«سورية الديمقراطية» تستهـــــدف عسكريين داخـل الأراضي التركية
استهدفت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) مراكز عسكرية داخل الأراضي التركية، للمرة الأولى، رداً على الهجوم الذي تقوده أنقرة منذ نحو شهر ضد منطقة عفرين بشمال سورية، حيث تتواصل الاشتباكات على محاور عدة. في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طهران، أمس، من اختبار عزم تل أبيب، إثر الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها إيران و«وكلاؤها» في سورية، ملوّحاً بقطعة من طائرة بدون طيار إيرانية، سقطت في إسرائيل الأسبوع الماضي.
وأعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، على رأسها «وحدات حماية الشعب» الكردية، استهدافها مراكز عسكرية داخل الأراضي التركية، مساء أول من أمس.
وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها القوات استهداف الأراضي التركية.
وتشنّ القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ 20 يناير هجوماً في منطقة عفرين، تقول إنه يستهدف مقاتلي الوحدات الكردية، الذين تصنّفهم أنقرة «إرهابيين».
وقالت «قوات سورية الديمقراطية» في بيان: «نفذت قواتنا عملية استهداف نوعية ضد مركز تجمّع لجنود الغزو التركي وإرهابيي جبهة النصرة (داعش)، وغرفة عملياتها المباشرة، في مركز ناحية قرة خانة التابعة لولاية هاتاي التركية».
ويتهم الأكراد الفصائل السورية التي تقاتل إلى جانب أنقرة بالانتماء إلى تنظيم «داعش» أو «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام حالياً).
ولم توضح القوات أي تفاصيل حول العملية أو توقيتها.
ودعا البيان «المدنيين إلى الابتعاد عن نقاط تمركز جيش الغزو التركي وإرهابيي جبهة النصرة - تنظيم داعش، لأن كل المراكز العسكرية هي أهداف مشروعة لقواتنا».
وأوردت وسائل إعلام تركية أن جنديين وخمسة مقاتلين سوريين أصيبوا جراء قذيفة هاون استهدفت مركزاً لشرطة الحدود في منطقة قره خانة في محافظة هاتاي.
ومنذ بدء الهجوم التركي، وقع عدد من القتلى والجرحى جراء سقوط قذائف على مناطق تركية قريبة من الحدود، واتهمت أنقرة الوحدات الكردية بإطلاقها.
إلا أن القائد العام للوحدات الكردية، سيبان حمو، قال: «منذ تشكيل وحداتنا وحتى اليوم لم نقم بأي عملية على الأراضي التركية، ولم نرمِها بحجر واحد».
وتتلقى «قوات سورية الديمقراطية» والوحدات الكردية دعماً أميركياً في مواجهة تنظيم «داعش» في شرق البلاد، لكن واشنطن لا تقدم لها أي دعم في عفرين.
وتتواصل الاشتباكات على محاور عدة عند أطراف منطقة عفرين، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل الموالية لها من السيطرة حتى الآن على 27 قرية وبلدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووثّق المرصد مقتل نحو 95 مدنياً جراء الهجوم التركي، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين في عمليتها التي تقول إنها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.
وأعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية، أمس، مقتل ثلاثة أجانب قاتلوا في صفوفها خلال المعارك المستمرة ضد «داعش» في شرق سورية وضد القوات التركية في منطقة عفرين شمالاً.
وذكرت، في بيان باللغة الإنجليزية، أن المقاتلَين، أوليفييه فرنسوا جان لو كلانش (41 عاماً) والإسباني سامويل برادا ليون (25 عاماً) قتلا «خلال اشتباكات مع المحتلين في جبهة جنديريس في العاشر من فبراير».
وتقع جنديريس في منطقة عفرين بالقرب من الحدود التركية، وتعرضت منذ بدء هجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها قبل نحو شهر لقصف عنيف دفع غالبية سكانها إلى النزوح.
أما الشاب الثالث فهو الهولندي الجنسية شورد هيغر، وقد قتل في 12 فبراير في محافظة دير الزور، حيث لاتزال «قوات سورية الديمقراطية» تخوض معارك لطرد «داعش» من آخر جيوب له فيها.
من ناحية أخرى، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي طهران من الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها إيران و«وكلاؤها» في سورية.
وقال نتنياهو في مؤتمر ميونيخ للأمن: «لديّ رسالة للطغاة في طهران، لا تختبروا عزم إسرائيل».
ولوّح نتنياهو بقطعة معدنية مستطيلة أوضح أنها «قطعة من تلك الطائرة بدون طيار إيرانية، او ما تبقى منها، بعد أن قمنا بإسقاطها».
وشنت إسرائيل في العاشر من فبراير الماضي سلسلة غارات جوية في سورية على أهداف سورية وايرانية رداً على اختراق طائرة ايرانية بدون طيار أطلقت من سورية مجالها الجوي، بحسب الجيش الإسرائيلي، لكن طهران نفت هذا الأمر.
وأعقب ذلك إسقاط مقاتلة إسرائيلية «إف 16» في الأراضي الإسرائيلية.
ووجّه نتنياهو ايضاً سؤالاً الى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وسأله حاملاً قطعة من حطام الطائرة «سيد ظريف، هل تعرفت إلى هذه؟ يجب عليك ذلك، فإنها لكم».
ووصف نتنياهو ظريف أيضاً بأنه «متحدث لبق باسم النظام في إيران». وقال: «لاشك أن السيد ظريف سينفي بوقاحة تورط إيران في سورية»، موضحاً أنه «يكذب ببلاغة».
وأكد نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على موطئ قدم دائم على حدودها.
وأضاف «عبر وكلائها، الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وحماس في غزة، فإن إيران تلتهم مساحات شاسعة في الشرق الأوسط».
وقال إن «إسرائيل لن تسمح لنظام إيران بلف حبل من الإرهاب حول أعناقنا».
وأضاف «سنتصرف دون تردد للدفاع عن أنفسنا. وسنعمل إذا لزم الأمر ليس ضد وكلاء إيران الذين يهاجموننا فحسب، بل ضد إيران ذاتها».
من جهته، وصف وزير الخارجية الإيراني كلمة نتنياهو بأنها «سيرك هزلي».
وقال ظريف خلال المؤتمر: «لقد تسنّى لكم مشاهدة سيرك هزلي هذا الصباح لا يستحق حتى الرد عليه»، متهماً إسرائيل باعتماد «سياسة العدوان والانتقام الجماعي ضد جيرانها».