سريان وقف إطلاق النار قرب دمشق قبل بدء محادثات سورية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشاهد عيان، أمس، إن هناك التزاماً إلى حد كبير بوقف إطلاق النار الذي اقترحته روسيا في الغوطة الشرقية بسورية، في الوقت الذي وصل وفد الحكومة السورية إلى جنيف للمشاركة في محادثات سلام، فيما سجلت الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة المحاصر منذ 2013 قرب دمشق، أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع في سورية في عام 2011، وفق ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وفي التفاصيل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هناك التزاماً بشكل عام بوقف إطلاق النار في قطاع تسيطر عليه المعارضة قرب دمشق.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، أول من أمس، إن الحكومة السورية وافقت على مقترح روسي بوقف القتال في المنطقة يومي 28 و29 نوفمبر.
وقال المرصد إن خروقات بسيطة للاتفاق وقعت، صباح أمس، في بلدة عين ترما، حيث أطلقت القوات السورية خمس قذائف. وأضاف أن قصفاً أسفر، أول من أمس، عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين، لكنه كان أقل كثافة مقارنة بالأيام السابقة.
وقال شاهد من بلدة دوما في الغوطة الشرقية لوكالة «رويترز»، عبر أحد مواقع التراسل الإلكتروني «نحن في سلام اليوم».
ووصل وفد الحكومة السورية إلى جنيف للمشاركة في الجولة الثامنة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. وكان الوفد أجّل سفره ليوم واحد، بعد أن كررت المعارضة مطالبتها برحيل الرئيس بشار الأسد.
وقال رئيس وفد المعارضة السورية، نصر الحريري، خلال مؤتمر صحافي في جنيف الاثنين الماضي «نؤكد أن الانتقال السياسي الذي يحقق الإطاحة بالأسد في بدايته هو هدفنا». وأضاف: «هدفنا في المفاوضات هو رحيل بشار الأسد منذ بداية الانتقال».
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن مندوب سورية لدى الأمم المتحدة وكبير مفاوضي الحكومة السورية، بشار الجعفري، سيرأس وفد الحكومة في المحادثات.
ويبدو أن من المستبعد تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من محادثات السلام، إذ يواصل الأسد وحلفاؤه العمل على تحقيق نصر عسكري شامل في الحرب الأهلية السورية، التي دخلت عامها السابع، بينما يتمسك معارضوه برحيله عن السلطة.
من ناحية أخرى، قال مصدر في الجبهة الجنوبية لوكالة الأنباء الألمانية إن «القوات الحكومية السورية المتمركزة في أحياء مدينة درعا أطلقت نيران مضاداتها الأرضية على طائرة استطلاع كانت تحلق في سماء مدينة درعا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة وقوات النظام (أمس) من دون إصابتها».
وأكد المصدر أن «تحليق طائرة الاستطلاع كان مفاجئاً لفصائل المعارضة وقوات النظام في سماء مدينة درعا التي تعيش حالة هدوء نسبي منذ مطلع الشهر الجاري بين الجانبين». ورجح المصدر أن تكون الطائرة الأردنية حلقت دون علم قوات النظام.
إنسانياً، سجلت الغوطة الشرقية أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع في سورية في عام 2011، وفق ما أفادت منظمة «يونيسف».
وبعد دراسة أجرتها «يونيسف» في الغوطة الشرقية في نوفمبر، تبين أن «نسبة الأطفال ما دون سنّ الخامسة، الذين يعانون سوء التغذية الحاد بلغت 11,9%، وهي أعلى نسبة سُجّلت في سورية على الإطلاق منذ بداية النزاع».
وذكرت المنظمة أن «أكثر من ثلث الأطفال الذين شملتهم الدراسة يعانون التقزّم، ما يزيد من خطر تأخّر نموّهم وتعرّضهم للمرض والموت»، مضيفة: «يعاني الأطفال الصغار جداً من أعلى معدلات سوء التغذية الحاد». وأشارت المنظمة إلى أن الأمهات «توقّفن جزئيّاً أو كليّاً عن إرضاع الأطفال بصورة طبيعية، بسبب معاناتهنّ من سوء التغذية أو العنف المستمر».
وكانت دراسة مماثلة في يناير أظهرت أن 2.1% من الأطفال في الغوطة الشرقية يعانون سوء التغذية الحاد.
وقال المدير الإقليمي لـ«يونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خِيرْت كابالاري، أن «الارتفاع الحادّ في سوء التغذية يؤكد أن تصاعد العنف واستخدام الحصار، تسبّبا في تدمير صحة الأطفال»، مضيفاً أن هؤلاء هم «أوّل من يعاني العواقب الوخيمة للحصار».
ودعت «يونيسف» إلى إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى الأطفال في سورية بشكل دائم ومن دون قيد أو شرط.