انفجار بريف دمشق الغربي.. وطيران التحالف يكثف قصفه على مواقع تنظيم «داعش» بريف حلب
الولايات المتحدة تدعو إلى تعزيز التعاون مع روسيا في سورية لدحر المـجموعـات الإرهابية
شدّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، على ضرورة تعزيز التعاون مع روسيا في سورية، لدحر المجموعات الإرهابية، بعد أن أعلن الكرملين أنه لم يتم التناقش خلال محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، في مقترح أميركي للتعاون العسكري المباشر في هذا البلد الذي يشهد حرباً، وفيما وقع انفجار بريف دمشق الغربي، كثفت طائرات التحالف قصفها على مواقع تنظيم «داعش» في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي اليوم الثاني والأخير من زيارته لموسكو، دعا كيري إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، لدحر المجموعات الإرهابية، وإعادة إحياء عملية السلام المتعثرة في سورية، وذلك بعد ساعات على اعتداء في نيس راح ضحيته 84 قتيلاً على الأقل.
وقال كيري بعد مشاركته في دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا اعتداء نيس، وقبيل محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، «ليست هناك بؤرة أو حاضنة لهؤلاء الإرهابيين أفضل مما يحصل في سورية». وأضاف «أعتقد أن الناس في جميع أنحاء العالم يتطلعون إلينا من أجل إيجاد وسائل سريعة وملموسة» لمحاربة الإرهاب.
وقال متوجهاً إلى لافروف «أنت وأنا وفريقك في موقع أفضل، لأننا نستطيع فعلاً القيام بشيء حيال الأمر».
ويأتي اجتماع كيري ولافروف عقب محادثات «جادة وصريحة» أجراها وزير الخارجية الأميركية مع فلاديمير بوتين. غير أن الكرملين أعلن أمس، أنه لم يتم بحث موضوع التعاون العسكري المباشر بين موسكو وواشنطن في سورية، في محادثات أول من أمس.
وبحسب وثائق مسربة اطلعت عليها صحيفة «واشنطن بوست»، فإن المقترح الرئيس لكيري يتعلق بعرض أميركي على روسيا لتعزيز التعاون لمكافحة تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية.
في المقابل، تطلب واشنطن من موسكو الضغط على حليفها الرئيس بشار الأسد، لوقف الغارات جوية والهجمات على المدنيين والمعارضة المعتدلة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، إن المحادثات بين بوتين وكيري لم تبحث بدء تعاون «يزيد من فاعلية الجهود لمكافحة الإرهاب».
ويحرص المسؤولون الأميركيون على عدم وصف المحادثات بالفرصة الأخيرة للدبلوماسية لحل نزاع دام مستمر منذ خمس سنوات، لكنهم حذروا من أن الوقت ينفد.
وتلقي واشنطن بالمسؤولية في فشل عملية السلام على عدم التزام النظام السوري بالهدنة، وتنامي نشاط «جبهة النصرة» المتشددة.
وقال مسؤول أميركي «إذا لم نتمكن من التوصل إلى حل للمشكلتين فسنكون في مكان مختلف تماماً، والحقيقة أن الوقت هنا قصير».
ولا يبدو أي مؤشر في دمشق على أن الأسد يشعر بأي ضغوط للموافقة على محادثات حول حكومة جديدة، وهي المرحلة المقبلة في العملية في حال أعيد العمل بالهدنة.
ففي مقابلة مع محطة «إن بي سي نيوز» الأميركية تم بثها أول من أمس، ونشرت نصها الكامل وكالة الأنباء السورية (سانا)، سئل الأسد عما إذا تحدث إليه يوماً «وزير الخارجية لافروف أو الرئيس بوتين عن عملية الانتقال السياسي، عن حلول يوم تتركون فيه السلطة»، فأجاب «لم يحدث أبداً». وقال «وحده الشعب السوري يحدد من يكون الرئيس، ومتى يصبح رئيساً، ومتى يرحل. إنهم لم يقولوا كلمة واحدة في ما يتعلق بهذا الأمر».
