المعارضة تُدخل مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية

«داعش» يطلق محتجزي منبــــج.. وواشنطن تتحدث عن قرب هزيمته شمال سورية

سكان وأفراد من الدفاع المدني يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض عقب غارة للنظام على بلدة تفتناز بريف إدلب. رويترز

أطلق تنظيم «داعش» سراح مئات المدنيين بعدما أخذهم دروعاً بشرية خلال خروج آخر مقاتليه من مدينة منبج الاستراتيجية في شمال سورية، حيث تلقى خسارة كبيرة على يد «قوات سورية الديمقراطية»، فيما أكدت واشنطن أن التنظيم أصبح على أعتاب الهزيمة بعد انسحابه من مدينة منبج. في حين تمكنت فصائل المعارضة، أمس، من إدخال مواد غذائية ومحروقات وخضار إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرتها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلي «داعش» أطلقوا سراح معظم المدنيين الذين أسروهم خلال الخروج من مدينة منبج شمال سورية.

وبعد معارك عنيفة بين الطرفين استمرت نحو شهرين ونصف الشهر، باتت منبج التي شكلت منذ عام 2014 أحد أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب، خالية من المتطرفين الذين انسحب من تبقى منهم أول من أمس، متخذين نحو 2000 مدني دروعاً بشرية، لتجنب استهدافهم خلال توجههم الى مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إنه بعد وصول قافلة التنظيم من منبج الى جرابلس وريفها، بات مئات المدنيين بحكم الأحرار.

وأوضح أن «جزءاً من المدنيين المختطفين هم من عائلات المتطرفين، أما الجزء الأكبر فهم مدنيون من سكان منبج، تم استخدام بعضهم دروعاً بشرية، وآخرون فضلوا الخروح مع عناصر التنظيم». وأضاف أنه «لم يبق أي متطرف أو مناصر للتنظيم في منبج، جميعهم خرجوا».

وأكد مصدر في «قوات سورية الديمقراطية»، أن التنظيم «أطلق سراح البعض وتمكن آخرون من الفرار على الطريق» إلى جرابلس شمالاً، من دون أن يكون بوسعه أن يؤكد إطلاق سراح جميع المدنيين. وأوضح لـ«فرانس برس»، أمس، أنه «لم يبق حتى الآن عناصر لداعش داخل منبج».

وتمكنت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، في السادس من الشهر الجاري من السيطرة على مدينة منبج مع استمرار عمليات التمشيط لطرد آخر المتطرفين منها، إثر هجوم بدأته في 31 مايو الماضي بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وتقع منبج على طريق إمداد رئيس للتنظيم بين الرقة، معقله الأبرز في سورية، والحدود التركية.

وقال مصدر كردي، إن «المعركة كانت قاسية جداً، لأسباب عدة أهمها استخدام المدنيين دروعاً بشرية، كما زرع مقاتلو داعش الألغام بشكل لا يوصف».

وتعد منبج الخسارة الأبرز للتنظيم على يد هذه القوات التي طردته من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سورية منذ تأسيسها في أكتوبر الماضي.

وبحسب المرصد، يسيطر التنظيم حالياً على 35% فقط من الأراضي السورية مقابل 50% العام الماضي، بعدما مني بخسائر مهمة أبرزها مدينة تدمر (وسط) ومنبج.

ولايزال التنظيم يسيطر على مناطق في ريف حلب الشمالي الشرقي، أبرزها مدينتا الباب وجرابلس، وبلدة دابق ذات الأهمية الرمزية.

وتعد مدينة الرقة معقل التنظيم الأبرز في سورية، إلا أنه يسيطر على 70% من محافظة الرقة التي يتواجد الأكراد في شمالها.

وإلى الشرق من الرقة يسيطر التنظيم على كامل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، باستثناء أجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري.

في السياق، قال نائب المتحدث الإعلامي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) غوردون تروبريدج، إن تنظيم «داعش» أصبح على أعتاب الهزيمة بعد سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» على مدينة منبج.

وأضاف أن التنظيم «أظهر باستمرار استعداده لتعريض حياة الأبرياء للخطر، في انتهاك صارخ ليس فقط لقوانين النزاع المسلح بل لآداب السلوك الإنساني».

من جهة أخرى، تتواصل المعارك بين قوات النظام والفصائل ضمن تحالف «جيش الفتح»، من بينها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) جنوب غرب مدينة حلب، إذ تسعى قوات النظام لاستعادة مواقع خسرتها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية، حيث يقيم نحو 250 ألف شخص.

إلى ذلك، أفاد المرصد، أمس، بتمكن مقاتلي الفصائل المعارضة من إدخال شاحنات تحمل مواد غذائية ومحروقات وخضار إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي تسيطر عليها.

وقال إن ذلك جاء عن طريق المعبر الواصل إلى هذه الأحياء عبر منطقة الراموسة بعد رفع الفصائل سواتر ترابية حول الممر، لمنع استهدافها من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

على جبهة أخرى، في شمال غرب سورية، قتل 19 مدنياً بينهم طفلان على الأقل جراء نحو 60 غارة نفذتها طائرات سورية وأخرى روسية على مناطق عدة في محافظة إدلب، ستة منهم في مدينة إدلب، وفق المرصد.

وتتعرض محافظة إدلب التي يسيطر عليها «جيش الفتح» لغارات كثيفة منذ بدء هجوم الفصائل جنوب غرب حلب، وفق المرصد.

تويتر