قوات النظام السوري تخرق «هدنة حمص»
خرقت قوات النظام السوري، أمس، اتفاق التهدئة في ريف حمص الشمالي، بعد ساعات من بدء تطبيقه، وذلك بعد أن شنت قصفاً مدفعياً في ريف حمص.
وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الحكومية قصفت أهدافاً في قرى وبلدات في المنطقة، بينما استهدفت الفصائل المسلحة أراضي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وأفاد مركز الدفاع المدني في ريف حمص الشمالي بمقتل شخص وإصابة آخرين بجروح، إثر قصف مدفعي لقوات النظام على تلة أبو السناسل في ريف حمص الشمالي.
وقالت المصادر إن قصفاً متجدداً استهدف قرية غرناطة وقرية الطيبة، دون وقوع إصابات بشرية.
وسُجلت ثلاثة خروقات في ثلاث مناطق في ريف حمص الشمالي، بعد سقوط قذائف هاون عدة على قرية تيرمعلة وأم شرشوح والفرحانية، وذلك بعد ساعات من دخول ريف حمص الشمالي في هدنة بضمانة روسية، من المفترض أن تسمح بإدخال المواد الغذائية، وفتح المعابر أمام المدنيين.
وفي سياق آخر، سُجل خرق جديد لقوات النظام المتمركزة في حاجز قرية التاعونة الموالية، التي استهدفت الأحياء السكنية في بلدة عقرب في ريف حماة الجنوبي بالرشاشات الثقيلة.
ودخل اتفاق وقف التصعيد شمال محافظة حمص، ظهر أول من أمس، حيز التنفيذ، وفقاً لما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وقالت الوزارة إن الاتفاق يشمل 84 تجمعاً سكنياً شمال حمص، يقطنها نحو 140 ألف شخص.
ويسيطر الجيش السوري على كامل مدينة حمص، لكن ريف حمص الشمالي يخضع لسيطرة فصائل معارضة وأخرى متشددة، أبرزها «جبهة النصرة».
أما ريف حمص الشرقي فيشهد معارك كر وفر بين مسلحي «داعش» والقوات الحكومية السورية والميليشيات الداعمة لها، واستثنى الاتفاق الذي أعلن عنه الروس، «النصرة» و«داعش».
بدورها، اعتبرت المعارضة أن روسيا تحاول الاستفراد بقرار خفض التوتر، خصوصاً مع غياب دور الأمم المتحدة وتركيا في تطبيق الهدنة.
وهدنة ريف حمص هي الثالثة بعد هدنتي الجنوب والغوطة الشرقية، لكن احتمال فشلها كبير، نظراً إلى الموقع القريب من الحدود اللبنانية، ولعدم لعب إيران دوراً فيها، إضافة إلى محاولة روسيا تحجيم الدور التركي الداعم للمعارضة السورية.
وتشبه هدنة حمص التي تدعمها روسيا اتفاق عدم التصعيد بمنطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق دمشق. ورغم الاتفاق وانحسار العنف إلى حد ما، استمر العنف والضربات الجوية وإطلاق الصواريخ وتبادل إطلاق النار في الغوطة الشرقية.
وذكر المرصد أنه سجل مقتل 25 مدنياً على الأقل منذ إعلان هدنة الغوطة الشرقية في 22 يوليو، بينهم سبعة أطفال، إلى جانب عشرات المصابين. وقالت روسيا إنها نشرت قوات من شرطتها العسكرية في الغوطة الشرقية في يوليو، لمحاولة فرض عدم التصعيد.
ومنذ عام 2013 تحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية، وهي المنطقة الرئيسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب دمشق. وتقلصت مساحة المنطقة كثيراً خلال العام المنصرم، إذ انتزع الجيش السوري المدعوم من روسيا السيطرة على مناطق أخرى من المعارضة حول دمشق. وقال المرصد أمس إن نحو 70 صاروخاً سقطت خلال 24 ساعة على الغوطة الشرقية، في أعنف قصف للمنطقة منذ الإعلان عن منطقة عدم التصعيد.
وانهارت محاولات عدة لوقف إطلاق النار وقفاً دائماً في غرب سورية، حيث يتكبد مقاتلو المعارضة خسائر أمام قوات النظام وحلفائها.