قوات المعارضة تتقدّم في ريف حماة الشمالي
تركيا تتوغل في سورية وتتــــوعد الأكراد بمزيد من الغارات وتثيـر انتقــــادات أميركية
توغلت قوات مدعومة من تركيا في عمق الأراضي السورية، أمس، فيما أكدت تركيا أنها ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد في شمال سورية طالما انهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من دخول القوات التركية إلى شمال سورية، ما أثار انتقادات من الولايات المتحدة التي قالت إنها تشعر بالقلق من أن يكون الصراع على الأرض قد حاد عن استهداف تنظيم «داعش»، وقالت إن المعارك بين الطرفين «غير مقبولة»، بينما سيطرت فصائل المعارضة السورية على حواجز لقوات الجيش الحكومي في ريف حماة الشمالي بعد ساعات من إعلانها لعملية عسكرية في المنطقة.
في التفاصيل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 41 شخصاً قتلوا في غارات جوية تركية مع تقدم القوات التركية جنوباً أول من أمس، ونفت تركيا سقوط أي قتلى مدنيين قائلة إن 25 من المقاتلين الأكراد قتلوا.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للتحالف المناهض لتنظيم «داعش» بريت مكجورك، «نريد أن نوضح أننا نرى هذه الاشتباكات - في المناطق التي لا وجود لداعش فيها - غير مقبولة ومبعث قلق بالغ». ونقل حسابه الرسمي على «تويتر» عن بيان لوزارة الدفاع الأميركية قوله «ندعو كل الأطراف المسلحة إلى التوقف».
وخلال مؤتمر صحافي، أمس، مع مسؤول أوروبي، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، عمر جليك: «لا يحق لأحد أن يقول لنا أي تنظيم إرهابي يمكننا قتاله». لكنه لم يتطرق إلى التعليقات الأميركية.
وتقدمت القوات التركية، أمس، صوب منبج التي تقع على مسافة 30 كيلومتراً جنوبي الحدود التركية، التي سيطرت عليها هذا الشهر قوات سورية الديمقراطية بمساعدة أميركية. وتردد دوي القصف المدفعي في بلدة قرقميش الحدودية التركية.
وقالت قوات سورية الديمقراطية إنها تعزز القوات في منبج، لكنها أكدت أن القوات الموجودة في المنطقة والقوات التي أرسلت لتعزيزها لا تضم أفراداً من وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال الجيش التركي، أمس، إن القوات التي تدعمها تركيا طردت المتشددين من 10 قرى إضافية في شمال سورية، خلال حملة تركية عبر الحدود جرى خلالها السيطرة على مناطق جنوبي مدينة جرابلس الحدودية السورية.
وأضاف الجيش في بيان أن العمليات تتحول الآن إلى المنطقة الغربية من شمال سورية، حيث قالت القوات المدعومة من تركيا في السابق إنها سيطرت على عدد من القرى. ولم يحدد البيان المتشددين الذين تم طردهم. وقالت تركيا التي تقاتل تمرداً كردياً في الداخل إنها تهدف إلى القضاء على تنظيم «داعش» ومنع المسلحين الأكراد من السيطرة على الأراضي.
ونقلت محطة تلفزيون «ان تي في» عن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، قوله أمس، إن تركيا لم تشن حرباً من خلال توغلها في شمال سورية ولا تعتزم البقاء هناك. وأضاف «تركيا ليست دولة محتلة. تركيا لا تشن حرباً. كل الأطراف المعنية بما في ذلك حكومة دمشق كانت تعلم بعملية درع الفرات. روسيا أبلغتها نحن على ثقة بذلك». وقالت تركيا إن مقاتلاتها ومدفعيتها قصفت مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في الأيام الأخيرة. وتتهم أنقرة القوات الكردية بالسعي للاستيلاء على أراضٍ لم تكن تقليدياً تضم أكراداً.
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي في أنقرة «وحدات حماية الشعب ضالعة في تطهير عرقي. يقومون بتوطين من يريدون في هذه الأماكن». وطالب هذه القوات بالتحرك فوراً إلى شرق نهر الفرات.
ورفضت وحدات حماية الشعب المزاعم التركية قائلة إن القوات التي كانت موجودة غرب الفرات غادرت منذ فترة طويلة.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل، «المزاعم التركية بأنها تقاتل وحدات حماية الشعب غرب الفرات لا أساس لها من الصحة، بل هي مجرد ذرائع واهية لتوسيع احتلالها لأراضٍ سورية».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بيتر كوك، إن الولايات المتحدة طالبت وحدات حماية الشعب الكردية بالعودة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، لكن واشنطن تتفهم أن ذلك «حدث إلى حد كبير».
ولم تكشف تركيا ما إذا كانت تخطط لإقامة «منطقة عازلة» في المنطقة التي تقاتل فيها بشمال سورية، وتقع المنطقة بين مقاطعات يسيطر عليها الأكراد بشرق الفرات، وأخرى إلى الغرب قرب البحر المتوسط.
وتخشى أنقرة من أن سيطرة الوحدات الكردية على مساحات واسعة متصلة من الأراضي قد تشجع حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود على الأراضي التركية للمطالبة بحكم ذاتي في جنوب شرق تركيا.
وشنت تركيا، أمس، أيضاً غارات جوية على ما قالت إنها أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق بمنطقة يسيطر عليها الأكراد على قطاع آخر من الحدود الجنوبية لتركيا، حيث يمتلك الحزب قواعد.
وتقول القوات المدعومة من تركيا إنها سيطرت على سلسلة قرى جنوبي جرابلس في منطقة تسيطر عليها مجموعات متحالفة مع قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الأكراد والولايات المتحدة. وتقول كذلك إنها سيطرت على بضعة أماكن إلى الغرب من مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات المدعومة من تركيا تمكنت من السيطرة على 21 قرية على الأقل خلال 48 ساعة ليبلغ إجمالي ما سيطرت عليه 21 قرية إلى الجنوب والغرب من جرابلس منذ 25 أغسطس.
من ناحية أخرى، سيطرت فصائل المعارضة السورية، أمس، على حواجز لقوات الجيش الحكومي في ريف حماة الشمالي، حيث أعلنت مصادر عسكرية في غرفة عمليات «حمم الغضب لنصرة حلب»، إنها تمكنت من السيطرة على حواجز السرو، ومداجن أبوحسن، والمحلق، والخيم، فيما استهدفت حواجز عدة بصواريخ «فاغوت» و«فيل»، وأخرى مضادة للدروع وقذائف الهاون، و«جهنم» المحلية الصنع.
وأكدت مصادر ميدانية مقتل عدد من قوات الجيش السوري، إثر استهدافه بقذائف لآلية نقل عسكرية عند حاجز شليويط، كما دُمر بصاروخ فاغوت رشاش للنظام عند حاجز زلين.
ويأتي هذا التقدم بعد إعلان بدء عمليات عسكرية في ريف حماة الشمالي بمشاركة فصائل من المعارضة السورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news