مفاوضات جنيف تبدأ غداً بمشاركة وفد موحد للمعارضة السورية
تستأنف غداً في جنيف المفاوضات حول النزاع السوري، فيما تأمل الأمم المتحدة أن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولى، فرصة لإنجاح هذه المفاوضات التي سبق أن أخفقت في التوصل إلى تسوية. في وقت قتل فيه 57 شخصاً، بينهم 15 طفلاً، في قصف روسي استهدف قرية في محافظة دير الزور، وقصف لقوات النظام استهدف مناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، عن أمله بأن تشكل الجولة الثامنة من محادثات جنيف التي تبدأ غداً أول «مفاوضات حقيقية».
وسيتعين على طرفي النزاع تجاوز العقبة التي أدت إلى خروج محادثات سابقة عن مسارها، وهي مصير الرئيس بشار الأسد.
وقال دي ميستورا، للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية، إن مطلبها برحيل الأسد قد لا تكون أمراً ممكناً، مؤكداً أن على الهيئة العليا للمفاوضات أن تكون «واقعية»، وتدرك أنها «لم تربح الحرب».
وخلال لقاء عقد في العاصمة السعودية هذا الأسبوع، اتفقت تيارات متباينة من المعارضة السورية على إرسال وفد موحد إلى جنيف.
• ست قاذفات روسية بعيدة المدى من طراز «تو-22إم3» ضربت أهدافاً لتنظيم «داعش» في دير الزور أمس. |
وانضمت مجموعات من المعارضة، تتخذ من موسكو والقاهرة مقار لها، ولديها نهج أقل تشدداً حيال مستقبل الأسد، إلى الهيئة العليا للمفاوضات.
واستبقت شخصيات معارضة بارزة انطلاق مؤتمر الرياض بإعلان استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات، في مقدمها منسقها العام رياض حجاب، الذي استقال «أمام محاولات خفض سقف الثورة، وإطالة أمد نظام بشار الأسد».
واختارت الهيئة نصر الحريري لترؤس وفدها المكون من 36 عضواً إلى جنيف.
وأصر الحريري، الذي كان المفاوض الرئيس عن الهيئة خلال جولات سابقة على ضرورة تنحية الأسد في حين لم تظهر أي إشارات فورية إلى أن تكتل المعارضة الجديد سيتراجع عن موقفه حيال الرئيس.
وهذا الأسبوع، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقد «مؤتمر وطني سوري» يضم ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، وهو اقتراح دعمته أنقرة وطهران.
واعتبر بوتين أن المؤتمر الذي اقترحه سيشكل «حافزا» لجنيف.
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 23 مدنياً على الأقل، قتلوا أمس، جراء قصف لقوات النظام السوري، استهدف مناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، والمشمول باتفاق خفض التوتر.
ووثق المرصد مقتل 21 مدنياً في قصف جوي لقوات النظام على بلدتي مسرابا ومديرا، بعدما أفاد سابقاً بسقوط 17 قتيلاً. وقتل مدنيان آخران، بحسب المرصد، في قصف صاروخي على مدينة دوما. وعزا مدير المرصد رامي عبدالرحمن ارتفاع حصيلة القتلى إلى وفاة مصابين متأثرين بجروحهم. وصعدت قوات النظام منذ منتصف نوفمبر قصفها لمناطق في الغوطة الشرقية، على الرغم من كونها منطقة خفض توتر، بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في أستانة في مايو الماضي، وبدأ سريانه عملياً في الغوطة في يوليو.
وبلغت حصيلة الضحايا جراء قصف قوات النظام للغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين 127 قتيلاً مدنياً، وفق المرصد.
ورداً على هذا التصعيد، قصفت الفصائل المعارضة مرات عدة بالقذائف مناطق في دمشق، ما أسفر أيضاً عن سقوط قتلى.
وتعاني الغوطة الشرقية، التي يعيش فيها نحو 400 ألف نسمة، من حصار خانق منذ عام 2013، ما أدى إلى نقص فادح في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
في السياق، قال المرصد إن 34 مدنياً، بينهم 15 طفلاً، قتلوا أمس، في قصف روسي استهدف قرية في محافظة دير الزور في شرق سورية، حيث تخوض قوات النظام معارك ضد تنظيم «داعش».
وقال مدير المرصد إن القصف الروسي استهدف قرية الشعفة التي تقع بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الفرات، وأسفر أيضاً عن سقوط عدد من الجرحى. وأشار إلى أن القتلى ينتمون إلى «عائلتين أو ثلاث على الأكثر».
وتقع الشعفة على الجهة المقابلة من المنطقة، التي تخوض فيها قوات النظام بدعم جوي روسي معارك ضد «داعش» على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى قسمين. وأوضح عبدالرحمن أن «مقاتلي (داعش) عادة ما يفرون من المعارك مع قوات النظام إلى مناطق تقع على الضفة الشرقية للفرات».
إلى ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن ست قاذفات روسية بعيدة المدى من طراز «تو-22إم3» ضربت أهدافاً لتنظيم «داعش» في دير الزور أمس.
وقالت الوكالات إن القاذفات التي انطلقت من قاعدة جوية في روسيا ضربت «معاقل إرهابية» في وادي نهر الفرات.