النظام يكثف قصفه الجوي والمدفعي على الغوطة.. ويتقدم باتجاه مطار أبوالظهور
شنت الطائرات الحربية السورية عشرات الغارات على بلدات الغوطة، شرق العاصمة دمشق، مخلفة قتلى وجرحى ودماراً، فيما تابعت قوات النظام تقدمها باتجاه مطار أبوالظهور العسكري في إدلب، وفي وقت حذرت تركيا من أن الهجمات في إدلب ستسبب موجة نزوح جديدة، دمرت روسيا موقعاً في محافظة إدلب للطائرات المسيرة، التي استهدفت قاعدة حميميم الروسية، في محافظة اللاذقية غرب سورية.
وقال قائد عسكري، في غرفة عمليات معركة «بأنهم ظُلموا»، إن الطائرات الحربية السورية والروسية شنت، أمس، 47 غارة جوية، منها 30 غارة على مدينة حرستا، و17 غارة على بلدة عربين، وأطلقت 41 صاروخ أرض - أرض من نوع «فيل»، فيما تعرضت مدن وبلدات حرستا ودوما وعربين وكفر بطنا بيت سوى وأوتايا لقصف بأكثر من 160 قذيفة، أسفرت عن قتلى وعشرات الجرحى.
وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم نشر اسمه، سقوط قتلى وجرحى وتدمير دبابة على جبهة حرستا، وأن أعنف الاشتباكات كان على محور مشفى الشرطة، حيث يحاول النظام التقدم، وعلى محور إدارة المركبات.
وقالت مصادر، مقربة من قوات النظام، إن «سلاح الجو الحربي في الجيش السوري قصف مواقع الفصائل المسلحة في بلدة عربين وحرستا بريف دمشق»، وإن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش والتنظيمات المسلحة في مزارع حرستا، وسط تمهيد مكثف من سلاح المدفعية».
وقالت إن «صلاة الجمعة ألغيت في مساجد الغوطة الشرقية على وقع القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، وخوفاً من قصف القوات الحكومية».
وتم إلغاء صلاة الجمعة، أيضاً، في مساجد ريفي حماة وإدلب، بسبب القصف الجوي المكثف الذي نفذته طائرات حربية روسية وسورية، استهدفت مسجدين في بلدة كفرزيتا بريف حماة ومسجد ومدرسة في بلدة الهبيط، بريف إدلب الجنوبي.
وقالت مصادر إعلامية، في غرفة عمليات «رد الطغيان»، إن الغارات الجوية ركزت، أمس، على كل من قرى أم الخلاخيل وأم زرزور، والمناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، أول من أمس، وسط قصف جوي عنيف من الطيران الروسي على بلدة تل السلطان بريف إدلب الشرقي، خلف قتلى وجرحى.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت موقعاً في محافظة إدلب للطائرات المسيرة، التي استهدفت قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أمس، «تم القضاء على المجموعة التخريبية، التي أطلقت قذائف على قاعدة حميميم يوم 31 ديسمبر في المرحلة الأخيرة من العملية، وتم تحديد مكان تمركز المجموعة التخريبية المسلحة إلى الغرب من حدود محافظة إدلب».
وأضاف: «تمكنت الاستخبارات العسكرية الروسية، في إدلب، من العثور على مكان تجميع وتخزين الإرهابيين للطائرات المسيرة، وتم تدمير المستودع بضربة عالية الدقة، بواسطة قذيفة كراسنوبول».
وقال: «هاتان العمليتان شاركت فيهما جميع القوات والوسائط، التابعة للاستطلاع العسكري الروسي في سورية».
وتعرضت قاعدة حميميم العسكرية الروسية، والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس، لهجمات بواسطة طائرات مسيرة تحمل قنابل، فكان الهجوم الأول في 31 من الشهر الماضي، وفيه قتل عنصران وأصيب عدد من الطائرات، حسب مصادر إعلامية روسية. ويوم السبت الماضي تعرضت قاعدة حميميم لهجوم بالطائرات نفسها، تصدت له وسائط الدفاع الجوي الروسي والبحرية السورية.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أمس، إن الحملة العسكرية المتصاعدة في محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، ستسبب موجة نزوح جديدة.
ودعا يلدريم إيران وروسيا إلى وقف هجوم للجيش السوري، بالقرب من حدود تركيا الجنوبية.
وقالت الأمم المتحدة إن هجوم القوات السورية، التي يساندها مقاتلون تدعمهم إيران، اشتد وتسبب في نزوح عشرات الآلاف، منذ نوفمبر الماضي.
وتقول تركيا، التي تعارض الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تتعاون مع حليفتيه روسيا وإيران لخفض الأعمال القتالية في إدلب، إن أحدث هجوم للجيش، ما كان ليتم دون دعم طهران وموسكو.
وقال يلدريم للصحافيين، بعد صلاة الجمعة: «تصاعد الهجمات في إدلب سيؤدي إلى موجات نزوح جديدة ومعاناة هناك. هذا خطأ وشديد الخطورة».
وأضاف: «يقترف نظام الأسد خطأ كبيراً، بشن هجوم دون مراعاة للمدنيين من أجل انتزاع أراضٍ، بينما تحقق مبادرة تركيا وروسيا وإيران لتحقيق السلام الدائم في سورية تقدماً».
وقال: «نناقش هذا الأمر مع روسيا وإيران، ونصدر تحذيراتنا بشأن إمكانية اتساع نطاق هجمات الأسد المروعة». وحذر من أن القتال يعرقل جهود التوصل لحل سياسي. وتنشر تركيا قوات في شمال إدلب، وأقامت قواعد هناك بعد الاتفاق مع إيران وروسيا على إقامة «منطقة عدم تصعيد» في إدلب والمناطق القريبة.
إلى ذلك، قال مصدر في المعارضة السورية، أمس، إن عنصراً في الجيش التركي، أصيب في إطلاق نار من قبل قوات النظام السوري في بلدة حيان بريف حلب الشمالي.
وأكد أن «وفداً عسكرياً تركياً تعرض لاستهداف من عناصر من القوات الحكومية السورية، التي رصدت وجودهم في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، فقامت باستهداف الوفد بقصف مدفعي، ما أدى إلى إصابة جندي تركي بجروح طفيفة».