روسيا تتأهب لسحب قواتها من سورية.. وعودة 400 مقاتل أميركي من الرقة
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن أمين مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، قوله، أمس، إن موسكو تستعد «بالفعل» لسحب قواتها العسكرية من سورية، فيما سيعود أكثر من 400 مقاتل من القوات الأميركية من الرقة إلى بلادهم، وفي وقت أعلنت الأمم المتحدة أن 500 شخص بحاجة لإجلاء عاجل من الغوطة الشرقية، أقر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد «داعش»، بمقتل 801 مدني في غاراته الجوية على مواقع التنظيم في سورية والعراق.
وفي التفاصيل، أضافت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن باتروشيف، أن «الاستعدادات جارية». وكان رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي، فاليري جيراسيموف، قد قال الأسبوع الماضي إن من المرجح خفض القوة العسكرية الروسية في سورية إلى حد كبير. وأضاف جيراسيموف أن «الانسحاب قد يبدأ قبل نهاية العام».
وقال جيراسيموف للصحافيين، على هامش اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين وكبار قادة الجيش بمنتجع سوتشي «لم يتبق الكثير من العمل قبل اكتمال الأهداف العسكرية. بالطبع سيتخذ القائد الأعلى القرار، وسيتم خفض القوة».
يأتي ذلك في وقت أعلن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، أمس، أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأميركية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سورية الديموقراطية في طرد تنظيم «داعش» من مدينة الرقة.
وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي، ريان ديلون، على حسابه على «تويتر» أن «أكثر من 400 عنصر من قوات مشاة البحرية الأميركية يستعدون للعودة إلى بلادهم، بعد توفيرهم دعماً دقيقاً بالمدفعية لقوات سورية الديمقراطية وهزيمة تنظيم داعش في عاصمتهم السابقة». ووصلت وحدة قوات مشاة البحرية المذكورة إلى سورية في 15 سبتمبر لتستبدل وحدة سابقة، وفق ما جاء في بيان للتحالف الدولي، الذي أضاف أن «بعد تحرير المدينة وفرار تنظيم داعش، أتت الأوامر لهذه الوحدة للعودة». وأوضح التحالف أن «تم وقف إرسال وحدة بديلة».
وأكد مدير العمليات في التحالف، جوناثان براغا، في البيان أن «مغادرة هؤلاء العناصر المتفوقين من مشاة البحرية إشارة إلى التقدم الكبير في المنطقة»، مضيفاً «نقلل من قواتنا المقاتلة حيث ينبغي ذلك، لكن نواصل جهودنا لمساعدة الشركاء السوريين والعراقيين على الحفاظ على الأمن».
وأضاف: «قواتنا المتبقية ستواصل العمل إلى جانب القوات الحليفة لهزيمة ما تبقى من تنظيم داعش، ومنع إعادة ظهوره».
وكان التحالف أقر بمقتل 801 مدني في غاراته الجوية على مواقع «داعش» في سورية والعراق، وقال في بيان له أنه لايزال يقيم 695 تقريراً عن سقوط قتلى مدنيين في ضربات نفذها في العراق وسورية. وأضاف: «ومازلنا نتحمل المسؤولیة عن أي عمل قد یتسبب في إصابات غیر مقصودة أو خسائر في أرواح المدنیین».
إنسانياً، قال منسق الأمم المتحدة الإنساني في سورية، إن الأمم المتحدة بحاجة إلى هدوء تام، حتى تتمكن من تقديم الغذاء المطلوب إلى 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية. ولفت المنسق الأممي إلى أن هناك أسباباً طبية تستدعي إخلاء 500 شخص من الغوطة الشرقية.
من جانب آخر، قالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة السورية استخدمت قنابل عنقودية محظورة دولياً في هجماتها على الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة المحاصرة، واتهمتها بارتكاب جرائم حرب «على نطاق ملحمي».
وقالت منظمة العفو الدولية، أمس، إن 10 مدنيين في الأقل قتلوا، نتيجة استخدام الحكومة للذخائر العنقودية السوفييتية المحظورة. واستند تقرير المنظمة إلى مقابلات مع نشطاء، والتحقق من أشرطة الفيديو مفتوحة المصدر ومصورين.
وقالت المنظمة إن الأسلحة العشوائية، المحظورة في أكثر من 100 دولة، تعرض المدنيين لخطر داهم، بسبب طبيعتها العشوائية.