«قوات سورية الديمقراطية» تبدأ مرحلة تطهير مدينة منبج من فلول «داعش»

الفصائل المعارضة تعلن فكَّ الحصار عن الأحياء الشرقية لحلب

مقاتلو المعارضة يركبون دبابة في كلية المدفعية جنوب حلب بعد طرد قوات النظام منها. رويترز

أعلنت الفصائل المعارضة المقاتلة، أمس، فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات النظام السوري على الأحياء الشرقية لحلب، لتحاصر بدورها الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام، بعد أن تمكنت من السيطرة على حي الراموسة بالكامل، ومواقع استراتيجية جنوب مدينة حلب، شملت كليات المدفعية والتسليح والتعيينات، في حين باتت «قوات سورية الديمقراطية» تسيطر على 90% من مدينة منبج، أحد أهم معاقل تنظيم «داعش» في محافظة حلب، وتعمل على تطهير المدينة من فلول المتطرفين.

وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من فك الحصار الذي تفرضه القوات السورية منذ ثلاثة أسابيع على الأحياء الشرقية لحلب.

وأكد الائتلاف على حسابه على «تويتر»، أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من «فك الحصار».

من جهتها، أعلنت حركة «أحرار الشام»، المشاركة في القتال على «تويتر»، أمس، «السيطرة على حي الراموسة بالكامل، وفتح الطريق إلى مدينة حلب».

بدورها أعلنت «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) أن المقاتلين من خارج المدينة «التقوا بإخوانهم داخل المدينة، والعمل جار للسيطرة على ما تبقى من النقاط».

وقبيل إعلان فك الحصار كانت الفصائل المقاتلة سيطرت على مواقع استراتيجية جنوب حلب، عبارة عن ثكنات عسكرية لقوات النظام، الأمر الذي مهّد لفك الحصار عن أحياء المدينة الشرقية.

وأفاد مراسل لـ«فرانس برس» في الأحياء الشرقية، أن السكان أطلقوا النار ابتهاجاً بفك الحصار وذبحوا الخراف. في المقابل، نفت وسائل إعلام النظام السوري الأنباء عن فك الحصار، ومثلها «قناة المنار»، التابعة لـ«حزب الله» اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام، مؤكدة أن المعارك مستمرة.

وقال التلفزيون السوري الرسمي، إن الجيش السوري أرسل تعزيزات إلى المنطقة، حيث تدور اشتباكات عنيفة، كما أن «الطيران الحربي يعزل نارياً منطقة العمليات في محيط الكليات العسكرية».

لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، قال إنه «في حال ثبّتت الفصائل مواقعها، ستتمكن من قطع آخر طرق الإمداد إلى أحياء حلب الغربية نارياً، وبالتالي محاصرتها».

واندلعت، أمس، معارك عنيفة جنوب غرب حلب، بمنطقة الكليات العسكرية، في «معركة مصيرية» بدأتها الفصائل المقاتلة ضد قوات النظام السوري في حلب، منذ الأحد الماضي.

ويقود المعارك تحالف «جيش الفتح»، وعلى رأسه «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة)، و«حركة أحرار الشام».

وتشهد مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية سابقاً منذ صيف العام 2012، معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية، حيث يعيش 250 ألف شخص، وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية، التي يسكنها نحو مليون شخص. وباتت الأحياء الشرقية محاصرة بالكامل من قبل قوات النظام منذ 17 يوليو الماضي.

وكانت «جبهة فتح الشام» أعلنت من جهتها، صباح أمس، على حسابها على خدمة «تلغرام»، سيطرتها على كلية التسليح وكلية المدفعية وكتيبة التعيينات.

وفي تسجيل صوتي، الخميس الماضي، أكد زعيم «جبهة فتح الشام» أبومحمد الجولاني، أن نتائج هذه المعركة «تتعدى فتح الطريق عن المحاصرين فحسب، بل إنها ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية، وترسم ملامح مرحلة جديدة لسير المعركة».

وقال المرصد «قتل أكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة ثانية، منذ يوم الأحد الماضي». وأشار إلى أن «غالبية القتلى من الفصائل نتيجة التفوق الجوي لقوات النظام، وكثافة الغارات الجوية الروسية».

وعلى جبهة أخرى، نجحت «قوات سورية الديمقراطية»، وفق المرصد السوري، بالسيطرة على مدينة منبج، التي تشكل إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس، أبرز معاقل تنظيم «داعش» في محافظة حلب. وقال عبدالرحمن «لم يبق فيها سوى بعض فلول المتطرفين المتوارين بين السكان»، مشيراً إلى أن هذا التحالف من فصائل كردية وعربية، يعمل على تمشيط وسط المدينة، بحثاً عمن تبقى من عناصر التنظيم.

إلا أن المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج، شرفان درويش، أكد لـ«فرانس برس»، أن المعارك لاتزال مستمرة على بعد 200 متر فقط من وسط المدينة، مشدداً على أن «قوات سورية الديمقراطية» تسيطر حالياً على 90% منها.

وبدأت «قوات سورية الديمقراطية» في 31 مايو الماضي، بغطاء جوي من التحالف الدولي، هجوماً للسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية، الواقعة على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سورية، والحدود التركية.

تويتر