3000 مدني يغادرون الرقة بموجب اتفاق إلى مناطق سيطرة «قسد»
أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، أن 3000 مدني خرجوا الليلة قبل الماضية بموجب اتفاق بين مسؤولين محليين ومقاتلين من «داعش»، من مدينة الرقة السورية الى مناطق سيطرة هذه القوات المدعومة من واشنطن، مؤكدة أن المدينة باتت خالية من المدنيين باستثناء عائلات المقاتلين الأجانب، كما أعلنت بدء «المرحلة الأخيرة» من معركة الرقة.
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم «قسد»، طلال سلو: «خرج أكثر من 3000 مدني مساء السبت إلى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر ومقاتلين محليين من تنظيم داعش». وأكد سلو أن «الرقة باتت خالية تماماً من المدنيين الذين كان يأخذهم (داعش) دروعاً بشرية».
ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب يسيطر عليه «داعش»، وغالبيتهم تحولوا إلى دروع بشرية للمتطرفين.
وخرج بموجب الاتفاق 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم من مناطق سيطرة المتطرفين في الرقة، وفق سلو، الذي لم يحدد وجهتهم، موضحاً أنه يفترض أن يصدر بيان حول الموضوع.
وكانت قد تضاربت المعلومات حول خروج مقاتلين أجانب من مدينة الرقة أيضاً.
ونفى كل من سلو ومجلس الرقة المدني خروج المقاتلين الأجانب.
وأكد مجلس الرقة المدني في بيان: «للتوضيح والدقة نبيّن أن الدواعش الأجانب ليسوا ضمن اهتمام مجلس الرقة المدني ولجنة العشائر أبداً، فهؤلاء لا يمكن الصفح عنهم».
وأوضح سلو أنه «لم يعد هناك سوى 250 إلى 300 إرهابي أجنبي من الذين قرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة، وبقي معهم أفراد من عائلاتهم» في الرقة.
وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الداعم لقوات سورية الديمقراطية، أكد مرات عدة أن المقاتلين الأجانب ممنوعون من مغادرة الرقة.
وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات»، جيهان شيخ أحمد: «نحن الآن في المرحلة الأخيرة من معركة الرقة».
وأعلنت قوات سورية الديمقراطية في بيان بدء «معركة الشهيد عدنان أبوأمجد، التي تستهدف إنهاء وجود مرتزقة التنظيم الإرهابي داخل المدينة»، مؤكدة أن هدفها «تطهير المدينة كاملة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، من بينهم الإرهابيون الأجانب». ويأتي الهجوم غداة التوصل إلى اتفاق تسوية بوساطة مجلس الرقة المدني، الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر المحافظة، لإخلاء متطرفين سوريين والمدنيين من المدينة. وقال المتحدث باسم التحالف، ريان ديلون: «نحن مصرّون على عدم السماح للمقاتلين الأجانب بمغادرة المدينة»، مضيفاً: «موقفنا كان أن يبقوا ويقاتلوا أو يستسلموا من دون شروط». وأضاف: «آخر ما نريده هو أن نرى المقاتلين الأجانب يغادرون، ما يتيح لهم العودة إلى بلادهم للتسبب بالمزيد من الرعب».
وفي إطار معارك مستمرة منذ السادس من يونيو 2017 في مدينة الرقة، باتت قوات سورية الديمقراطية تسيطر على 90% منها، فيما «تدور المعارك في المساحة المتبقية» التي تتضمن أحياء في وسط وشمال المدينة، بينها البريد (شمال غرب) والبدو (وسط) والأندلس (شمال).
وتوقّع التحالف الدولي، الذي يدعم قوات سورية الديمقراطية بالغارات والسلاح والمستشارين، «معارك صعبة خلال الأيام المقبلة».
وأكد سلو أن المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة اللذين تحصن فيهما المتطرفون أخيراً، «باتا خاليين من المدنيين»، والاشتباكات مستمرة للسيطرة عليهما.