واشنطن تدين استخداماً محتملاً للأسلحة الكيماوية في سورية

«داعش» يخطف 2000 مدنــــي خلال انسحابه من مدينة منبــــج

صورة

خطف تنظيم «داعش»، أمس، نحو 2000 مدني خلال انسحابه من آخر جيب كان يتحصن فيه داخل مدينة منبج السورية بريف حلب، في حين دانت الولايات المتحدة الاستخدام المحتمل المتزايد لأسلحة كيماوية في سورية، بعد معلومات عن وقوع هجوم في حلب، أسفر عن أربعة قتلى وعشرات الجرحى.

وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري، المنضوي في «قوات سورية الديمقراطية»، شرفان درويش، إن مقاتلي «داعش» خطفوا نحو 2000 مدني من حي السرب في شمال منبج، مشيراً إلى أنهم «استخدموا المدنيين كدروع بشرية خلال انسحابهم إلى مدينة جرابلس، ما منعنا من استهدافهم».

وبحسب مصدر كردي في «قوات سورية الديمقراطية»، فإن خطف التنظيم للمدنيين هدفه «تجنب نيران قواتنا» خلال انسحابهم من المدينة.

من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، خطف التنظيم 2000 مدني، مشيراً إلى أنه تم نقلهم على متن نحو 500 سيارة باتجاه جرابلس، أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب (شمال)، الواقعة على الحدود التركية.

وتمكنت «قوات سورية الديمقراطية» في السادس من الشهر الجاري، من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج، إثر هجوم بدأته في 31 مايو بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة أميركية لطرد التنظيم من المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط إمداد رئيس للتنظيم بين معقله في الرقة (شمال) والحدود التركية.

وتحصن التنظيم في الأيام الأخيرة في منطقة المربع الأمني في وسط منبج، قبل انسحابه تدريجياً في اليومين الأخيرين إلى حي السرب على أطراف المدينة الشمالية، وفق درويش، الذي أوضح أن المدنيين المختطفين هم «من سكان حي السرب، وآخرين اختطفوا من المربع الأمني وأحياء أخرى»، مشيراً إلى أن «قوات سورية الديمقراطية» تمكنت من إنقاذ نحو 2500 آخرين كانوا محتجزين لدى التنظيم.

وتعمل «قوات سورية الديمقراطية» حالياً على تمشيط حي السرب بحثاً عن آخر المتطرفين الموجودين فيه.

من ناحية أخرى، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال الاستخدام المحتمل المتزايد لأسلحة كيماوية في سورية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لإليزابيت ترودو، «نستعرض المعلومات التي تفيد باستخدام أسلحة كيماوية في حلب»، مضيفة «نحن نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد، وندين، كما فعلنا في الماضي، أي استخدام للأسلحة الكيماوية».

ولم تؤكد الدبلوماسية الأميركية الهجوم الكيماوي في حلب، إلا أنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة «قلقة جداً لتزايد مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الأسابيع الأخيرة». وأوضحت ترودو أنه في حال تم تأكيد استخدام النظام السوري مجدداً للسلاح الكيماوي، فإن هذا يشكل «انتهاكاً» لقرار مجلس الأمن الدولي. وفي الثالث من الشهر الجاري، أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن قلقها بشأن أنباء عن هجوم بغاز الكلور قرب مدينة حلب في شمال سورية، التي تشهد اشتباكات عنيفة.

وذكر المرصد السوري، أن نحو 24 شخصاً عانوا صعوبات في التنفس في مدينة سراقب، على بعد 50 كلم جنوب حلب، بعد هجوم ببراميل متفجرة الثلاثاء الماضي.

إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، مجدداً بممر إنساني لإدخال المساعدات إلى المواطنين في حلب، تحت إشراف الأمم المتحدة. وقال لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ» الألمانية الصادرة أمس، إن الممر الإنساني لا يمكن أن يخضع لتحكم أحد أطراف النزاع. وفيما المعارك استمرت في حلب على الرغم من إعلان روسيا هدنة لمدة ثلاث ساعات، قال شتاينماير، إن «هدنة الثلاث ساعات يومياً التي تمت الدعوة إليها من جانب أحادي، لا تكفي لتجنب كارثة إنسانية»، مضيفاً أنه لا يمكن إغاثة المواطنين في حلب بسرعة، إلا إذا تم وقف إطلاق النار، والسماح لرجال الإغاثة بدخول المنطقة من دون خطر على حياتهم.

وذكر شتاينماير أنه أوضح لنظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية، أن روسيا بصفتها داعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تتحمل مسؤولية كبيرة على نحو خاص في ما يتعلق بمسألة الهدنة أو الممر الإنساني.

تويتر