500 قتيل مدني حصيلة أسبوع من القصف على الغوطة الشرقية المحاصرة
مجلس الأمن الدولي يقر بالإجمــــــاع هدنة في سورية لـ 30 يوماً
وافق مجلس الأمن الدولي، أمس، على مشروع قرار ينص على وقف لإطلاق النار في سورية لـ30 يوماً، بعد مفاوضات استمرت أكثر من أسبوع لتمريره. وسبق تأييد القرار تجديد قوات النظام السوري، لليوم السابع على التوالي، غاراتها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، موقعة مزيداً من الضحايا، لتتجاوز حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد 500 مدني.
وتفصيلاً.. صوت أعضاء المجلس الـ15 على القرار الكويتي السويدي، الذي ينص على وقف لإطلاق النار في سورية لمدة 30 يوماً «دون تأخير»، للسماح بدخول المساعدات والإجلاء الطبي.
وكان مندوب السويد قد أعلن، من نيويورك، أن بلاده قدمت مع دولة الكويت مسودة قرار، لوقف الأعمال القتالية في سورية لـ30 يوماً. وأضاف مندوب السويد أن اعتماد القرار سوف يحد من العنف في سورية، وسيسمح بدخول المساعدات. وأكد المندوب أن مسودة القرار حول سورية تستثني «القاعدة»، و«النصرة» من الهدنة. وتابع أن مسودة القرار تطالب بالسماح بدخول المساعدات إلى المناطق السورية المحاصرة.
ميدانياً أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، حصيلة القتلى الإجمالية، منذ بدء قوات النظام تصعيد عملياتها في الغوطة الشرقية، مساء الأحد إلى 505 مدنيين، بينهم 123 طفلاً.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن «محرقة الغوطة الشرقية مستمرة، ويكاد القصف الهستيري لا يتوقف». وبحسب المرصد، تشارك طائرات روسية، إلى جانب طائرات قوات النظام في عمليات القصف، الأمر الذي نفته موسكو.
وقتل أمس، وفق آخر حصيلة للمرصد «29 مدنياً، بينهم أربعة أطفال على الأقل جراء الغارات، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما»، أكبر مدن الغوطة الشرقية، ومعقل الفصيل المعارض الأكثر نفوذاً في المنطقة.
كما تم انتشال جثث خمسة مدنيين آخرين من تحت الأنقاض، تبين أنها تعود لأم وأطفالها الأربعة، قتلوا قبل أربعة أيام في بلدة عين ترما.
وتأتي الغارات، أمس، بعدما شنت طائرات حربية سورية، وأخرى روسية، وفق المرصد، «غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف ليلة الجمعة، أبرزها حمورية وعربين وسقبا، ما أدى إلى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية».
وقال مصدر، في الدفاع المدني العامل بالغوطة، إن مدن وبلدات الغوطة تعرضت لقصف بـ«النابالم» مساء الجمعة. وأكد المصدر سقوط أكثر من 100 صاروخ، معظمها محمل بمادة «النابالم» الحارقة، على مدن وبلدات دوما وزملكا وعربين وحرستا وسقبا وحزة وحمورية، في الغوطة الشرقية.
وأضاف المصدر «قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ بلدات بيت سوى ومديرا ومسرابا ومدينة حرستا، كما تعرضت بلدة حمورية للقصف بصواريخ أرض أرض، خلفت قتلى وجرحى ودماراً كبيراً».
وفي مدينة دوما، قال مراسل «فرانس برس» إن جثث 10 مدنيين على الأقل نقلت صباحاً إلى أحد المستشفيات الميدانية. وشاهد جثث ثلاثة أطفال على الأقل ملفوفة بقماش بني اللون، وموضوعة داخل إحدى غرف المستشفى.
وقال سالم أحد سكان مدينة دوما، لـ«فرانس برس»، بحرقة: «لا أستطيع أن أصف ما يحصل في الغوطة الشرقية، ولا تستطيعون أن تتصوروا ما يحدث».
وتستهدف قوات النظام، منذ الأحد، المنطقة المحاصرة قرب دمشق بالغارات والقصف المدفعي والصاروخي الكثيف. ويتزامن التصعيد مع تعزيزات عسكرية في محيط الغوطة الشرقية، التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم، منذ عام 2013، تُنذر بهجوم بري وشيك.
وتجدد، أمس، سقوط قذائف على أحياء في دمشق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي، غداة مقتل مدنيين هما طبيب وطفل، وإصابة 58 آخرين، جراء استهداف حي ركن الدين، ومناطق أخرى وسط دمشق وضواحيها.
وأرجأ مجلس الأمن، ليل الجمعة، التصويت على مشروع قرار بشأن سورية، وينص على رفع كل أشكال الحصار عن مناطق عدة، أبرزها الغوطة الشرقية، ويطلب من كل الأطراف «وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية، الضرورية لبقائهم على قيد الحياة».
واستمرت المفاوضات مع موسكو حول صيغة المشروع، رغم تعديله سابقاً ليتضمن لهجة مخففة، في محاولة لتجنب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو)، بعدما لجأت إليه 11 مرة، لتعطيل مشروعات قرار تدين سورية.
وفي تصريحات، أدلى بها المندوب الدائم للكويت رئيس المجلس لهذا الشهر، السفير منصور العتيبة، أوضح أن إرجاء التصويت على مشروع القرار، تم لمحاولة التوصل إلى توافق بين الموقفين الأميركي والروسي، المختلفين على صياغة إحدى فقرات مسودة القرار، تتعلق بالفترة المحددة لوقف إطلاق النار، حيث في الوقت الذي يصر فيه وفد الاتحاد الروسي على عدم تحديد موعد لوقف إطلاق النار في صياغة القرار، والاكتفاء بالإشارة فقط إلى عبارة «في أقرب وقت ممكن»، يصر وفد الولايات المتحدة على وضع زمن محدد، لتأكيد جدية أهداف القرار.
وفي تصريحات، أدلى بها المندوب الدائم للسويد، السفير أولوف سكوغ، في أعقاب المشاورات المغلقة لأعضاء المجلس، أكد أن مفاوضات أعضاء المجلس حول هذه الفقرة، لم تتمكن من سد فجوة الاختلاف بشكل كامل.
وكتبت السفيرة الأميركية، نيكي هايلي، على «تويتر»، ليل الجمعة السبت: «من غير المعقول أن تعطل روسيا التصويت على وقف لإطلاق النار، يسمح بإدخال مساعدات إنسانية إلى سورية».
وتابعت «كم عدد الأشخاص الذين سيموتون، قبل أن يوافق مجلس الأمن على التصويت؟».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news