عشرات القتلى والجرحى بغارات للقوات السورية على غوطة دمشق
واشنطن: النظام السوري استخدم غاز الكلور مراراً كسلاح.. ونخشى اسـتخدامه «السـارين»
اتهمت الولايات المتحدة الأميركية، أمس، النظام السوري باستخدام غاز الكلور كسلاح في هجماته ضد المعارضة، قائلة إنها تخشى أيضاً أن يكون غاز السارين قد استخدمته قوات النظام في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أنها لا تملك الدليل حالياً. وفيما سقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، أمس، بغارات للنظام السوري على مدن وبلدات حرستا وعربين، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أشارت تركيا إلى مقتل خمسة أشخاص، وإصابة أكثر من 100 جراء إطلاق قذائف صاروخية من سورية.
وتفصيلاً، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، إنه لم ير دليلاً حتى الآن على استخدام قوات النظام السوري غاز السارين، لكن الولايات المتحدة تدرس تقارير بشأن استخدامه، وتشعر بالقلق إزاء ذلك. وأضاف ماتيس في تصريحات للصحافيين أن حكومة النظام السوري استخدمت غاز الكلور مراراً كسلاح.
تركيا: مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 100 جرّاء إطلاق قذائف صاروخية من سورية |
وقال: «نشعر بقلق أشد إزاء احتمال استخدام السارين.. لا أملك الدليل، ما أقوله هو أن جماعات أخرى على الأرض، ومنظمات غير حكومية ومقاتلين قالوا إن غاز السارين قد استخدم، لذلك فنحن نبحث عن أدلة».
وكان مسؤلون أميركيون بارزون قالوا، أول من أمس، إن النظام السوري ربما يكون في مرحلة تطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيماوية، وإن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة للقيام بعمل عسكري مجدداً ضد القوات السورية، إذا اقتضت الضرورة، لردعها عن استخدام هذه الأسلحة.
وأضاف المسؤولون أن من المعتقد أن رئيس النظام بشار الأسد احتفظ ببعض مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية، على الرغم من اتفاق أميركي روسي سلّمت بموجبه دمشق كل الأسلحة من هذا النوع في 2014.
وقال المسؤولون للصحافيين في إفادة إن قوات الأسد «طورت» أسلحتها الكيماوية، وواصلت بين الحين والآخر استخدامها بكميات أصغر، منذ هجوم في أبريل الماضي، دفع الولايات المتحدة لشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية.
وأضافوا أن سمات بعض الهجمات التي نفذت في الآونة الأخيرة تشير إلى أن سورية ربما تكون في مرحلة تطوير أسلحة جديدة، وطرق أخرى لاستخدام مواد كيماوية سامة، بشكل يجعل تعقب مصدرها الأصلي مهمة أصعب. وطلب المسؤولون عدم ذكر أسمائهم وأحجموا عن تقديم أمثلة محددة.
وقال مسؤول منهم «نحتفظ بحق استخدام القوة العسكرية لمنع أو ردع استخدام الأسلحة الكيماوية»، لكنه رفض تحديد مدى خطورة الهجوم الكيماوي الذي يمكن أن يستلزم رداً عسكرياً أميركياً.
بيد أن مسؤولاً ثانياً قال إن إدارة ترامب تأمل أن تساعد العقوبات الدولية المعزّزة والضغوط الدبلوماسية على تقييد برنامج الأسد للأسلحة الكيماوية.
وأضاف المسؤول الثاني أن الأسلحة الكيماوية السورية ستنتشر خارج حدود سورية، وربما تصل أيضاً إلى «السواحل الأميركية» إذا لم يسارع المجتمع الدولي لتكثيف الضغوط على الأسد. وقال محذراً «ستنتشر إن لم نفعل شيئاً».
وكرّر المسؤولون اتهاماً وجهه أخيراً وزير الخارجية ريكس تيلرسون لروسيا، حليفة الأسد في الحرب الأهلية السورية، بأنها تتحمل جانباً من المسؤولية عن تلك الهجمات، بسبب عدم تمكنها من تطبيق حظر على الأسلحة الكيماوية في سورية.
