مقتل طيار سوري بعد أسره في القلمون الشرقي

الفصائل تتقدم في ريف اللاذقــــــــــــية.. وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية

صورة

حققت الفصائل المقاتلة تقدماً كبيراً، وسيطرت على بلدة كنسبا الاستراتيجية في ريف اللاذقية، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية السورية والموالين لها. في وقت قتلت «جبهة النصرة» طياراً سورياً أسرته في منطقة تسيطر عليها، بعد إسقاط «جيش الإسلام» طائرته في القلمون الشرقي قرب العاصمة دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان والمعارضة إن فصائل من المعارضة المسلحة، انتزعت السيطرة على بلدة كنسبا الاستراتيجية من القوات النظامية، والمسلحين الموالين لها، في تقدم نادر للمعارضة بالمنطقة.

وأوضح أن «الفرقة الأولى الساحلية»، و«حركة أحرار الشام»، و«جيش الإسلام»، و«أنصار الشام»، و«الفرقة الثانية الساحلية»، و«الحزب الإسلامي التركستاني»، و«جبهة النصرة»، وفصائل مقاتلة أخرى، سيطرت على بلدة كنسبا وشير قبوع وعين القنطرة وتلة الملك وقلعة شقف وشلف وأرض الوطى وقرية نحشبا في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، إثر هجوم موسع تنفذه الفصائل منذ 27 من شهر يونيو الماضي، في معركة أطلقوا عليها اسم «معركة اليرموك».

وأضاف أن تلك الفصائل تمكنت، خلال المعارك، من إتمام السيطرة على 13 قرية وتلة، بالإضافة لنقاط أخرى، مشيراً إلى أن الاشتباكات العنيفة ترافقت مع قصف جوي ومدفعي مكثف.

وقال إن طائرات حربية نفذت غارات عدة على مناطق في بلدة كنسبا، وسط اشتباكات في محاور بالمنطقة، بين الفصائل من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، حيث تمكنت الفصائل من أسر عنصر من قوات النظام، مشيراً إلى سقوط قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل على أماكن في منطقة القرداحة، أصابت إحداها خطوط التوتر العالي، ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مدن محافظة اللاذقية.

وكانت القوات السورية سيطرت على كنسبا، في فبراير الماضي، في إطار تقدم أوسع في ريف اللاذقية الشمالي حينها، بدعم من ضربات جوية روسية.

وتجدد القتال في المنطقة، بعد أن أدى اتفاق لوقف إطلاق النار في هذا الشهر إلى تهدئة مؤقتة. ولم تصمد الهدنة بشكل عام في المناطق، التي دخلت فيها، حيز التنفيذ في غرب البلاد.

من جهتها، قالت «جبهة النصرة»، في بيان على الإنترنت، إن تحالفاً من الجماعات المقاتلة استولى على كنسبا وعدد من القرى الأخرى، واستولى على عدد من الدبابات وأسلحة المدفعية.

وهذا التقدم نادر للمعارضة في اللاذقية، منذ أن تدخلت روسيا في الصراع السوري، الدائر منذ أكثر من خمس سنوات، لمصلحة الأسد في سبتمبر الماضي.

ويتاخم شمال اللاذقية محافظة إدلب معقل جماعات المعارضة بما في ذلك «جبهة النصرة». من ناحية أخرى، قال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن طائرة حربية سورية سقطت في منطقة القلمون الشرقي «ولم يعرف ما إذا كان ذلك نتيجة عطل فني، أو تم إسقاطها من قبل أحد الفصائل المقاتلة في المنطقة». وأشار إلى أن الطيار تمكن من القفز بمظلته، فوق بلدة جيرود (66 كيلومتراً شمال شرق)، حيث أسره فصيل محلي يدعى «نصرة المظلوم»، وسلمه إلى فصيل آخر.

بدوره، قال «جيش الإسلام»، الفصيل الأبرز في الغوطة الشرقية قرب دمشق، إنه أسقط الطائرة.

وأكد المتحدث باسمه، إسلام علوش، لـ«فرانس برس»، أن «الطائرة من طراز سوخوي 22»، من دون أن يحدد مكان سقوطها، أو السلاح الذي تم استخدامه. إلا أنه ما لبث أن اتهم في وقت لاحق «جبهة النصرة» بقتل الطيار. وقال في بيان «فوجئنا بقيام عنصر من جبهة النصرة بقتل الطيار الذي قمنا بإسقاط طائرته بعد أن تعهدوا بتسليمه لنا».من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن «المجموعات الإرهابية المسلحة ترتكب جريمة نكراء تمثلت بقتل الطيار البطل الشهيد المقدم نورس حسن الذي هبط بالمظلة في منطقة يسيطر عليها إرهابيو ما يسمى جيش الإسلام بعد تعرض طائرته لخلل فني أثناء تنفيذ مهمة تدريبية». إلى ذلك، انتقد الرئيس السوري الساسة البريطانيين، للسماح بالتصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن المشرعين الذين انتقدوا تعامله مع الحرب الأهلية، أظهروا أنهم «منفصلون عن الواقع».

وقال الأسد «هؤلاء المسؤولون، الذين كانوا يقدمون لي النصيحة، بشأن كيفية التعامل مع الأزمة في سورية، ويقولون على الأسد أن يرحل»، و«إنه منفصل عن الواقع، أثبتوا أنهم هم المنفصلون عن الواقع».

وأضاف في مقابلة مع قناة «إس.بي.إس» الأسترالية التلفزيونية «وإلا ما كانوا دعوا لهذا الاستفتاء، أسميهم في بعض الأحيان ساسة من الدرجة الثانية».

وحول التأثيرات المحتملة لهذا القرار في سورية، قال الأسد إن حكومة بريطانيا الجديدة، ربما تكون لديها «سياسة جديدة قد تؤثر فينا إيجابياً، لكن لا يحدوني الكثير من الأمل في هذا الصدد».‬‬‬

تويتر