الأمم المتحدة تطالب بدخول الغوطة وعفرين مع تنامي الاحتياجات الإنسانية
دعت الأمم المتحدة، أمس، إلى وصول المساعدات الإنسانية بالكامل للمدنيين داخل منطقة الغوطة الشرقية السورية وخارجها، لتلبية احتياجاتهم الملحّة، وذلك بعد أن فرّ نحو 50 ألفاً في الأيام القليلة الماضية، وأيضاً إلى عفرين، حيث تشرّد ما يقدر بنحو 104 آلاف شخص، بسبب القتال داخل وحول المدينة، كما تقطعت السبل بنحو 10 آلاف في مواقع قريبة، وهم يحاولون العبور إلى مناطق تحت سيطرة النظام السوري. في الأثناء تواصل قوات النظام هجومها على الغوطة الشرقية، حيث حصدت غارات جوية 20 قتيلاً مدنياً، بينهم 16 طفلاً، في وقت يستعد الأكراد في شمال سورية للتصدي لهجوم تركي محتمل بعد سقوط عفرين.
70 % ممن فرّوا من الغوطة نساء وأطفال، حسب الأمم المتحدة. |
وتفصيلاً، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أندريه ماهيسيتش، في إفادة مقتضبة بمدينة جنيف، «تشعر مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بالقلق، من تفاقم جديد للأزمة الإنسانية في سورية، مع نزوح كبير جديد، بسبب القتال العنيف في الغوطة الشرقية، وريف دمشق، وعفرين».
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ماريكسي ميركادو، إن النساء والأطفال يشكّلون نحو 70% من بين 50 ألفاً فروا من الغوطة الشرقية، وإن أطفالاً كثيرين مصابون بالإسهال وأمراض تنفسية يمكن أن تفضي إلى الموت. وأضافت أن ما يقدر بنحو 100 ألف شخص مازالوا داخل منطقة عفرين، نصفهم أطفال.
من جانب آخر، أكدت المنظمة أن ما يقدر بنحو 100 ألف شخص مازالوا داخل منطقة عفرين السورية، ونصفهم أطفال. كما دعت الأمم المتحدة إلى حماية النازحين والفارّين من الغوطة وعفرين، لافتة إلى أن الإجلاء يجب أن يكون طوعاً.
وجدّدت الأمم المتحدة، أمس، دعوتها الملحّة، لتمكينها من الاستجابة العاجلة على الأرض، لوقف الوضع الكارثي لعشرات الآلاف من الناس في منطقتي الغوطة الشرقية وعفرين في سورية.
وأعلنت الأمم المتحدة أن السكان في تلك المناطق ومن غادرها، أخيراً، هرباً من القتال، يعيشون في ظروف مأساوية ومروّعة للغاية، ويعانون التعب والجوع والصدمات النفسية والخوف، مشدداً على الحاجة الملحة لتزويدهم بمساعدات إنسانية عاجلة.
كما أكدت أن كثيراً من السكان لايزالون محاصرين بسبب النزاع الذي لم يتوقف بعد. ونوهت بأن استمرار انعدام الأمن والأعمال العدائية الشرسة لايزالان يهدّدان سكان الغوطة الشرقية، موضحة أنه ومنذ11 مارس الجاري غادر ما يزيد على 25 ألف شخص هذه المنطقة المنكوبة.
وحول وضع اللاجئين من الأعمال القتالية في منطقة عفرين، أشارت الأمم المتحدة إلى أن عددهم بلغ أخيراً، قرابة 100 ألف مواطن، لجأ 75 ألف شخص منهم إلى تل رفعت، و25 ألفاً إلى نبل والزهراء والقرى المحيطة.
في الأثناء تواصل قوات النظام السوري هجومها على الغوطة الشرقية، حيث حصدت غارات جوية مسائية 20 قتيلاً مدنياً، بينهم 16 طفلاً.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن تنفيذ طائرات حربية أكثر من 15 غارة جوية، استهدفت مدينة دوما، تزامناً مع استهداف قوات النظام بلدة عين ترما بقصف صاروخي مكثف.
وتسبب القصف في اندلاع حرائق لم يتمكن الدفاع المدني من إخمادها، خشية استهداف آلياته من قبل الطيران.
وبحسب المرصد، تدور اشتباكات بين مقاتلي فصيل جيش الإسلام وقوات النظام في محيط دوما من جهة مسرابا، تترافق مع قصف متبادل.
ويتزامن القصف مع ارتفاع حصيلة القتلى في مدينة عربين إلى 20 مدنياً، هم 16 طفلاً وأربع نساء، جراء غارة روسية على الأرجح، استهدفت وفق المرصد، قبو مدرسة كانوا يحتمون فيها.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت بمقتل 16 مدنياً.
وعلى جبهة أخرى في جنوب دمشق، أفاد المرصد بمقتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، خلال اشتباكات عنيفة ليل الاثنين في حي القدم، إثر هجوم مفاجئ شنه تنظيم «داعش»، تمكن بموجبه من السيطرة على الحي.
وفي شمال سورية، وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على مدينة عفرين، ذات الغالبية الكردية، انتشر عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، على خلفية قيام مقاتلين بعمليات نهب المحال والمنازل، وفق ما أفاد المرصد، الذي أشار إلى «فوضى عارمة» في المدينة.
على خط موازٍ، تحاول أعداد خجولة من المدنيين العودة إلى منازلها ومحالها وأرزاقها في عفرين، التي تبدو شبه خالية من سكانها، بعد أن فرّ منها أكثر من 250 ألف مدني، بحسب المرصد.