ونفت روسيا أي تواطؤ فيما قالت حكومة النظام السوري، إنها لم تشنّ أي هجمات كيماوية.وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أنه إذا تُرك الأمر دون رادع، فسيقع مزيد من الهجمات الكيماوية الأصغر، باعتبارها «أداة رعب» لتعويض الأسد عن افتقاره لما يكفي من القوات العسكرية، لاستعادة بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين «يعتقدون أن بإمكانهم الإفلات من العقاب إذا أبقوه (استخدام الأسلحة الكيماوية) تحت مستوى معين».
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت، أول من أمس، أن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» من تقارير تفيد بأن القوات السورية نفذت هجوماً آخر بغاز الكلور، الأسبوع الماضي، في منطقة الغوطة الشرقية.
من جهة أخرى، سقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، أمس، بغارات للنظام السوري على مدن وبلدات حرستا وعربين، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفق ما أكده مركز الدفاع المدني في الغوطة.
وتأتي الغارات بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي مكثف على بلدات دوما وكفربطنا وحمورية ومناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة.
وتجدّد القتال في الغوطة الشرقية قرب دمشق، أواخر يناير الماضي، بين قوات النظام والمعارضة، بعد فترة من الهدوء النسبي، في أعقاب تقارير عن اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن مصير 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة، وتحاصرها قوات النظام السوري.
وتقول المنظمة الدولية إن نقص الأغذية والأدوية يسهم في أسوأ موجة سوء تغذية جراء الحرب التي اندلعت قبل سبع سنوات.
وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، إن القذائف الصاروخية التي أطلقها الأكراد من منطقة عفرين السورية، تسببت في مقتل خمسة مدنيين، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح في 12 يوماً.
وقال يلدريم في كلمة ألقاها، في حفل وضع حجر أساس طريق سريع يربط العاصمة أنقرة بولاية نيجدا وسط تركيا، «الإرهابيون» في عفرين أطلقوا 82 قذيفة صاروخية على ولايتي هطاي وكليس في 12 يوماً، تسببت في مقتل خمسة مدنيين وإصابة أكثر من 100 بجروح.
وأضاف في تعليقه على تطورات عملية غصن الزيتون قائلاً، «هدمنا مواقعهم على رؤوسهم، وسنقوم بتطهير المنطقة منهم تماماً».
وأكد يلدريم أن هدف تركيا هو تحقيق الأمن والاستقرار، قائلاً: سنواصل مكافحة «الإرهاب» داخل البلاد وخارجها، دون توقف، حتى القضاء على «الإرهابيين»، وهدفنا تحقيق الأمن والاستقرار.
وكان ستة أشخاص قد أصيبوا جراء قذائف صاروخية سقطت أمس، على منطقة ريحانلي بولاية هطاي التركية، تم إطلاقها من منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد شمالي سورية.
ويأتي سقوط القذائف فيما يواصل الجيش التركي منذ 20 يناير الماضي، عملية «غصن الزيتون»، التي تستهدف المواقع العسكرية للتنظيمات،التي يصفها بـ«الإرهابية» شمالي سورية.
من جهتها، ذكرت صحيفة «حرييت» أن السلطات التركية أمرت أمس، باحتجاز 13 شخصاً لدعمهم الجمعية الوطنية الطبية على الإنترنت، بعد أن عارضت علناً الحملة العسكرية في سورية.
وأمر الادعاء هذا الأسبوع باحتجاز 11 عضواً بارزاً في الجمعية التركية الطبية، بمن فيهم رئيسها، بعد أن انتقدت التوغل التركي في منطقة عفرين السورية، وقالت «لا للحرب»، ودعت لإحلال السلام على الفور. واتهم الرئيس رجب طيب أردوغان الجمعية بالخيانة.
وقالت الحكومة إن ما يزيد على 300 شخص احتجزوا، بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي «انتقدت أو عارضت» حملة عفرين التي بدأت قبل نحو أسبوعين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news