هجمات مضادة لـ «داعش» للدفاع عن معقليه في مدينتي منبج والطبقة

المعارضة تسيطر على 3 قرى بريف حلب بعد اشتباكات مع النظام

مقاتلون من «قوات سورية الديمقراطية» يقفون داخل مبنى قرب مدينة منبج بريف حلب. رويترز

حققت فصائل المعارضة المسلحة، أمس، تقدماً في ريف حلب الجنوبي، وسيطرت على ثلاث قرى بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها. في حين شن تنظيم «داعش» هجمات مضادة عبر انتحاريين وسيارات مفخخة، للدفاع عن مدينتي منبج والطبقة، أبرز معاقله في شمال سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن 24 عنصراً على الأقل، من قوات النظام السوري المسلحين الموالين لها، من جنسيات عربية وآسيوية، وقوات من «حزب الله» اللبناني، قتلوا خلال قصف واشتباكات دارت مع فصائل المعارضة في ريف حلب الجنوبي.

وأضاف أن الفصائل المقاتلة، و«جيش الفتح» سيطرت على قرى زيتان وخلصة وبرنة بريف حلب الجنوبي، خلال الـ24 ساعة الماضية. وأسفرت المعارك الأخيرة في ريف حلب الجنوبي، بحسب المرصد، عن مقتل 186 مقاتلاً، هم 86 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و100 من الفصائل المقاتلة.

ومن بين قتلى المسلحين الموالين للنظام، 25 عنصراً من «حزب الله»، وهي أكبر حصيلة قتلى له في معركة واحدة منذ عام 2013، بحسب المرصد.

كما قصفت طائرات حربية أماكن في أحياء طريق الباب وباب النيرب والشعار والمواصلات القديمة وضهرة عواد بمدينة حلب، وأماكن أخرى في منطقتي الشقيف والملاح، ما أدى إلى مقتل وجرح مواطنين عدة، بينما سقط قتيل وعدد من الجرحى، جراء تنفيذ طائرات حربية، صباح أمس، غارة على مناطق في حي الفردوس بمدينة حلب.

إلى ذلك، قال المرصد إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا، في قصف نفذته فصائل من المعارضة المسلحة، فجر أمس، على حي الشيخ مقصود بمدينة حلب الخاضع لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وأضاف المرصد أن ما يزيد على 40 شخصاً، أصيبوا أيضاً في الهجوم على حي الشيخ مقصود، المجاور لطريق الكاستيلو، وهو الطريق الوحيد للدخول والخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، في المدينة الواقعة شمال سورية.

وقال معارضون مسلحون في السابق إن هجماتهم على حي الشيخ مقصود، تأتي رداً على محاولات «وحدات حماية الشعب» الكردية قطع طريق الكاستيلو.

وأدى تصعيد الغارات الجوية والهجمات بالمدفعية، في الأسابيع الأخيرة حول الطريق، إلى تعذر عبوره عملياً، الأمر الذي وضع مئات آلاف الأشخاص في حلب تحت الحصار الفعلي.

ولم يكن لهدنة مدتها 48 ساعة أعلنتها روسيا في حلب، يوم الخميس الماضي، أي أثر يذكر في القتال، واستمرت الضربات الجوية وأعمال القصف منذ ذلك الحين.

وقال المرصد إن حي الشيخ مقصود يتعرض للقصف الكثيف، منذ منتصف فبراير الماضي، ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 132 مدنياً، وإصابة أكثر من 900 آخرين.

من ناحية أخرى، قال المرصد إن تنظيم «داعش» شن، خلال اليومين الماضيين، هجمات مضادة عبر انتحاريين وسيارات مفخخة، للدفاع عن اثنين من أبرز معاقله في شمال سورية، هما منبج والطبقة.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن التنظيم شن، أول من أمس، سبع هجمات، بينها هجومان انتحاريان وخمسة بسيارات مفخخة، في الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي.

ومنذ 31 مايو الماضي، تاريخ بدئها معركة منبج، تمكنت «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة في معظمها من «وحدات حماية الشعب» الكردية، بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق المدينة بالكامل، وقطع كل طرق الإمداد للمتطرفين نحو الحدود التركية شمالاً، ومعاقلهم الأخرى غرباً.

وبعد تطويقها المدينة، وسيطرتها على أكثر من 100 قرية ومزرعة في محيطها، بات تقدم «قوات سورية الديمقراطية» بطيئاً «جراء الهجمات الانتحارية، التي يشنها المتطرفون بشكل شبه يومي في محيطها»، وفق عبدالرحمن.

وبالإضافة إلى هجمات التنظيم، فإن ما يعوق تقدم «قوات سورية الديمقراطية»، هو عشرات آلاف المدنيين العالقين في المدينة، ولم يتمكن سوى نحو 1200 منهم من الفرار.

وبحسب عبدالرحمن، قتل، أول من أمس، ستة أفراد من عائلة واحدة، بعدما أطلق عليهم التنظيم النار، خلال محاولتهم الفرار من الجهة الشرقية للمدينة.

والعائلة مؤلفة، وفق عبدالرحمن، من «رجل، وزوجته، وابنته، وشقيقته، واثنين من أشقائه».

وفي محافظة الرقة إلى الشرق من حلب، أبطأت هجمات التنظيم أيضاً تقدم القوات النظامية السورية، مدعومة بالطائرات الروسية باتجاه مدينة الطبقة الواقعة على نهر الفرات، بعدما باتت على بعد 15 كيلومتراً، جنوب مطار الطبقة العسكري.

وتبعد الطبقة 50 كيلومتراً من مدينة رقة، معقل التنظيم في سورية.

وقتل 10 عناصر من قوات النظام السوري، الخميس، في تفجير انتحاري، بعد أيام من تفجيرات انتحارية أخرى، قتل خلالها 12 عنصراً آخرون، ونفذها أربعة عناصر من التنظيم.

تويتر