المعارضة تستعد لمعركة فك حصار حلب وتؤكد استهداف النظام للنازحين بالمعابر

أبلغت الحكومة السورية الأمم المتحدة، أمس، أنها ستشارك في محادثات جنيف المرتقبة في أغسطس الجاري، في محاولة جديدة لإيحاد حل سياسي للنزاع السوري المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام، فيما

تستعد المعارضة السورية لمعركة «فك الحصار» عن مدينة حلب، محذرة المدنيين من الخروج من المعابر، حيث تقتل قوات النظام كل من يقترب منها، وتزامن ذلك مع غارات، وتواصل الاشتباكات بين «قوات سورية الديمقراطية»، وتنظيم «داعش» بمدينة منبج.

وتفصيلاً، قال رمزي عزالدين رمزي، نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، عقب لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد «أكد لي الوزير أن الحكومة السورية على موقفها من أنها ستشارك في المحادثات المنتظر عقدها خلال أسابيع بنهاية شهر أغسطس الجاري».

وكان دي ميستورا قد أعرب الثلاثاء عن أمله باستئناف محادثات السلام السورية «أواخر أغسطس»، في ختام اجتماع في جنيف مع مسؤولين أميركيين وروس.

وأكد دي ميستورا وجود «ضرورة ملحة» لاستئناف المفاوضات مع تصاعد العنف في المناطق السورية، خصوصاً مدينة حلب.

وأضاف رمزي قبيل مغادرته دمشق، التي وصل إليها صباح أمس، إن لقاءه المعلم تناول «بعض القضايا المتعلقة بالعملية السياسية، وبصفة خاصة قضايا الانتقال السياسي، وكيف يمكن جعل هذه العملية عملية ذات صدقية».

وأوضح أن «هذه اللقاءات تأتي في إطار الاتصالات المستمرة بين مكتب المبعوث الخاص والحكومة السورية في ما يخص العملية السياسية، وبشكل خاص عملية الانتقال السياسي، كما نص عليها قرار مجلس الأمن الرقم 2254».

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) من جهتها أن المقداد أكد «استعداد الحكومة السورية لاستئناف هذه المباحثات دون شروط مسبقة، وأن تكون في إطار سوري - سوري دون أي تدخل خارجي».

وشدد المقداد، بحسب «سانا»، على «ضرورة تركيز مختلف الأطراف على مكافحة الإرهاب»، شارحاً «التطورات الأخيرة في مدينة حلب، والمبادرة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بمنح عفواً عن المسلحين، وتسوية أوضاعهم على طريق تهيئة الظروف المطلوبة لتحقيق الأمن والاستقرار في حلب وبقية الأراضي السورية».

ميدانياً، صدت قوات المعارضة السورية المسلحة هجوماً كبيراً للقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في ريف حلب الجنوبي. وقال مصدر في المعارضة السورية إن «قوات النظام مدعومة بالميليشيات العراقية والإيرانية ومقاتلين من (حزب الله) اللبناني، شنت فجر أمس هجوماً هو الأعنف من نوعه، مدعومة بطائرات حربية للنظام السوري وقاذفات روسية، في محاولة لقطع طريق إمداد

قوات المعارضة من ريف حلب الغربي».

وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن قوات النظام شنت الهجوم على مواقع جيش الفتح بمحيط قرية خربة السنابل الاستراتيجية، بسبب محاذاتها للطريق الواصل بين بلدتي الحاضر وخان طومان، وطال القصف الجوي كلاً من بلدة الزربة جنوب حلب، ومنظمة ايكاردا على طريق دمشق - حلب الدولي».

من جانبها، كشفت مصادر مقربة من القوات الحكومية عن أن الهجوم الذي شنته القوات الحكومية السورية والقوات الرديفة لها على مواقع المعارضة في ريف حلب الجنوبي، شاركت فيه 18 طائرة حربية سورية، انطلقت من مطاري «السين والتيفور» في ريف حمص الشرقي، إلى جانب مشاركة

خمس قاذفات روسية، استهدفت خطوط إمداد المسلحين في بلدة الزربة وايكاردا والطريق الدولي، وانه تم تدمير عشرات السيارات.

يأتي ذلك مع استعداد فصائل المعارضة السورية في حلب من أجل البدء بمعركة كسر الطوق عن حلب، في معركة أُطلق عليها اسم «الملحمة الكبرى»، الّتي من المتوقع أن يشارك فيها نحو 4000 مقاتل، من كل الفصائل.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قيادي في قوات المعارضة أن «التحضير لعملية فك الحصار عن حلب سيتم من خلال إشعال كل الجبهات في المدينة»، مشيراً إلى أن المعركة ستشهد استخدام كل الإمكانات المتاحة من أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية.

وأعلن الدفاع المدني في حلب حالة الطوارئ بالمدينة وريفها الغربي، وطالب المواطنين في بيان بعدم التجمع خشية استهدافهم بالغارات.

كما حذر البيان مما وصفه «بخدعة المعابر» من قبل النظام وروسيا، مؤكداً مقتل مدني حاول العبور من أحد المعابر التي ادعى النظام أنها آمنة، ووثق مقتل 160 مدنياً في وقت سابق خلال محاولتهم عبور طريق الكاستيلو.

من جهته، قال «مجلس محافظة حلب الحرة»، في بيان، إن ما يروجه النظام عن تسليم مسلحين أنفسهم للنظام هو «افتراء وحرب نفسية»، محذراً الأهالي من الاقتراب من المعابر، مؤكدا أن «النظام قتل من وصل إلى المعبر قبل أيام».

من جهة أخرى، قتل مدني وجرح آخرون جراء غارات روسية وللنظام استهدفت حي الهلك بحلب، كما استهدفت الغارات أحياء مساكن هنانو والحيدرية والشيخ فارس.

وشملت الغارات بلدة عندان شمال حلب، ما أدى إلى دمار في الممتلكات، وذلك بعد يوم من استهداف طائرات روسية لمستشفى في البلدة وتدميره.

وأفادت مصادر أن اشتباكات دارت بين «قوات سورية الديمقراطية»، وتنظيم «داعش» في حي السرب قرب مركز مدينة منبج، وفي أحياء أخرى، دون أن يحرز أي طرف تقدماً واضحاً.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 2300 مدني، بينهم نساء وأطفال، تمكنوا من الخروج من مدينة منبج خلال الـ24 ساعة الماضية. وأوضح المرصد أن عملية الخروج جاءت بعد أن سيطرت «قوات سورية الديمقراطية»، وبغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي، على منطقة دوار الجزيرة، وحي المستوصف، ومنطقة مدرسة الغسانية شرق المدينة. وبذلك أصبحت «قوات سورية الديمقراطية» تسيطر على نحو 40% من مدينة منبج.

الأكثر مشاركة