الجولة السابعة لمحادثات أستانا تركّز على الوضع الإنساني ومسائل عسكرية
أطفال بين القتلى بقصف لقوات النظام السوري على الغوطة الشرقية
قُتل أربعة أطفال على الأقل، أمس، عند مدخل مدرستهم، جراء قذيفة أطلقتها قوات النظام السوري على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية المحاصرة، أحد آخر معاقل الفصائل المقاتلة المعارضة قرب دمشق، التي تعاني من وضع إنساني متدهور، وتزامن القصف مع انعقاد اليوم الثاني من جولة المحادثات السابعة، التي تستضيفها أستانا بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، حيث تركز الجولة بشكل خاص على مسائل عسكرية وتقنية، بالإضافة إلى الوضع الإنساني.
وتفصيلاً، طال القصف، أمس، مناطق عدة في الغوطة الشرقية، وأوقع المزيد من القتلى والجرحى في منطقة تشهد تكثيفاً للقصف من قوات النظام منذ أسبوع، رغم كونها إحدى مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها برعاية إيران وروسيا وتركيا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن: «سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام أمام مدخل مدرسة في مدينة جسرين، أثناء انصراف الطلاب منها، وأوقعت خمسة قتلى، بينهم أربعة أطفال من التلاميذ».
وشاهد مصور صحافي أمام مدخل المدرسة بقعاً من الدماء على الأرض، وأطفالاً عادوا لتفقد ما حصل، وقال أحدهم «كنت قد خرجت من المدرسة وبصدد الانعطاف إلى الزقاق حين سقطت (القذيفة)، هناك من مات ومن أصيب ومن أخذوه إلى المركز الطبي».
وأكد طبيب، في مستشفى نقل إليه المصابون في جسرين، حصيلة القتلى، مرجحاً ارتفاعها لوجود 25 إصابة «أغلبها متوسطة وخطرة».
في المستشفى، حيث انتشرت بقع من الدماء على الأرض، شاهد مصورٌ حقائب مدرسية زرقاء مع شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، وكانت ألبسة وحذاء طفل صغير ملقاة على الأرض ومغطاة بالدماء، بينما كان مصابون يتلقون العلاج، بينهم طفل بُترت رجلاه جراء القصف.
وقال إن رجلاً دخل المستشفى بعدما علم بمقتل طفله، وبدأ بالصراخ والسباب، ولم يقوَ الموجودون على تهدئته بسهولة.
وشاهد مصور ثانٍ رجلاً جاثياً على ركبتيه أمام جثة طفل ملفوفة بكفن أبيض، كما وضعت جثتا طفلين آخرين على حمالة، وهما ملفوفتان بشراشف بيضاء لا تُظهر إلا وجهيهما المليئين بالجروح والدماء.
وتوزع الأطفال المصابون، ومعظمهم في سن صغيرة، على أسرة المستشفى، أحدهم أصيب في رجليه، وثانٍ في رأسه، وثالث ملأت الشظايا وجهه، وجلس آخرون بهدوء كما لو أنهم في حالة صدمة، فيما لم يتوقف طفل عن الصراخ من شدة ألمه.
بالإضافة إلى جسرين، استهدفت قوات النظام، أمس، بلدة مسرابا بالقذائف، ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة، بحسب المرصد.
وتظهر مقاطع فيديو من مسرابا مُسعفين وشباناً يعملون على نقل جثتين موضوعتين داخل أكياس بيضاء بلاستيكية، تعودان لوالد وابنه، من داخل قاعة توجد فيها طاولات حديدية على شكل أسرّة.
وفي مدينة حرستا المجاورة، وثّق المرصد إصابة 10 أشخاص بجروح، أمس، بينهم خمسة أطفال، جراء قذائف لقوات النظام سقطت في محيط مدرسة.
وتأتي حصيلة أمس بعد يومين من مقتل 11 مدنياً، بينهم صحافي معارض، بقصف استهدف مدينتي حمورية وسقبا في الغوطة الشرقية.
وتحاصر قوات النظام، منذ أربع سنوات، الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية. ويعاني أكثر من 1100 طفل وفق منظمة «يونيسيف» من سوء تغذية حاد.
وتوفي طفلان رضيعان، قبل أكثر من أسبوع، جراء أمراض فاقمها سوء التغذية، بينهما الرضيعة سحر ضفدع (34 يوماً)، التي التقط مصور صوراً ومشاهد صادمة لها تصدرت وسائل الإعلام حول العالم عشية وفاتها.
ودخلت، أول من أمس، قافلة مساعدات محملة بمواد غذائية إلى مناطق في الغوطة الشرقية هي الأولى منذ سبتمبر الماضي.
وتزامن القصف، أمس، مع انعقاد اليوم الثاني من جولة المحادثات السابعة التي تستضيفها أستانا بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة. وتركز هذه الجولة بشكل خاص على مسائل عسكرية وتقنية بالإضافة إلى الوضع الإنساني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news