ودعت روسيا وواشنطن ومجموعة الاتصال، التي تضم 22 دولة، إلى وقف لإطلاق النار في أنحاء سورية كافة، ومناقشة «انتقال سياسي» في محادثات جنيف.
وتم التوصل في فبراير الماضي لوقف لإطلاق النار لا يشمل تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة». لكنه انهار وسط استمرار المعارك الشرسة.
وحث الموفد الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا، أول من أمس، روسيا والولايات المتحدة على العمل لاستئناف المحادثات الشهر المقبل.
وتشارك القوات الروسية في الحرب دعماً لنظام الأسد في مواجهة فصائل مسلحة عدة، فيما يركز تحالف بقيادة الولايات المتحدة على ضرب تنظيم «داعش».
واندلعت الحرب في سورية عام 2011، عندما قمعت قوات الأسد تظاهرات معادية للحكومة وتفاقمت وأودت بحياة أكثر من 280 ألف شخص.
واتخذت جهود وقف الحرب منحى أكثر إلحاحاً مع تصاعد نفوذ تنظيم «داعش» الذي استولى على مساحات واسعة من سورية والعراق في منتصف 2014.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل سبعة أشخاص، هم ثلاثة أطفال وثلاث مواطنات ورجل، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجراح، وذلك في مجزرة نفذتها طائرات حربية باستهدافها مناطق في بلدة البوليل بريف دير الزور الشرقي، الليلة قبل الماضية، وأضاف أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود بعض الجرحى في حالات خطرة.
وسمع دوي انفجار في بلدة الكسوة بريف دمشق الغربي، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بتمركز للمسلحين الموالين لقوات النظام في البلدة، عقبها سمعت أصوات إطلاق نار في المنطقة، بينما قصف الطيران المروحي بالمزيد من البراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام استهدف مناطق في المدينة. وفي محافظة حمص، نقل W المرصد عن مصادر أهلية، أن قوات النظام دهمت قرية قزحل، التي يقطنها مواطنون غالبيتهم من التركمان بريف حمص الغربي، حيث دارت اشتباكات بين مسلحين من القرية من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في البلدة، قضى على أثرها ثلاثة من المسلحين وثلاثة مسعفين، بالإضافة إلى إصابات في صفوف الطرفين. وأكدت المصادر أن قوات النظام اعتقلت ثلاثة أشخاص من القرية، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، في حين قصفت قوات النظام أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، بينما استهدفت قوات النظام بنيران قناصاتها مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، دون أنباء عن إصابات.
في سياق منفصل، تواصلت الاشتباكات في ريف حمص الشرقي بين عناصر تنظيم «داعش» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، حيث تركزت الاشتباكات في محيط سبخة الموح وعلى الطريق الواصل بين مدينتي تدمر والسخنة، ومحور مطار تدمر العسكري، وأطراف منطقة حويسيس، بالتزامن مع قصف للطائرات الحربية على أماكن في بلدة السخنة ومنطقة الطيبة، وأماكن الاشتباك المتواصل بين الطرفين في محيط حقل شاعر للغاز.
وفي محافظة حلب، نفذت طائرات التحالف الدولي ضربات مكثفة استهدفت خلالها مواقع وأبنية يتمركز فيها عناصر من تنظيم «داعش» في الأحياء الغربية لمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وآلية للتنظيم في شارع الجورة، ما أدى إلى مقتل من كان بداخلها، كذلك استهدفت الطائرات جسراً يقع على طريق منبج ــ جرابلس، ما أدى إلى تدميره، مضيقة بذلك الخناق على التنظيم في المنطقة، يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار المعارك العنيفة في محاور عدة في منبج، بين تنظيم «داعش» من جانب، و«قوات سورية الديمقراطية» من جانب آخر، وسط تقدم جديد لـ«قوات سورية الديمقراطية» على طريق حلب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news