دمشق ترفض أي هدنة لا تتضمن خروج جميع المقاتلين من المدينة
المعارضة تتراجع في شرق حلب.. وخلافات روسية أميركية
حققت قوات النظام السوري، أمس، مزيداً من التقدم في أحياء حلب الشرقية، واستعادت السيطرة على حي الشعار الاستراتيجي، حيث تتراجع الفصائل المعارضة تدريجياً، في وقت يتبادل الروس والأميركيون الاتهامات بتعطيل محاولات التوصل إلى هدنة أو تسوية لإخراج المقاتلين من المدينة، في حين رفضت دمشق أي هدنة في شرق حلب لا تتضمن خروج جميع «الإرهابيين» منها.
وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات النظامية السورية، إن القوات الحكومية السورية والموالين لها سيطروا، أمس، على كامل حي الشعار، بعد معارك عنيفة جداً مع مسلحي المعارضة الذين انسحبوا باتجاه حيي الكلاسة والنيرب من أحياء حلب الشرقية، كما سيطروا على أجزاء من حي قاضي عسكر شرق قلعة حلب.
وأضاف «بعد سيطرة الجيش السوري على حي الشعار، أصبح طريق مطار حلب مؤمناً بشكل كامل».
ونقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من فصائل المعارضة في حلب، أن «مسلحيها انسحبوا من أجزاء من حي الشعار، بسبب القصف العنيف المدفعي والجوي من قبل قوات النظام والطائرات الحربية الروسية».
ووصفت مصادر طبيبة في أحياء حلب الشرقية الوضع الصحي بأنه «سيئ للغاية»، وقال الطبيب حمزة الخطيب، إن «الوضع الصحي أصبح سيئاً للغاية، بل كارثياً، نظراً لعدم توافر مستلزمات طبية للجرحى الذين يراجعون ما بقي من أماكن تسمى مراكز طبية».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام خاضت معارك عنيفة ضد الفصائل في حي الشعار، الذي سيطرت على أجزاء منه، بعد ثلاثة أسابيع من بدئها هجوماً لاستعادة السيطرة على كامل الأحياء الشرقية في مدينة حلب التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «حي الشعار يعد الحي السكني الأهم في وسط القسم الشرقي من حلب». وتصبح الفصائل المعارضة في حال سيطرة قوات النظام على كامل حي الشعار «محصورة» في القسم الجنوبي من الأحياء الشرقية، وفق عبدالرحمن الذي رجّح أن تبدأ قوات النظام إثر ذلك «عملية قضم تدريجي» للأحياء التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل.
وخسرت الفصائل المعارضة منذ بدء الهجوم منتصف نوفمبر الماضي نحو ثلثي الأحياء التي كانت سيطرت عليها منذ العام 2012.
وغداة إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن محادثات قريبة مع الأميركيين لبحث إخراج الفصائل المقاتلة من حلب، اتهمت موسكو، أمس، الولايات المتحدة بالمماطلة في بحث مسألة خروج مقاتلي المعارضة.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس أوروبا، ثوربيورن يغلاند «لقد فهمنا أن من المتعذر إجراء مناقشة جدية مع شركائنا الأميركيين»، متهماً واشنطن بإلغاء محادثات حول سورية بين خبراء روس وأميركيين كانت مقررة اليوم. وأكدت نائبة المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، ميشال سيسون، عدم وجود «أي اختراق» في المحادثات بين الطرفين.
واتهمت موسكو بأنها «تريد الاحتفاظ بمكاسبها العسكرية».
وجاءت مواقف سيسون خلال جلسة عقدها مجلس الأمن، أول من أمس، في نيويورك، مارست خلالها كل من روسيا والصين حق الفيتو على مشروع قرار نص على هدنة في حلب لسبعة أيام.
بدورها، أكدت الحكومة السورية، أمس، رفضها أي محاولة لوقف إطلاق النار في شرق مدينة حلب، ما لم تتضمن خروج جميع «الإرهابيين» منها. وفي برلين، وصفت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أمس، الوضع في حلب بأنه «عار». وقالت في خطاب أمام مؤتمر حزبها «من العار أننا غير قادرين على إقامة ممرات إنسانية، لكن يجب أن نستمر في المحاولة»، منتقدة دعم روسيا وإيران لـ«نظام الأسد في تحركه الوحشي ضد شعبه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news