دي ميستورا ينتقد نقص المساعدات.. والنظام يقصف لأول مرة مناطق الأكراد في الحسكة

روسيا تدعم هدنة 48 سـاعة أسبوعياً في حلب

الطفل السوري عمران دقنيش في سيارة إسعاف بعد تعرض منزله في حي القاطرجي بحلب للقصف من قبل النظام. رويترز

علّق مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا، أمس، اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسورية بعد بدايته بدقائق، تعبيراً عن عدم الرضا عن عدم وصول المساعدات، خلال الأسبوع الأخير، وعدم القدرة على إيصالها إلى حلب المحاصرة، وفيما قال إن وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب سيكون الموضوع الرئيس لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الأعمال القتالية، قالت روسيا إنها مستعدة لدعم مقترح دي ميستورا لتطبيق هدنات إنسانية لمدة 48 ساعة أسبوعياً في حلب. ميدانياً نفذت الطائرات السورية والروسية غارات كثيفة، أمس، على مناطق في شمال وشمال غرب سورية، في محاولة لمنع الفصائل المقاتلة من إرسال تعزيزات إلى جنوب حلب، في وقت قصفت طائرات سورية مناطق يسيطر عليها الأكراد في مدينة الحسكة لأول مرة خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات.

وتفصيلاً، علّق دي ميستورا اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسورية بعد بدايته بدقائق، تعبيراً عن عدم الرضا عن عدم وصول المساعدات خلال الأسبوع الأخير، وعدم القدرة على إيصالها إلى حلب المحاصرة، إضافة إلى عدم وصول المساعدات أو أي قافلة إلى مضايا لمدة 110 أيام، ووجود مناطق في سورية لم تصلها أي مساعدات منذ شهر كامل.

وقال دي ميستورا، أمس، إنه لم تصل أي قافلة مساعدات للمناطق المحاصرة في سورية خلال شهر أغسطس، وإنه علق عمل قوة مهام إنسانية حتى الأسبوع المقبل موجهاً إشارة للقوى الكبرى.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف، قال دي ميستورا إن مجموعة الدعم الدولية لسورية ستستأنف عملها الأسبوع المقبل لمتابعة الوضع الإنساني في سورية.

وأكد الحاجة الماسة إلى هدنة لمدة 48 ساعة على الأقل في حلب لاستخدام طريق الكاستيلو لإيصال المساعدات إليها، موضحاً أن هذا الأمر يحتاج إلى دعم من الرئيسين الأساسيين للمجموعة، وهما الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك كل من له تأثير في الأطراف السورية.

وأكد المبعوث أنه مازال يعمل على عقد جولة مفاوضات سورية جديدة نهاية الشهر الجاري، منوهاً إلى اجتماع حول وقف الأعمال العدائية سينعقد في جنيف لبحث ما وصل إليه الوضع في حلب وأسبابه في المناطق المحاصرة، بهدف العمل على تحقيق هذه الهدنة.

وقال دي ميستورا إن وقف القتال لمدة 48 ساعة في مدينة حلب الشمالية سيكون الموضوع الرئيس، اليوم، لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الأعمال القتالية.

وتابع قوله للصحافيين في جنيف «أؤكد نيابة عن الأمين العام: وقف القتال لمدة 48 ساعة في حلب كبداية يتطلب مجهوداً شاقاً ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة) لكن أيضاً من كل من لهم نفوذ على الأرض».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في حسابها على موقع «تويتر»، أمس، إن موسكو مستعدة لدعم مقترح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، لتطبيق هدنات إنسانية لمدة 48 ساعة أسبوعياً في مدينة حلب السورية.

وقالت الوزارة إن روسيا على استعداد لبدء أول هدنة إنسانية الأسبوع المقبل.

ميدانياً، نفذت الطائرات السورية الروسية غارات كثيفة، أمس، على مناطق في شمال وشمال غرب سورية، في محاولة لمنع الفصائل المقاتلة من إرسال تعزيزات إلى جنوب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة منذ أسبوعين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس»: «تشن الطائرات السورية والروسية عشرات الغارات يومياً على محافظة إدلب وريف حلب الغربي، لمنع الفصائل من إرسال تعزيزات إلى مواقعها في جنوب مدينة حلب».

وشنت فصائل مقاتلة ـ بينها «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) في 31 يوليو ـ هجوماً على جنوب غرب حلب.

وتمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها من كسر حصار كانت قوات النظام قد فرضته على الأحياء الشرقية في حلب وقطع طريق إمداد رئيس لقوات النظام إلى غرب حلب.

وقال عبدالرحمن «تضع الفصائل كل قوتها في المعارك في وقت باتت قوات النظام منهكة»، موضحاً أن الغارات التي تشنها الطائرات السورية، وكذلك الروسية دعماً لقوات النظام: «لا تبدو فعالة كثيراً، باعتبار أن الاشتباكات تتم وجهاً لوجه ومن مسافات قريبة».

وأضاف «لا تتمكن قوات النظام من استعادة المواقع تحت سيطرة الفصائل». وتعرضت الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب، أمس، لغارات جوية. وأحصى المرصد مقتل 146 مدنياً بينهم 22 طفلاً جراء هذه الغارات منذ بدء هجوم الفصائل، جنوب غرب حلب، في 31 يوليو.

في الأثناء، قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات حكومية قصفت مناطق يسيطر عليها الأكراد في مدينة الحسكة، بشمال شرق البلاد، أمس، لأول مرة خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات.

وذكر المتحدث، ريدور خليل، أن الضربات الجوية أصابت مناطق كردية من المدينة - التي تسيطر جماعات كردية على معظمها - ومواقع لقوات الأمن الداخلي الكردية المعروفة باسم «الأسايش».

وقال خليل إن قوات الحكومة قصفت مناطق كردية في مدينة الحسكة بالمدفعية واندلع قتال عنيف في المدينة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب مجريات الحرب من خلال شبكة من النشطاء، إن «الطائرات استهدفت مواقع تسيطر عليها القوات الكردية في القسمين الشمالي الغربي والشرقي من مدينة الحسكة»، وأشار المرصد إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة» في عدد من المواقع في المدينة.

تويتر