قوات النظام تكسر الحصار عن إدارة المركبات قرب دمشق
كثفت القوات السورية الاثنين هجماتها على جبهتي الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث تمكنت من كسر حصار عن قاعدتها العسكرية الوحيدة في المنطقة، وشمال غرب البلاد حيث تشن غارات عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة. في وقت أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 80% من اللاجئين السوريين في لبنان يرغبون في العودة إلى بلادهم.
72 قتيلاً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها مقابل 87 من الفصائل المعارضة منذ حصار «إدارة المركبات». |
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام خاضت معارك على أطراف منطقة الغوطة الشرقية التي تعد آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق.
وتمكنت قوات النظام السوري من كسر طوق فرضته «هيئة تحرير الشام» و«حركة أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» منذ أكثر من أسبوع على إدارة المركبات، قاعدتها العسكرية الوحيدة في الغوطة الشرقية.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أمس، إن «وحدات من الجيش أنجزت مهمتها بفك الطوق الذي فرضه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على إدارة المركبات بعد معارك عنيفة سقط خلالها عشرات الإرهابيين بين قتيل ومصاب».
وبدأت وحدات الجيش إثر ذلك «عملية عسكرية جديدة بهدف توسيع رقعة الأمان حول الإدارة وسط قيام سلاح المدفعية باستهداف أوكار وتجمعات الإرهابيين في المنطقة المحيطة»، بحسب الوكالة.
من جهته، قال المرصد إن قوات النظام تمكنت من «فتح ثغرة توصلها بإدارة المركبات» المحاذية لمدينة حرستا.
وبحسب عبدالرحمن، «تستمر المواجهات غرب ادارة المركبات لتوسيع الممر الذي فتحه فريق من القوات الخاصة».
ومنذ بدء حصار قاعدة إدارة المركبات نهاية الشهر الماضي، أوقعت المعارك بين الطرفين 72 قتيلاً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها مقابل 87 من مقاتلي الفصائل المعارضة.
وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ عام 2013، ما تسبّب في نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص.
ويأتي التصعيد في الغوطة الشرقية على الرغم من كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو في أستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو.
إلى ذلك، قال مدير المرصد أمس، إن الضربات الجوية التي تشنها الطائرات السورية والروسية استمرت أمس على مناطق عدة في محافظة إدلب.
وأضاف أن 21 مدنياً على الأقل بينهم ثمانية أطفال قتلوا في غارات سورية وأخرى روسية، استهدفت بلدات وقرى عدة في محافظة إدلب.
ومن بين الضحايا 11 شخصاً من عائلة واحدة قتلوا في غارة استهدفت منطقة قريبة من بلدة سنجار التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها أول من أمس.
وتشن قوات النظام منذ 25 ديسمبر هجوماً للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق، وتسيطر عليها بشكل رئيس «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
وتسعى قوات النظام من خلال هجومها - بحسب عبدالرحمن - إلى «تأمين» طريق حيوي يربط حلب، ثانية كبرى مدن سورية بالعاصمة، بالإضافة للسيطرة على مطار أبوالظهور العسكري الواقع على بعد 14 كيلومتراً من بلدة سنجار.
ووفق المرصد، تخوض قوات النظام «معارك عنيفة في المنطقة الفاصلة بين سنجار والمطار»، وتحرز تقدماً.
وفي حال تمكنت من طرد الفصائل من المطار، فسيكون القاعدة العسكرية الأولى التي تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليها في محافظة ادلب الحدودية مع تركيا.
وفي مدينة إدلب، مركز المحافظة، تتواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، غداة تفجير بسيارة مفخخة استهدف مقراً لفصيل «أجناد القوقاز»، الذي يضم مئات المقاتلين الأجانب المتحدرين من وسط آسيا ويقاتلون إلى جانب «هيئة تحرير الشام».
وتسبب التفجير في مقتل 34 شخصاً بينهم 19 مدنياً، 11 منهم أطفال، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد أمس.
من ناحية أخرى، أفاد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتان، أمس، بأن 80% من اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان يرغبون في العودة إلى بلادهم متى تحسنت الأوضاع الأمنية فيها.
وقال خلال اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، إن اللاجئين الذين عادوا إلى ديارهم لم يتجاوز عددهم 60 ألف نازح، أي بنسبة 1% من تعداد اللاجئين.
وقدم مارتان، خلال اللقاء، تصور اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيال عودة السوريين إلى بلادهم، والمعايير التي وضعتها اللجنة لتأمين عودة آمنة وكريمة لهم.
من جانبه، قال الرئيس اللبناني إن «المطالبة بعودة النازحين السوريين الى بلادهم تنطلق من ضرورة وضع حد للمعاناة التي يعيشونها من جهة، وللتأكيد على أهمية الوصول الى حل سلمي للأزمة السورية يعيد الاستقرار والأمن الى الأراضي السورية، بحيث يتمكن النازحون من العودة الآمنة إليها».
ولفت إلى أن «هذا الموقف يأخذ في الاعتبار الظروف الراهنة في سورية، والتي يأمل لبنان أن تتحسن في القريب العاجل».