الأمم المتحدة تتجه إلى إبرام اتفاق في سورية وتحذِّر من خطر التقسيم
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، أمس، إن اتفاقات عدم التصعيد في القتال بسورية، يمكن أن تسهل تسوية الصراع، وتفضي إلى مرحلة لإرساء الاستقرار في البلاد، لكن يجب أن تكون مثل تلك الاتفاقات مرحلة انتقالية، وأن تتجنب التقسيم، فيما رحبت روسيا بالتعاون مع أميركا في سورية، بينما سيطرت قوات سورية الديمقراطية (قسد) على بلدة العكيرشي، شرق الرقة.
وفي التفاصيل، قال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي في مستهل محادثات سلام، تستغرق خمسة أيام في جنيف، إن مناقشات تجري في العاصمة الأردنية عمان، لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، بوساطة أميركية روسية، وهو أول جهد من جانب الحكومة الأميركية، في ظل الرئيس دونالد ترامب، في إطار صنع السلام.
وقال دي ميستورا «الاتفاق متماسك في الأساس بوجه عام، متماسك بدرجة كبيرة جداً. في جميع الاتفاقات تكون هناك فترة للتكيف، ونحن نراقب باهتمام شديد». وأضاف: «لكن بوسعنا أن نقول إننا نعتقد أن (الاتفاق) أمامه فرصة جيدة جداً للنجاح».
من جانبه، قال وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، إن موسكو ستستغل نجاح وقف إطلاق نار في جنوب غرب روسيا، وتسعى لمزيد من الفرص للتعاون مع الولايات المتحدة، لحل الصراع السوري.
وقال لافروف، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي «سنحاول انطلاقاً من هذا الأساس، أن نتخذ المزيد من الخطوات للأمام». وأضاف أن روسيا على اتصال دائم مع مسؤولين أميركيين، بشأن الصراع في سورية، وتأمل التوصل إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار، في أجزاء أخرى من البلاد.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي بموسكو «إلى حد كبير، الأبواب مفتوحة لتعاوننا بشأن تطوير أكبر لمفهوم مناطق تخفيف التصعيد»، مشيراً إلى مناطق المدنيين، التي من المفترض أن تكون خالية من القتال.
وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إنه تجب توسعة اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، على وقف إطلاق النار جنوب غرب سورية، ليشمل كل أنحاء البلاد حتى ينجح.
وقال قاسمي لوكالة تسنيم للأنباء: «يمكن أن يكون اتفاق (وقف إطلاق النار) مثمراً، إذا تمت توسعته ليشمل كل أنحاء سورية، ويضم كل المنطقة التي ناقشناها في محادثات آستانا، لعدم تصعيد التوتر».
وقال قاسمي «تنشد إيران سيادة وأمن سورية، لذا لا يمكن أن ينحصر وقف إطلاق النار في موقع محدد، لن ينجح أي اتفاق دون أخذ الحقائق على الأرض بعين الاعتبار». وتابع أن الروس أبلغوا إيران بتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، لكن طهران ترى بعض «نقاط الغموض في الاتفاق، خصوصاً في ما يتعلق بإجراءات أميركية في سورية أخيراً».
ميدانياً، قال قائد عسكري، يقاتل مع قوات سورية الديمقراطية إن «قوات (قسد) سيطرت (أمس) على بلدة العكيرشي (نحو 20 كلم جنوب مدينة الرقة)، بعد معارك عنيفة مع مسلحي (داعش)، الذين استغلوا طبيعة البلدة التي تضم مزارع، وتقع على ضفة نهر الفرات». وأكد القائد العسكري أن «من تبقى من مسلحي (داعش) انسحبوا عبر نهر الفرات، باتجاه بلدة حويجة شنان شرق الرقة، التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم».
وأطلقت قوات النظام السوري، أمس، هجوماً ضد الفصائل المعارضة في محافظة السويداء. وبينما أكد ناشطون أن العملية تستهدف فصائل المعارضة المسلحة، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية أن العملية تستهدف مسلحي تنظيم داعش المتشدد.