صورة بثتها «سانا» لمدنيين وعسكريين يتفقدون موقع التفجير الانتحاري في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. إي.بي.إيه

20 قتيلاً في تفجيرين لـ «داعش» استهدفا منطقة السيدة زينب جنوب دمشــق

قتل 20 شخصاً، بينهم 13 مدنياً على الأقل، أمس، في تفجيرين انتحاريين استهدفا منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وتبناهما تنظيم «داعش». في وقت بات عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج في شمال سورية، بعد تمكن «قوات سورية الديمقراطية»، بدعم من التحالف الدولي، من تطويق التنظيم الذي يسيطر على المدينة منذ عامين، فيما تمكنت القوات من السيطرة على 100 قرية في ريف منبج.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن 20 شخصاً قتلوا بتفجيرين انتحاريين في منطقة السيدة زينب هم 13 مدنياً وسبعة من المسلحين الموالين لقوات النظام، والمنتشرين في المنطقة.

من جهتها، أحصت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «12 شهيداً و55 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وإصابات بعضهم خطرة».

ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله إن تفجيرين إرهابيين وقعا، صباح أمس، في بلدة السيدة زينب، الأول نفذه انتحاري بحزام ناسف فجر نفسه عند مدخل البلدة باتجاه الذيابية، والثاني نفذه انتحاري بسيارة مفخخة في شارع التين على أطراف البلدة.

وتبنى تنظيم «داعش»، وفق خبر مقتضب نشرته وكالة «أعماق» التابعة له، العملية. وتحدث عن ثلاث عمليات انتحارية بحزامين ناسفين وسيارة مفخخة.

ودان مجلس الوزراء السوري التفجيرين، مؤكداً أن «هذه الأعمال الإرهابية الجبانة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في هذه المناطق، ورفع معنويات العصابات الإرهابية المنهارة نتيجة الانتصارات الكبرى».

وبثت قناة «الإخبارية» السورية صوراً لموقع التفجير تظهر تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود، ودماراً كبيراً في الابنية السكنية والمحال التجارية المجاورة للتفجير.

وتظهر صور أخرى سيارات محترقة وسيارة إطفاء تحاول إخماد النيران المندلعة داخل سيارة. كما تناثرت على الطريق بقايا لافتات تجارية وركام من القطع المعدنية والحجارة. وتضم منطقة السيدة زينب مقام السيدة زينب الذي يعد مقصداً للسياحة الدينية في سورية. ويقصده زوار تحديداً من إيران والعراق ولبنان. ويحاط المقام بإجراءات أمنية مشددة تمنع دخول السيارات إليه، إلا أن المنطقة شهدت تفجيرات عدة أكبرها في فبراير الماضي، تبناه «داعش» وأوقع 134 قتيلاً بينهم على الأقل 90 مدنياً.

وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، تحاصر المعارك بين «قوات سورية الديمقراطية» وتنظيم «داعش»، الذي بات شبه معزول دخل مدينة منبج، عشرات الآلاف من المدنيين داخل المدينة، بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.

وقال مدير المرصد «بات عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج، التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع جميع الطرق في محيطها».

وتمكنت «قوات سورية الديمقراطية»، أول من أمس، بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من تطويق مدينة منبج وقطع جميع طرق الإمداد إلى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية.

وبحسب عبدالرحمن، يعيش عشرات الآلاف من المدنيين «حالة من الرعب» خشية من القصف الجوي المكثف، مؤكداً «توقف الأفران عن العمل، وشح المواد الغذائية، خصوصاً بعد قطع الطرق الرئيسة الواصلة إلى المدينة».

وبدأت «قوات سورية الديمقراطية»، في 31 مايو الماضي، هجوماً في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على مدينة منبج التي استولى عليها التنظيم في عام 2014. ويقدم مستشارون أميركيون وآخرون فرنسيون الدعم لهذه القوات في هجومها بالمنطقة.

وأفاد المرصد بأن القوات سيطرت على نحو 100 قرية منذ بدء العمليات في ريف منبج.

وقال في بيان «إن قوات سورية الديمقراطية المكونة من قوات عربية - كردية مشتركة، تواصل تقدمها بريف مدينة منبج، حيث تمكنت من تحقيق تقدم على حساب داعش، والسيطرة على مزيد من القرى بريف المدينة، بحيث ارتفع عدد القرى التي تمت السيطرة عليها إلى نحو 100 قرية».

وأشار إلى أن هذه القوات وصلت إلى 16 كلم غرب مدينة منبج، هادفة للوصول إلى طريق الباب - الراعي الاستراتيجي، وبلدة قباسين بريف حلب الشمالي الشرقي، وترافقت الاشتباكات مع ضربات جوية مكثفة لطائرات التحالف على مدينة منبج وريفها.

وهجوم منبج واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها التنظيم المتطرف لحماية طريق إمداده الرئيس إلى الرقة في شمال سورية، مروراً بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها، حيث يواجه من جهة الشمال «قوات سورية الديمقراطية» ومن الجهة الجنوبية الغربية قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية، وصولاً إلى منبج فجرابلس على الحدود التركية.

الأكثر مشاركة