذا الهجوم هو الثاني الذي تشنه «قوات سورية الديمقراطية» ضد التنظيم خلال أسبوع، إذ إنها أطلقت في 24 مايو عملية لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، معقله في سورية، وتمكنت من السيطرة على نحو 23 قرية ومزرعة.
وقال مستشار القيادة العامة في «قوات سورية الديمقراطية»، ناصر حاج منصور «هناك معارك شديدة بدءاً من السلوك وعين عيسى وسد تشرين (شمال الرقة) وباتجاه محور الطبقة (جنوباً غرب مدينة الرقة) وكذلك باتجاه منبج (غرباً)». وإلى جانب الغطاء الجوي لقوات التحالف، تدعم قوات من المهمات الخاصة الأميركية المقاتلين الأكراد على الأرض في شمال الرقة، شرق نهر الفرات.
وأرسلت واشنطن خلال الفترة الماضية نحو 200 عنصر من القوات الخاصة إلى سورية لتقديم الدعم والاستشارة للمقاتلين الأكراد خلال معاركهم ضد «داعش»، الأمر الذي يثير غضب تركيا التي تصنف «وحدات حماية الشعب» الكردية بـ«الإرهابية».
من جهته، أعلن التحالف الدولي، أمس، أنه شن 18 غارة جوية على مواقع للتنظيم في منبج.
وبحسب حصيلة القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط فإن هذه الغارات دمرت في الساعات الـ24 الماضية «مركز قيادة، وأبراج اتصالات، وستة جسور يستخدمها داعش، وثمانية مواقع قتالية». ويشكل «جيب منبج» آخر منفذ حدودي للمتطرفين مع الأراضي التركية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news