تركيا تتجه إلى تطبيع العلاقات مع سورية
أكّدت تركيا، أمس، أنها تسعى إلى تطبيع العلاقات مع سورية، مؤكدة ضرورة استقرار سورية والعراق حتى تنجح جهود مكافحة الإرهاب. في حين قتل 31 مدنياً، غالبيتهم جراء غارات نفذتها طائرات حربية على مدينتي الرستن بريف حمص وأريحا بريف إدلب، بينما قصفت طائرات روسية مخيّماً للاجئين قرب حدود الأردن.
وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، أن تركيا تهدف إلى تطوير علاقات جيدة مع سورية والعراق.
وقال في تصريحات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة: «هذا هو هدفنا الأهم الذي لا يمكننا الرجوع عنه: تطوير علاقات جيدة مع سورية والعراق، وكل جيراننا حول البحر المتوسط والبحر الأسود».
وأضاف «قمنا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل، وأنا واثق أننا سنطبّع العلاقات مع سورية أيضاً، ولكي تنجح المعركة ضد الإرهاب ينبغي أن يعود الاستقرار لسورية والعراق».
ولطالما كانت تركيا من أشد معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، وتقول إن سورية لن تستقر سوى برحيله.
وأعلنت تركيا، الشهر الماضي، إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد قطيعة استمرت ستة أعوام، وعبرت عن أسفها لروسيا بشأن إسقاط طائرة حربية في مسعى لإصلاح تحالفات شابها التوتر.
من ناحية أخرى، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيستقبل اليوم وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في موسكو لبحث أزمتي سورية وأوكرانيا، إلى جانب العلاقات الثنائية.
على الصعيد الميداني، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 31 مدنياً، غالبيتهم جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية، على مناطق عدة في وسط وشمال غرب سورية.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن 16 مدنياً قتلوا جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يعرف اذا كانت سورية ام روسية على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، مشيراً إلى مقتل ثلاثة آخرين من عائلة واحدة صباح أمس، جراء قصف مدفعي على المدينة.
ويأتي قصف قوات النظام على مدينة الرستن، المحاصرة منذ عام 2012، التي تعد أحد آخر معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حمص، على الرغم من سريان هدنة اعلنها الجيش السوري في السادس من الشهر الجاري ومدّدها لمرتين، على ان تنتهي منتصف ليل اليوم.
وفي شمال غرب سورية، قتل 12 شخصاً على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، أمس، جراء غارات استهدفت مدينة أريحا في محافظة إدلب. وبحسب عبدالرحمن، «استهدفت طائرات حربية لم يعرف اذا كانت تابعة للنظام السوري أم روسية وسط مدينة أريحا في محافظة إدلب، ما تسبب في مقتل 12 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة عدد من الأشخاص بجروح، بعضهم في حالات خطرة».
وقال قائد الدفاع المدني في أريحا، أحمد قربي، لـ«فرانس برس»: «توجهنا الى مكان الغارة، وكانت هناك حرائق وجثث أشلاء متناثرة هنا وهناك، ودمار كبير».
وأوضح أن الأحياء التي تم استهدافها في وسط المدينة هي «أحياء سكنية مكتظة بالسكان نظراً لقربها من السوق الرئيس»، مشيراً إلى وجود عدد كبير من الأشخاص العالقين تحت الأنقاض.
وتسيطر فصائل «جيش الفتح» المؤلف من تحالف فصائل مقاتلة، أبرزها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، على مدينة أريحا منذ مايو 2015.
إلى ذلك، قال معارضون سوريون إن طائرات يُعتقد أنها روسية قصفت، أول من أمس، مخيماً للاجئين بمحاذاة حدود الأردن الشمالية الشرقية مع سورية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، وإصابة عشرات آخرين في أول هجوم روسي من نوعه قرب الحدود الأردنية.
وأضاف المعارضون أن طائرات كانت تحلق على ارتفاع شاهق قصفت مخيماً يقيم به بضع مئات، معظمهم من النساء والأطفال من العالقين بمنطقة فاصلة على الجانب السوري من الحدود.
وقال المتحدث باسم «كتيبة الشهيد أحمد عبدو» التابعة للجيش السوري الحر، سعيد سيف القلموني، إن الغارات وقعت قرب مخيم حدلات، وهو أحد مخيمين كبيرين في المنطقة. وأكد دبلوماسي غربي كبير الحادث، وقال إن المعلومات المبدئية تقول إن طائرات روسية شنت الغارات. وإذا تأكد ذلك فإن تلك ستكون أقرب غارات جوية تشنها موسكو بمحاذاة الحدود الأردنية منذ بدء الكرملين حملة جوية ضخمة، في سبتمبر الماضي، دعماً للأسد في مواجهة المعارضين المسلحين الذين يقاتلون لإسقاط حكمه.
وأصيب ما لا يقل عن 40 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، في الغارة. وقال مصدر أردني إن قوات الجيش الأردني على الحدود ساعدت في نقل الجرحى إلى مستشفيات داخل البلاد.
وقال مصدر آخر في المعارضة إن من بين الضحايا مقاتلين من «جماعة أسود الشرقية» للمعارضة المسلحة التي تقاتل تنظيم «داعش»، وتعد جزءاً من جماعة للمعارضين المعتدلين الذين تموّلهم وتزودهم بالعتاد غرفة عمليات عسكرية يدعمها الغرب، مقرها في عمان. ويؤوي المخيم، في الغالب، عائلات هؤلاء المقاتلين.