أردوغان عازم على المضي في الهجوم بشمال سورية.. وواشنطن تصعّد لهجتها تجاه أنقرة
الأكــراد يرفضون المزاعم التركـــية بوجود «داعش» في عفرين
رفضت «قوات سورية الديمقراطية»، المدعومة من الولايات المتحدة «المزاعم» التركية حول وجود عناصر لتنظيم «داعش» في عفرين، مشيرة إلى أنها ادعاءات لتضليل الرأي العام العالمي. في وقت أعلن فيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عزمه المضي قدماً في العملية العسكرية بشمال سورية، فيما صعّدت واشنطن لهجتها، محذرة أنقرة من مخاطر زعزعة الاستقرار في منطقة بعيدة عن المعارك نسبياً في النزاع السوري، بعدما اكتفت في السابق بدعوة تركيا إلى «ضبط النفس».
وقال المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية»، ريدور خليل، لـ«رويترز»، أمس «العالم كله يعرف أن (داعش) غير موجود في عفرين». معتبراً أن المزاعم التركية حول وجود «داعش» في عفرين ادعاءات لتضليل الرأي العام العالمي.
وأضاف أن الجيش التركي يبالغ كثيراً في عدد القتلى في صفوف «قوات سورية الديمقراطية»، و«وحدات حماية الشعب» الكردية، غير أنه أكد سقوط قتلى، لكنه رفض ذكر عددهم.
وقال خليل إن القوات قتلت عشرات من الجنود الأتراك، ومقاتلي «الجيش السوري الحر»، لكنه أضاف أنه ليس لديه رقم محدد.
وأكد أن متطوعين أميركيين وبريطانيين وألماناً حاربوا «داعش»، إلى جانب القوات التي يقودها الأكراد، موجودون الآن في منطقة عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي.
وقال «كانت هناك رغبة من المقاتلين الأجانب، الذين قاتلوا في الرقة ويقاتلون في دير الزور للتوجه إلى عفرين».
ورفض تحديد متى وصل المقاتلون الأجانب لعفرين، لكنه قال إن أعدادهم تقدر بالعشرات.
وأضاف «سيأخذون المعارك للاتجاه التركي».
وقال الجيش التركي، في وقت متأخر أول من أمس، إنه قتل ما لا يقل عن 260 من المقاتلين الأكراد ومتشددي «داعش»، في هجومه على المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد.
وتعتبر أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، أقوى فصيل ضمن «قوات سورية الديمقراطية»، امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً منذ عقود في جنوب شرق تركيا. ولطالما قالت أنقرة إنها لن تسمح للمقاتلين الأكراد بالسيطرة على قطاع من الأراضي السورية على حدودها الجنوبية.
وأعلن الرئيس التركي، أمس، عزمه المضي قدماً في العملية العسكرية، ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية من شمال سورية.
وقال «الجيش التركي والجيش السوري الحر يستعيدان السيطرة على عفرين بالتدريج، ستتواصل العملية حتى طرد آخر عنصر من هذا التنظيم الإرهابي».
وشن أردوغان، مجدداً، هجوماً على هؤلاء المقاتلين، قائلاً إنهم «متواطئون مع الحملة الصليبية الحديثة، التي تتعرض لها منطقتنا».
وأضاف «ابتداء من منبج، سوف ندمر هذه اللعبة على حدودنا، ونطهر بالكامل منطقتنا من هذا الشر»، متعهداً «بالقضاء على الإرهابيين».
وأشار أردوغان إلى أنه تم تحييد 268 «إرهابياً» في عفرين.
وقالت أنقرة إن العملية ستكون سريعة، لكنّ متحدثاً باسم أردوغان لمح إلى أن الحملة عبر الحدود قد تكون مفتوحة المدة، قائلاً إنها ستنتهي فقط عندما يعود نحو 3.5 ملايين لاجئ سوري، يعيشون الآن في تركيا، إلى ديارهم سالمين.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» واشنطن إلى «استعادة كل الأسلحة التي قدمتها إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، في العامين الماضيين».
ومنذ انطلاق عملية عفرين، السبت الماضي، اكتفت الولايات المتحدة بدعوة تركيا إلى «ضبط النفس»، لكن لهجتها بدأت تتصاعد مع التحذير من مخاطر زعزعة الاستقرار، في منطقة بعيدة عن المعارك نسبياً في النزاع السوري.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناويرت، بشأن عفرين، إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أجرى سلسلة محادثات «جدية وصريحة»، مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو.
وأشارت إلى أن «هذه المنطقة التي نتحدث عنها (عفرين) كانت مستقرة نسبياً، نظراً إلى أنها في سورية»، نافية الادعاءات التركية بوجود مقاتلي تنظيم «داعش» فيها، وداعية إلى «تخفيف التصعيد».
وذكر مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن أنقرة بعثت «إشارات متناقضة»، بشأن نطاق الهجوم.
وقال المسؤول «سيتعين علينا أن نرى كيف يتطور ذلك على الأرض، لكن رسالتنا واحدة، سنحثهم على تقليص نطاق التوغل بقدر الإمكان».
وفي حين تصنف فيه أنقرة «وحدات حماية الشعب» الكردية منظمة «إرهابية»، فإن هذه الوحدات تعتبر المكون الأبرز لـ«قوات سورية الديمقراطية» التي تضم فصائل كردية وعربية، وهي مدعومة أميركياً، وتحارب تنظيم «داعش» في سورية.
وكثفت وحدات حماية الشعب الكردية، لدى شعورها بتخلي حليفها الأميركي عنها، النداءات لواشنطن، من أجل ان تمارس ضغوطاً على أنقرة، لوقف العملية العسكرية.
على الصعيد الميداني، تركزت الغارات الجوية التركية، أمس، على المناطق الحدودية في شمال غرب وشمال شرق عفرين «لحمل المقاتلين الأكراد على التراجع، وفتح الطريق أمام تقدم بري»، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن.
وقال عبدالرحمن إن القوات التركية، بدعم من فصائل سورية مؤيدة لأنقرة، لم تحرز سوى تقدم محدود في منطقة عفرين، منذ بدء الهجوم.
وأكد أنه «بمجرد حصول تقدم والسيطرة على البلدة، يشن الأكراد هجوماً مضاداً، ويستعيدون السيطرة عليها».
وشاهدت مراسلة لـ«فرانس برس»، في بلدة كركخان الحدودية في جنوب تركيا صباح أمس، رتلاً من الدبابات ومئات الجنود الأتراك على وشك عبور الحدود إلى سورية، بينما سمع دوي قصف مدفعي في منطقة عفرين. ومنذ السبت، قتل أكثر من 80 مقاتلاً من «وحدات حماية الشعب» الكردية، ومن المقاتلين السوريين المؤيدين لأنقرة بالإضافة إلى 28 مدنياً، معظمهم في عمليات قصف تركية بحسب المرصد السوري، إلا أن أنقرة نفت التعرض لمدنيين.
وأعلنت أنقرة مقتل ثلاثة من جنودها، والقضاء على أكثر من 260 «إرهابياً». ومنذ بدء الهجوم، قُتل مدنيان على الأقل في إطلاق صواريخ على مدن حدودية تركية.
وأطلقت تركيا عملية «غصن الزيتون»، بعد إعلان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» بقيادة واشنطن، عزمه على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شمال وشرق سورية، تضم خصوصاً مقاتلين من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأثار الإعلان غضب أنقرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news