يان اغلاند (يسار) ورمزي عزالدين خلال المؤتمر الصحافي في جنيف. أ.ب

الأمم المتحدة: إسقاط المساعدات جواً على المناطق السورية المحاصرة ليس وشيكاً

اعتبر مساعد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، رمزي عزالدين رمزي، أمس، أن إلقاء مساعدات جواً على مناطق محاصرة في سورية «ليس وشيكاً»، فيما تمارس لندن وباريس ضغوطاً على الأمم المتحدة من أجل تدخل سريع. وفيما قالت مصادر عسكرية تركية إن الجيش قتل خمسة من مقاتلي «داعش» في قصف عبر الحدود، تعهد تحالف مقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة بطرد تنظيم «داعش» من مدينة منبج والمناطق المحيطة بها في شمال سورية.

وتفصيلاً، قال رمزي للصحافيين، عقب اجتماع في جنيف لمجموعة العمل لإيصال المساعدات الإنسانية في سورية، إنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على خطة لإيصال المساعدات إلى القرى المحاصرة في سورية جواً، غير أن روسيا وأطرافاً أخرى قلقة حيال سلامة عمال الإغاثة، كما أن موافقة الحكومة السورية ضرورية لتنفيذ العملية المحفوفة بالمخاطر.

وأضاف رمزي «طالما أن برنامج الأغدية العالمي لم ينجز بعد خططه، لا أعتقد أنه سيكون هناك شيء وشيك، لكنني أعتقد أن العملية التي ستؤدي إلى إلقاء مساعدات قد بدأت». والشهر الماضي حددت 20 دولة من مجموعة الدعم الدولي لسورية تاريخ الأول من يونيو موعداً نهائياً من أجل إتاحة وصول قوافل مساعدات إلى المدن المحاصرة، وإلا فإن الأمم المتحدة ستمضي قدماً في قرارها إلقاء المساعدات جواً. وأوضح رمزي أن «الروس ليسوا وحدهم القلقين حيال الأمن. إنه موضوع يجب أن يحل بطريقة تسمح بالمضي قدماً في هذا الأمر». وأكد رمزي أن برنامج الأغدية العالمي «يضع اللمسات الأخيرة على خططه».

وأوضح أن من المفترض إلقاء تلك المساعدات من طائرات تحلق على مستويات عالية، كما هي الحال في دير الزور التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، أو بواسطة مروحيات في المناطق المكتظة بالسكان.

ونظراً إلى الطبيعة المعقدة لهذه العمليات، التي تستلزم استخدام الممرات الجوية التي تعتمدها في العادة الطائرات التجارية، فإن الأمم المتحدة تحتاج إلى ضوء أخضر من الحكومة السورية للسير قدماً في خطتها، كما أضاف.

وألقى رمزي بالضوء أيضاً على أن قافلة شاحنات تحمل مساعدات من الأدوية والغذاء للأطفال قد وصلت أخيراً إلى داريا المحاصرة في دمشق للمرة الأولى منذ عام 2012، وأن من المتوقع وصول قافلة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال رمزي:«لايزال نقل المساعدات جواً خياراً إذا لم يتم توصيل المساعدات براً»، وسيتم بحث التوقيت الصحيح لتنفيذه في حال لم تكن الاستجابة كافية في ما يتعلق بإيصال المساعدات للمناطق كافة.

من ناحيته، اعتبر مستشار المبعوث للشأن الإنساني، يان اغلاند، أن الموافقات التي تم الحصول عليها من السلطات السورية بالنسبة لخطط شهر يونيو للمساعدات، والمقدمة من الأمم المتحدة، مؤشرات إيجابية بأن الوضع سيكون أفضل من شهر مايو المنصرم.

وكشف عن وجود تخطيط أممي لمد المساعدات إلى 11 من المناطق المحاصرة من بين 18 منطقة في الأيام القادمة، وان الغذاء سيصل إلى داريا والمعظمية وغيرهما، مؤكداً أن السبب الرئيس بالنسبة لمعوقات الوصول إلى 16 من المناطق المحاصرة كان الحكومة السورية بالدرجة الأولى.

من جهتها، قالت مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، في مؤتمر، أمس، عبر برنامج سكايب من دمشق، إن سورية تعمل مع ممثل للأمم المتحدة لإيجاد سبل لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية لكل السوريين.

وقالت شعبان، في مؤتمر بنادي الصحافة الوطنية بخصوص قتال تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، إن الحكومة السورية لا تعلم شيئاً عن مكان أوستن تايس الصحافي الحر والضابط السابق بمشاة البحرية الأميركية، الذي اختفى في 2012 أثناء تغطيته الحرب السورية.

وجاءت تصريحات بثينة شعبان بعد يوم من دعوة وزارة الخارجية الأميركية برنامج الأغذية العالمي للمضي قدماً في التخطيط لإسقاط المساعدات جواً على المناطق المحاصرة في سورية.

ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول سورية، اليوم، للبحث في ما إذا كان من الضروري إلقاء مساعدات إنسانية من الجو للمناطق المحاصرة.

ميدانياً، باتت قوات سورية الديمقراطية على بعد 10 كيلومترات من مدينة منبج في محافظة حلب، بعد يومين على معركة أطلقتها لطرد «داعش» من هذه المدينة، التي تعد أحد معاقله في شمال سورية، وتقع على خط الإمداد الرئيس له بين الرقة والخارج.

من جهتها، قالت مصادر عسكرية تركية، أمس، إن الجيش قتل خمسة من مقاتلي تنظيم «داعش» في قصف عبر الحدود، استهدف مواقع غرب المنطقة التي تشهد عملية عسكرية شنها مقاتلون سوريون بدعم أميركي.

وشن آلاف المقاتلين من المعارضة السورية، يدعمهم فريق صغير من القوات الخاصة الأميركية، عملية عسكرية كبيرة، يوم الثلاثاء، لطرد تنظيم «داعش» من «جيب منبج» على مقربة من الحدود التركية، الذي يستخدمه التنظيم كمركز لوجستي.

وقال مصدر عسكري تركي، أمس، إن واشنطن أبلغت أنقرة بعملية منبج، لكن المنطقة المستهدفة أبعد من مدى المدفعية التركية، مشيراً إلى أن تركيا لن تدعم أي عملية عسكرية يشارك فيها مقاتلون أكراد سوريون.

وأشارت المصادر العسكرية التركية إلى أن حرس الحدود قصف بالمدفعية موقعين لتنظيم «داعش» على مقربة من بلدة أعزاز السورية غرب موقع العملية العسكرية، وجنوب بلدة كلس الحدودية التركية التي تصيبها باستمرار صواريخ التنظيم.

 

الأكثر مشاركة