الطائرات الحربية السورية والـــروسية تشن 75 غارة جوية على حلب

تعرّضت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية داخل وحول مدينة حلب لما يقرب من 75 غارة جوية، أمس، حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من 53، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات المصابين، في حين وصلت قوات «سورية الديمقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، إلى مشارف مدينة منبج، أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش» في شمال سورية.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان في مدينة حلب، إن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة داخل وحول المدينة تعرضت لما يقرب من 75 غارة جوية أمس، ضمن سلسلة من أعنف الضربات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والسورية في الآونة الأخيرة.

وفي القطاع الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات هليكوبتر عسكرية أسقطت عشرات البراميل المتفجرة على أحياء عدة مكتظة بالسكان.

وقال أحد العاملين في الدفاع المدني إن 32 شخصاً على الأقل قتلوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأضاف أن عمال الإنقاذ انتشلوا 18 جثة من تحت الأنقاض في حي القاطرجي وحده، وهو الأكثر تضرراً جراء القصف.

وذكر المرصد أن 13 شخصاً على الأقل بينهم ستة أطفال قتلوا في الحي الذي يديره الأكراد السبت جراء قذائف مورتر أطلقها مقاتلو المعارضة.

ويتهم مقاتلو المعارضة وحدات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع الجيش السوري لقطع الطريق الرئيس من خلال تكثيف هجماتها البرية على الطريق، واستهداف المدنيين الذين يستخدمونه، بينما تقصف الطائرات السورية الطريق.

وأفاد مصدر آخر بارتفاع أعداد ضحايا غارات النظام السوري والروسي على مدينة حلب، أمس، إلى أكثر من 53، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات المصابين، كما قصف النظام بلدات بريف حلب الشمالي. ووصف المصدر، قصف حلب اليوم بأنه الأشد منذ أكثر من خمس سنوات.

وأوضح أن الغارات السورية والروسية أودت بحياة ثمانية مدنيين في حي كرم الجبل، و15 آخرين في حي القاطرجي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن غارات النظام قتلت اثنين آخرين بينهم طفل في حي الميسر، كما قتل أربعة في حيي الشعار وجسر الحاج، وخامس في طريق الكاستيلو. وأشار ناشطون إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب سقوط عشرات الجرحى في القاطرجي.

وتركزت الغارات التي شنتها طائرات روسية وأخرى للنظام السوري في ساعات الصباح الأولى على أحياء القاطرجي والهلك والميسر والحيدرية وبابيص الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة.

وقال المصدر إن عدد الغارات على مدينة حلب بلغ نحو 75 غارة منذ صباح أمس، أكثر من 20 على حي القاطرجي، كما تركزت القصف على طريق الكاستيلو آخر طرق إمداد المعارضة إلى مناطق سيطرتها بمدينة حلب.

وقال المصدر إن النظام وحليفه الروسي قصفا 20 حياً في غرب وشرق وجنوب ووسط حلب بواسطة القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والألغام.

واستهدفت الغارات الجوية أيضاً بلدات في ريف حلب الشمالي مثل عندان وحريتان وكفرحمرة ومعارة الأرتيق وحيان.

بالمقابل، قصفت فصائل المعارضة الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام في المدينة، وقالت وسائل إعلام النظام إن صواريخ أطلقها مقاتلو المعارضة على منطقتي الحمدانية والميدان خلفت عشرات الجرحى والعديد من القتلى في اليوم الثاني لقصف مكثف تتعرض له المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

وقصف مقاتلو المعارضة مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة في ما وصفته وسائل الإعلام السورية بأنه تصعيد للهجمات بالمورتر على المناطق الغربية في ثاني أكبر مدينة في سورية قبل الحرب.

وذكرت وسائل إعلام حكومية، أن صواريخ أطلقها مقاتلو المعارضة على منطقتي الحمدانية والميدان خلفت 20 قتيلاً على الأقل، أغلبهم مدنيون، في اليوم الثاني لقصف مكثف تتعرض لها المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، والذي أسفر عن مقتل 24 شخصاً السبت.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس جماعات متشددة في سورية بإطلاق قذائف مورتر على حي الشيخ مقصود، الذي تقطنه أغلبية كردية في حلب ويطل على طريق الكاستيلو.

من جهة أخرى، وصلت قوات سورية الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، إلى مشارف مدينة منبج احد أبرز معاقل تنظيم «داعش» في شمال سورية، استعداداً لطرد مقاتلي التنظيم.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «قوات سورية الديمقراطية باتت على بعد نحو خمسة كيلومترات من مدينة منبج الاستراتيجية».

وتعد منبج إلى جانب الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج تحديداً أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين الرقة معقله في سورية، والحدود التركية.

وسيطرت قوات سورية الديمقراطية منذ 31 مايو، تاريخ إطلاقها معركة منبج، على 36 قرية ومزرعة، كما قطعت أمس طريق الإمداد الرئيس للتنظيم بين الرقة ومنبج.

ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سورية الديمقراطية في معاركها ضد تنظيم «داعش». وتقوم الطائرات الحربية التابعة للتحالف، وفق عبدالرحمن، بدور كبير في المعركة إلى جانب «المستشارين والخبراء العسكريين الأميركيين والمعدات الجديدة المقدمة لقوات سورية الديمقراطية».

الأكثر مشاركة