نزوح جماعي من الغوطة الشرقية.. وقوات النظام تسيطر على بلدة حمورية
خرج الآلاف من المدنيين من جيب داخل الغوطة الشرقية المحاصرة، أمس، مع تقدم قوات النظام وسيطرتها على بلدة حمورية، في «نزوح جماعي» يعد الأكبر منذ بدء التصعيد. ومع إعلان روسيا أنها ستواصل «دعم» قوات النظام في هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة، شهدت عفرين فرار نحو 30 ألف مدني خلال 24 ساعة، جراء القصف التركي على المدينة.
ومع دخول النزاع الدامي في سورية، أمس، عامه الثامن، مع حصيلة قتلى تخطت الـ350 ألف شخص، سيطرت قوات النظام على بلدة حمورية، التي تعد من البلدات الرئيسة الواقعة في جيب تحت سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة، وسيطرت على البلدة، بعد أيام من الغارات والقصف الكثيف. وغداة تقدم قوات النظام داخل حمورية ، خرج الآلاف من المدنيين، أمس، باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام في منطقة عدرا، حيث كانت حافلات وسيارات إسعاف بانتظار نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة قرب دمشق.
وحمل المدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال، أغراضهم وحقائبهم، وخرج معظمهم سيراً على الأقدام، ويجرّ بعضهم عربات أطفال، بينما استقل آخرون دراجات نارية وسيارات، عبر ممر من بلدة حمورية باتجاه منطقة عدرا، وفق ما أفاد مراسلان لوكالة فرانس برس على جانبي المعبر.
وقدّر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، عدد المدنيين الذين خرجوا من حمورية وبلدات مجاورة بينها كفربطنا وسقبا وجسرين منذ ساعات الصباح بأكثر من 12 ألف مدني. وأشار إلى انسحاب فصيل «فيلق الرحمن» من المناطق المحيطة بالممر الإنساني.
وقال «إنه النزوح الجماعي الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على الغوطة الشرقية» في 18 فبراير الماضي.
ورجح متحدث باسم الجيش الروسي، وفق ما نقلت عنه وكالات روسية، خروج ما لا يقل عن 13 ألف شخص من حمورية.
ودخلت، أمس، قافلة مساعدات مشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، تحت سيطرة «جيش الإسلام». وتضم القافلة 25 شاحنة تحمل مواد غذائية مخصّصة لـ26 ألفاً و100 شخص، وفق ما أفاد المنسق الإعلامي للجنة الدولية للصليب الأحمر، بافل كشيشيك.
وقالت اللجنة على حسابها على «تويتر» إن المساعدات «جزء بسيط مما تحتاجه هذه العائلات».
ويأتي إدخال المساعدات إلى المدينة التي تشهد تراجعاً ملحوظاً في وتيرة القصف منذ مطلع الأسبوع، غداة إخراج دفعتين من الحالات المرضية مع مرافقيهم من المدنيين.
في الأثناء، أعلنت روسيا أنها ستواصل «دعم» قوات النظام السوري في هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة، مؤكدة بذلك دعمها العسكري لهذه العملية الدامية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال منتدى في موسكو «سنواصل مكافحة المسلحين، وسنهزمهم. سنهزمهم في الغوطة الشرقية، حيث يشن الجيش السوري حالياً عملية بدعمنا». ومنذ قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نهاية 2017، سحب قسم من القوات الروسية من سورية، لا تتطرق موسكو كثيراً إلى ضلوعها إلى جانب قوات حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.
على صعيد آخر، فرّ أكثر من 30 ألف مدني خلال 24 ساعة، جراء القصف التركي الذي يستهدف مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، «أدى القصف التركي العنيف على مدينة عفرين، منذ الأربعاء الماضي، إلى فرار أكثر من 30 ألف مدني من المدينة باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام جنوب شرقها، وإلى حقول الزيتون في ضواحي المدينة»، تحت سيطرة المقاتلين الأكراد.
وشاهد مراسل «فرانس برس» داخل المدينة مدنيين بينهم أطفال ومسنّون على متن شاحنات صغيرة وسيارات محملة بالفرش والأغطية والأكياس، التي وضعوا حاجاتهم فيها، في طريقهم للمغادرة من المدينة.
ويربط مدينة عفرين منفذ وحيد بمناطق سيطرة قوات النظام، يمر عبر بلدتي نبل والزهراء المواليتين لدمشق، لكنه بات منذ الاثنين الماضي تحت مرمى النيران التركية.