المعارضة تسيطر على مواقع استراتيجية في الغوطة الشرقية لدمشق
سيطرت المعارضة السورية، أمس، على مواقع استراتيجية، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، في معركة أطلقت عليها «ذات الرقاع 3» في الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق، في حين قتل 32 عنصراً من فصائل المعارضة جراء انفجار استهدفهم داخل الحدود التركية عند معبر أطمة الحدودي، تبناه تنظيم «داعش»، بينما قالت أنقرة إنها تتوقع انسحاب القوات الكردية السورية بعد عملية منبج ضد التنظيم.
وأعلنت المعارضة السورية السيطرة على مواقع استراتيجية وقتل عناصر من القوات النظامية، بعد إطلاق معركة «ذات الرقاع 3» في الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق.
وقالت مصادر إعلامية إن فصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على حوش نصري وكتلة المزارع المحيطة بها بالكامل، وقتلت خلال المعارك العديد من الميليشيات الشيعية وعناصر النظام، وسط قصف عنيف على المنطقة من قبل الطائرات الحربية.
من جهته، ذكر الناطق الرسمي باسم «جيش الإسلام»، إسلام علوش، لقناة «أورينت»، أن نتائج المعركة مبشرة، كما يوجد تحفظ للوضع الأمني، وأكد أن المعركة تهدف إلى ضرب عدد من النقاط العسكرية على أوتوستراد دمشق - بغداد.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بتمكن «جيش الإسلام» من استعادة السيطرة على نقاط ومواقع خسرها قبل أيام في منطقة حوش نصري بغوطة دمشق الشرقية.
من ناحية أخرى، أفاد المرصد بمقتل ما لا يقل عن 32 من فصائل المعارضة جراء انفجار استهدفهم داخل الحدود التركية عند معبر أطمة الحدودي مع لواء اسكندرون.
وقال في بيان، أمس، إن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود جرحى بحالات خطرة.
وأشار المرصد إلى أن المخابرات التركية على معبر أطمة، أبلغت مقاتلين أن عنصراً من تنظيم «داعش» فجر نفسه بحزام ناسف في المعبر من طرف لواء إسكندرون، مستهدفاً حافلة تقل المقاتلين، فيما وردت معلومات عن مقتل عسكريين أتراك في التفجير ذاته.
واستهدف التفجير الانتحاري المقاتلين خلال توجههم بحافلة من محافظة إدلب عبر معبر أطمة إلى الأراضي التركية، ومنها إلى معبر باب السلامة للعودة مجدداً إلى سورية والتوجه إلى مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي. ووقع التفجير عند الجانب التركي من الحدود فور دخول الحافلة، وفق المرصد.
وتبنى تنظيم «داعش» التفجير، وفق بيان تناقلته مواقع متطرفة.
وأفاد البيان بأن الانتحاري، واسمه «أبواليمان الشامي»، فجر سترته الناسفة بمقاتلين من فصيلي «فيلق الشام» و«نور الدين زنكي» في معبر أطمة في ريف إدلب الشمالي «لدى استعدادهم للتوجه لقتال (داعش) في ريف حلب الشمالي».
وقتل بحسب بيان التنظيم نحو 50 مقاتلاً، فضلاً عن عشرات المصابين.
وتدور اشتباكات متقطعة بين الفصائل والتنظيم في ريف حلب الشمالي.
وبلغت المعارك بين الطرفين أوجها في نهاية مايو الماضي، عندما شنّ التنظيم المتطرف هجوماً على مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل، وتمكن من التقدم قبل أن يطرده المقاتلون المعارضون مجدداً في يونيو.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس، إن أنقرة تتوقع انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية شرق نهر الفرات، بعد أن استعادت مع قوات أخرى مدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على بلدة منبج من «داعش».
وقالت «قوات سورية الديمقراطية»، المشكلة بغالبيتها من «وحدات حماية الشعب»، إنها سيطرت بالكامل على مدينة منبج الواقعة في شمال سورية، قرب الحدود التركية، فيما توجه صفعة كبيرة للتنظيم المتشدد.
وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» جماعة إرهابية، تمثل امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأنقرة منظمة إرهابية.
وأضاف تشاووش أوغلو للصحافيين في أنقرة أن «الولايات المتحدة، بل حتى (الرئيس الأميركي باراك) أوباما بنفسه، وعدنا بأن عناصر الاتحاد الديمقراطي الكردي في قوات سورية الديمقراطية سيعودون إلى شرق الفرات بعد انتهاء عملية منبج». وقال «على الولايات المتحدة أن تفي بوعدها. هذا ما نتوخاه»، علماً بأن واشنطن لم تؤكد إن كانت فعلاً قطعت هذا التعهد. وتمثل عملية منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأميركية دوراً مهماً على الأرض أكثر الانتصارات طموحاً تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سورية، منذ أن شنت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد «داعش» قبل عامين. وقال مسؤولون أميركيون إنه فور انتهاء عملية منبج ستتوافر الظروف المواتية للتحرك إلى الرقة معقل التنظيم في سورية.