سلسلة غارات روسية وسورية على المواقع التي سيطرت عليها المعارضة جنوب المدينة
معارك في حلب غداة فك الحــــــصار.. وإدخال مساعدات إلى الأحياء الشرقية
شهدت المناطق الواقعة في جنوب غرب مدينة حلب اشتباكات متقطعة، أمس، غداة تعرض الجيش السوري لضربة قوية، بعدما تمكنت فصائل المعارضة من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية. وتمكنت أول قافلة للمساعدات من الدخول إلى أحياء حلب بعد فك الحصار عنها، بينما شنت طائرات روسية وسورية سلسلة غارات على المواقع التي سيطرت عليها المعارضة في جنوب المدينة.
وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس «تدور اشتباكات متقطعة، ترافقها غارات جوية، لكن بدرجة أقل»، في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري مواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.
وأعلنت فصائل مقاتلة في إطار تحالف «جيش الفتح»، وأهمها حركة أحرار الشام، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، وبعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 يوليو على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ويقيم فيها 250 ألف شخص.
وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، الذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية.
وأفاد مصدر في الفصائل لوكالة فرانس برس عن إدخال المقاتلين «سبع شاحنات خضار وفاكهة»، أمس، إلى الأحياء الشرقية عن طريق الراموسة.
وذكرت «الجزيرة نت» على موقعها الإلكتروني، أمس، أن فاعليات ومؤسسات أهلية من مدينة إدلب استطاعت إدخال أول قافلة مساعدات إنسانية مكونة من مواد غذائية إلى أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، مشيرة إلى أنها عبرت من حي الراموسة.
وأشارت إلى إمكان إدخال قوافل أخرى إلى الأحياء المحاصرة، تزامناً مع محاولات فصائل في المعارضة المسلحة توسيع مناطق سيطرتها في المدينة ومحيطها. في الأثناء، أكد المرصد السوري، أمس، أن المدنيين لم يتمكنوا من الخروج من الأحياء الشرقيةـ لأن الطريق التي فتحت لهم من الراموسة لاتزال خطرة وغير آمنة. وقال قائد قطاع حلب في حركة نور الدين الزنكي المقاتلة، عمر سلخو «الطريق للاستخدام العسكري حالياً لأسباب أمنية، وسيسمح للمدنيين بعبورها بعد تأمينها بشكل كامل».
ونفى الإعلام الرسمي بدوره فك الفصائل المقاتلة الحصار المفروض على الأحياء الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «هذه المعارضة لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الأحياء الشرقية من مدينة حلب».
وأضاف المصدر أن القوات السورية «تواصل عملياتها القتالية على جميع المحاور إلى الجنوب وجنوب غرب حلب».
وأفاد مراسل التلفزيون السوري بدوره بأن «الجيش متمركز بقوة حول الكليات، وما هي إلا إعادة تموضع بعدما استوعب الصدمة».
من جانبه، أوضح عبدالرحمن أن «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جدا». وأكد عبدالرحمن أن الفصائل المقاتلة «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية، بل أنها قطعت أيضاً آخر طرق الإمداد إلى الأحياء الغربية التي باتت محاصرة»، ويقيم فيها نحو مليون و200 ألف نسمة. غير أن مراسل التلفزيون الرسمي أكد أن «الجيش أوجد طريقاً بديلاً لدخول المواد الغذائية والمحروقات» إلى الأحياء الغربية.
وأوضح عبدالرحمن بدوره «تعمل قوات النظام على فتح طريق جديد من الأحياء الغربية باتجاه الشمال، وتسعى حالياً إلى تأمينها، لضمان إمكانية استخدامها».
ورغم ذلك، بدا الخوف والتوتر واضحين على سكان الأحياء الغربية، فسارعوا إلى ألأسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتخزين في حال استمر الحصار. وأفاد المرصد السوري عن مقتل طفلة في حي الحمدانية الواقع شمال منطقة الاشتباكات، جراء قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة. ووثق المرصد السوري مقتل أكثر من 130 مدنياً، معظمهم في الأحياء الغربية، منذ بدء هجمات الفصائل المقاتلة في جنوب حلب في 31 يوليو. كما قتل أكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ الأحد الماضي، معظمهم من الفصائل، نتيجة «التفوق الجوي» لقوات النظام، وكثافة الغارات الجوية. على صعيد آخر، شنت الطائرات الروسية والسورية مئات الغارات الجوية على مواقع جيش الفتح والمعارضة المسلحة في جنوب مدينة حلب ومحيطها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news