أنقرة وواشنطن تتفقان على تطــبيع العلاقات و«آلية مشتركة» في سورية
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، إن أنقرة اتفقت مع واشنطن على تطبيع العلاقات بينهما، بعد توترها في الفترة الأخيرة، وتشكيل آلية لمواجهة الإرهاب في شمال سورية، فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، تركيا إلى «ضبط النفس» في عملياتها العسكرية في شمال غرب سورية.
34 جثة تم العثور عليها في مقبرة جماعية في محافظة الرقة لأشخاص قتلهم «داعش». |
وفي التفاصيل، أوضح وزير الخارجية التركي: «مع الرغبة التي شدّدنا عليها (منذ الليلة قبل الماضية)، اتفقنا بشكل أساسي على مسألة تطبيع علاقاتنا مجدداً»، وذلك بعد أسابيع شهدت تصاعداً في حدة اللهجة التركية إزاء واشنطن.
كما أعلن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، في أنقرة: «ننتظر تحركاً أميركياً يتعلق بالتنظيمات الكردية المسلحة». وأضاف أن أنقرة وواشنطن ستعقدان اجتماعاً آخر قبل منتصف مارس.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أن تركيا والولايات المتحدة «لن تتحركا بعد الآن كل بمفرده» في سورية، وتريدان «المضي قدماً في العمل معاً» لتجاوز الأزمة الحالية.
وأضاف أن البلدين وضعا «آلية» مشتركة لحل مصير منبج السورية «كأولوية»، وهي المدينة التي ينتشر فيها جنود أميركيون، فيما تهدّد أنقرة بتوسيع نطاق عمليتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع واشنطن، وصولاً إليها.
وحضّ تيلرسون تركيا مجدداً على «ضبط النفس» بعمليتها في منطقة عفرين، شمالي سورية، مع تجنب الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر، لافتاً إلى أن تزويد واشنطن قوات سورية الديمقراطية بالسلاح سيكون محدوداً ولمهام محددة.
كما أكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده تقرّ بحق تركيا المشروع في «تأمين حدودها».
وقال تيلرسون: «واشنطن وأنقرة تتشاركان الأهداف نفسها في سورية، وهي هزيمة تنظيم داعش، والحفاظ على استقلال سورية ووحدتها».
في السياق نفسه، دعت فيديريكا موغيريني، أمس، تركيا إلى «ضبط النفس» في عملياتها العسكرية في شمال غرب سورية، في أعقاب نداء مماثل وجهه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
وقالت موغيريني في اجتماع في صوفيا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان، شارك فيه الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر سيليك، «ما يثير قلق الاتحاد الأوروبي، هو أن هدف العمليات يجب أن يبقى (داعش)».
وأوضحت موغيريني «لقد شدّدنا على هذا الموقف (أمس) لأصدقائنا الأتراك، وأنا أؤيد ما قاله تيلرسون في أنقرة، عندما شدد أمام أصدقائنا الأتراك على ضرورة ضبط النفس في عملياتهم العسكرية».
ميدانياً، قتل قيادي بارز في «هيئة تحرير الشام»، (جبهة النصرة سابقاً)، برصاص فصيل مقاتل في محافظة حلب في شمال سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس.
وأورد المرصد السوري أن مقاتلين من حركة نور الدين الزنكي «أطلقوا النار على سيارة أثناء مرورها أمام حاجز لهم في قرية الهوتة في ريف حلب الغربي (بعد منتصف الليلة قبل الماضية)، ليتبين بعدها أن بداخلها القيادي في هيئة تحرير الشام أبوأيمن المصري».
وأسفر إطلاق النار، بحسب المرصد، عن مقتل المصري وإصابة زوجته بجروح.
وكان أبوأيمن المصري يشغل منصب «مسؤول التعليم في إدارة شؤون المهجرين»، بعدما كان تنقل في مناصب عسكرية عدة بينها «الإشراف على تدريب المنضمين إلى صفوف الهيئة»، وفق المرصد.
ويُعد المصري، بحسب المرصد، «من قيادات تنظيم القاعدة العالمي»، وكان شارك في القتال في أفغانستان. وقد انتقل إلى سورية قبل العام 2014 مع بروز «جبهة النصرة»، التي كانت تُعد فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، قبل أن تنفصل عنه لاحقاً.
وأكدت وكالة «إباء الإخبارية»، التابعة لهيئة تحرير الشام، مقتل المصري وإصابة زوجته، مشيرة إلى «تعرضهما لإطلاق النار بشكل مباشر من حركة الزنكي».
من ناحية أخرى، عثر الجيش السوري على مقبرة جماعية في محافظة الرقة في شمال سورية، تضم جثث 34 شخصاً قتلهم تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على المنطقة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس.
وأوردت «سانا»: «عثرت وحدة من الجيش العربي السوري، بالتعاون مع الجهات المختصة، على مقبرة جماعية لمدنيين وعسكريين ممن أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إعدامهم في ريف الرقة الغربي».
ونقلت الوكالة عن أحد عناصر الدفاع المدني أنه «تم استخراج جثامين جميع الشهداء، وعددهم 34 شهيداً»، وتم نقلهم لاحقاً إلى المستشفى العسكري في مدينة حلب، لمحاولة التعرف عليهم.
وعثر الجيش على المقبرة قرب بلدة رمثان، وفق ما قال قيادي ميداني لـ«سانا»، بناء على معلومات من أهالي المنطقة.