الأمم المتحدة تدعو إلى هـــــدنة إنسانية في حلب وتحذر من «وضع كارثي»
دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في مدينة حلب السورية، مبدية خشيتها على مصير المدنيين المعرضين للحصار، مؤكدة أن سكان المدينة محرومون من المياه الجارية منذ أيام عدة، معتبرة أن الوضع «كارثياً»، في وقت دارت معارك عنيفة عند أطراف المدينة الجنوبية، بين قوات النظام وفصائل المعارضة، دون أن يحقق أي من الطرفين خرقاً جديداً.
وطالب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية، يعقوب الحلو، والمنسق الإقليمي كيفن كينيدي، «في الحد الأدنى بوقف تام لإطلاق النار، أو بهدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة، للوصول إلى الملايين من الناس، الذين هم بأمسّ الحاجة في كل أرجاء حلب، وإعادة تموين مخزونهم من الطعام والأدوية الذي تدنى إلى مستوى الخطر».
وبعد إبداء خشيتها على مصير سكان حلب نتيجة القصف والمعارك، أكدت الأمم المتحدة في بيان، أنها «مستعدة لمساعدة المدنيين في حلب، المدينة التي توحدها المعاناة». وقالت إن «تكتيك الحصار يشكل جريمة حرب، عندما يستخدم عمداً لحرمان السكان الطعام والمواد الأخرى الأساسية لبقائهم».
في السياق، أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، أن سكان مدينة حلب محرومون من المياه الجارية منذ أيام عدة. وقال في بيان، إن «كامل المدينة من دون مياه جارية منذ أربعة أيام، وبات الأطفال مع عائلاتهم يعانون وضعاً كارثياً».
وأكد أن المحطة الكهربائية التي تغذي المضخات الهيدروليكية في حلب أصيبت بأضرار في 31 يوليو، خلال المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.
وقالت ممثلة الـ«يونيسيف» في سورية، هناء سنجر، إن «انقطاع المياه يأتي في أوج الصيف، ما يعرّض الأطفال بشكل خاص لأمراض خطرة»، مضيفة أن إعادة المياه «لا يمكن أن تنتظر انتهاء المعارك، وحياة الأطفال في خطر».
وتعمل الـ«يونيسيف» مع منظمات أخرى على إيجاد حل عاجل لتسليم سكان المدينة المياه.
وأكدت أنه «في حال لم يستأنف ضخ المياه إلى المدينة خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن المدنيين سيجبرون على استهلاك مياه غير صالحة».
على الصعيد الميداني، دارت اشتباكات عنيفة، أمس، عند أطراف مدينة حلب الجنوبية الغربية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة ثانية، بعد أيام قليلة على نجاح الأخيرة في فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، وقطع آخر طريق إمداد إلى الأحياء الغربية.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن أياً من الطرفين لم يحقق خرقاً جديداً.
وقال إن قوات النظام، استهدفت المواقع التي سيطرت عليها الفصائل خلال الأيام الماضية، وتحديداً الراموسة والكليات العسكرية، كما تعرضت الأحياء الشرقية لقصف عنيف من قبل الطيران الحربي، ما أسفر عن مقتل «ثلاثة مدنيين».
وقال مصدر أمني لـ«فرانس برس»، أمس، إن «الجيش يتابع استهدافه المجموعات الإرهابية في مناطق وجودها في الكليات وجنوب غرب حلب، حيث تمكن من حشرهم في جيوب نارية في منطقة العمليات».
وبعد التقدم الذي حققته، أعلنت الفصائل مساء الأحد الماضي، إطلاق معركة للسيطرة على كامل مدينة حلب.
إلا أن ياسر عبدالرحيم، القيادي في «عملية فتح حلب»، أكد لـ«فرانس برس»، أن «المعركة الكبيرة لم تبدأ بعد»، مضيفاً «نحن ننتظر المزيد من التعزيزات قبل البدء».
وأثارت التطورات الأخيرة في حلب الخشية على نحو 1.5 مليون شخص في المدينة.
وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012 معارك بين قوات النظام في الأحياء الغربية وفصائل المعارضة في الجهة الشرقية. واشتد القتال والقصف في الأسابيع الأخيرة، مع مشاركة «جيش الفتح» في المعارك، ويسعى كل من الطرفين لحسم المعركة.
وفي 17 يوليو الماضي، تمكنت قوات النظام من فرض حصار كامل على الأحياء الشرقية، بعدما سيطرت على طريق الكاستيلو، آخر منفذ إليها. ومنذ 31 يوليو أطلقت الفصائل سلسلة هجمات، بهدف فك الحصار، ونجحت في مسعاها في السادس من أغسطس الجاري، وتمكنت أيضاً من قطع طريق الراموسة، آخر طريق إمداد إلى الأحياء الغربية، لتصبح هذه بدورها بحكم المحاصرة.
ويدعم قوات النظام مقاتلون سوريون وعراقيون وإيرانيون ومن «حزب الله» اللبناني.