المعارضة تشكك في الاتفاق الأميركي - الروسي.. وتسيطر على تلة الحميرية في القنيطرة
غارات للنظام وروسيا في سورية بعد ساعات من اتفاق الهدنة
قصفت طائرات روسية سوقاً شعبية في إدلب، بالتزامن مع غارات لمقاتلات النظام على بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، في حين احتدم القتال بين جيش النظام السوري ومقاتلي المعارضة، أمس، بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة وروسيا التوصل لاتفاق هدنة يمثل انفراجة، بهدف إعادة عملية السلام في سورية إلى مسارها، شككت فيه المعارضة.
وتفصيلاً، ذكرت مصادر طبية أن عشرات القتلى والجرحى قتلوا في غارات جوية روسية على السوق الشعبية وسط مدينة إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات يعتقد أنها إما سورية أو روسية قصفت أيضاً بلدات تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، بما في ذلك عندان وحريتان، بالإضافة إلى طرق إمداد مهمة لمقاتلي المعارضة.
وأكد المرصد تقارير سكان ونشطاء في شرق حلب، قالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على مناطق سكنية للمدنيين في بضع مناطق.
إلى ذلك، هاجم الجيش مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل دخول وقف جديد لإطلاق النار في أرجاء سورية حيز التنفيذ غداً الاثنين. وقال مقاتلو معارضة إنهم يخططون لهجوم مضاد.
في الأثناء، حققت فصائل المعارضة في محافظة القنيطرة جنوب سورية تقدماً مهماً، وسيطرت على تلة الحميرية الاستراتيجية شمال بلدة جباتا الخشب ضمن معركة قادسية الجنوب.
وقالت المعارضة، إن «السيطرة على تلة الحميرية تعد خطوة مهمة ضمن عملية عسكرية واسعة
النطاق أطلقتها المعارضة بالقنيطرة تحت اسم (قادسية الجنوب)».
وقال طرفا الصراع إن الجيش وجماعات مسلحة موالية له تقدموا من منطقة الراموسة في حلب باتجاه جيوب لمقاتلي المعارضة بمنطقة العامرية.
وقال المتحدث العسكري باسم جماعة كتائب نورالدين الزنكي المعارضة النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، إن القتال يتصاعد على كل جبهات جنوب حلب، لكن الاشتباكات في العامرية هي الأعنف.
من جهته، قال سمير النشار، أحد أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض: «سيتعين علينا الانتظار ورؤية ما إذا كان النظام وحلفاؤه، ومن بينهم الروس، سيلتزمون بوقف إطلاق النار».
وأضاف: «سيتم اختبار هذا الاتفاق، نظراً لأننا لا نثق بالنظام وحلفائه بالنظر إلى تجارب سابقة حول وقف إطلاق النار».
وأدت مكاسب حققها النظام في الآونة الأخيرة في الراموسة إلى إعادة فتح الطريق الرئيس المؤدي إلى غرب المدينة، والخاضع لسيطرة قوات النظام، ما سمح للقوى الموالية للأسد بتطويق شرق حلب، الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة. يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات طويلة في جنيف الجمعة، عن هدنة في سورية تبدأ صباح غد الاثنين، لتتزامن بذلك مع أول أيام عيد الأضحى.
وقال كيري إن «الولايات المتحدة وروسيا تعلنان خطة نأمل أن تسمح بخفض العنف»، وفتح الطريق أمام «سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سورية»، مؤكداً أن موسكو «أطلعت الحكومة السورية على هذا الاتفاق وهي مستعدة لتطبيقه».
وقال لافروف إن الخطة الأميركية الروسية التي أعلنت الجمعة «تسمح بإقامة تنسيق فعال لمكافحة الإرهاب قبل كل شيء في حلب، وتسمح بتعزيز وقف إطلاق النار. كل هذا يوجد شروط العودة إلى العملية السياسية».
وتشهد حلب وضعاً إنسانياً مروعاً، وللمرة الثانية خلال شهرين فُرض حصار جديد على الأحياء الشرقية للمدينة التي تشكل الجبهة الرئيسة للنزاع ويسيطر عليها مسلحو المعارضة.
وفي هذا الصدد، طالب كيري بمنفذ «بلا عراقيل ودائم» إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك في حلب، لإيصال المساعدة الإنسانية.
ويتضمن الاتفاق الروسي الأميركي شقاً آخر عسكرياً. وقال جون كيري إنه في حال صمدت هذه الهدنة أسبوعاً، فإن القوات الأميركية ستوافق على التعاون مع الجيش الروسي في سورية. وتطالب موسكو بهذا التعاون منذ أشهر ويعمل البلدان من أجله منذ أشهر.
وإذا صمدت الهدنة، فسيبدأ التعاون العسكري بين البلدين من خلال تبادل المعلومات لتوجيه ضربات جوية، وهو ما كانت ترفضه واشنطن حتى الآن.
وأعلن لافروف عن إنشاء «مركز مشترك» روسي أميركي لتنسيق الضربات، «سيهتم فيه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية بقضايا عملية: التمييز بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة». ورحب الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا بالاتفاق. وقال إنه «ينتظر من كل الأطراف أن تسهل جهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى تسليم المساعدة الإنسانية إلى السكان الذين يحتاجون إليها بما في ذلك الذين يعيشون في المناطق المحاصرة». وأضاف أن «الأمم المتحدة تأمل أن تكون الإرادة السياسية التي أوصلت إلى هذا الاتفاق دائمة».
من جهتها، قالت الهيئة العليا للمفاوضات في سورية إنها لم تتلق نسخة من نص الاتفاق الأميركي الروسي للسلام، وإن موقفها لن يتحدد إلا بعد التشاور مع الأعضاء الذين عبر بعضهم عن تشككه في نجاح الاتفاق.
ورحّبت متحدثة باسم الهيئة التي تتخذ من الرياض مقراً لها في وقت سابق بأي اتفاق ينقذ أرواح المدنيين، لكنها شككت في قدرة موسكو على الضغط على حليفتها دمشق لوقف عمليات القصف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news