دفعة جديدة من المدنيين والمقاتلين تغادر جنوب الغوطة الشرقية
أنباء عن «اتفاق أولي» بين روسيا و«جيش الإسلام» حول مدينة دوما
أكدت مصادر مطلعة على الملف السوري، أمس، توصل الجانب الروسي إلى «تفاهم أولي» مع «جيش الإسلام»، لإيجاد حل لوضع مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وفيما تحدثت موسكو عن موافقة مقاتلي المعارضة على إلقاء السلاح ومغادرة المدينة، نفى «جيش الإسلام» استعداده للتخلي عن سلاحه. في حين خرجت دفعة جديدة من المدنيين والمقاتلين من جنوب الغوطة الشرقية، استكمالاً لاتفاق إجلاء ترعاه روسيا.
وتتواصل المفاوضات بين «جيش الإسلام» وروسيا، حول مصير مدينة دوما، معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق، لكن من دون التوصل إلى أي اتفاق لأسباب يتعلق بعضها باختلاف في الآراء داخل فصيل «جيش الإسلام»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن «المفاوضات متواصلة، إلا أنها تأخرت، بسبب خلافات داخل فصيل جيش الإسلام»، مشيراً إلى أن قادة الفصيل المعارض «منقسمون، وبعضهم يعارض اتفاق الإجلاء».
وبحسب المرصد، تطرقت المفاوضات إلى بنود تنصّ على «دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة»، و«بقاء الموافقين على الاتفاق داخل المدينة» مقابل تسليم أسلحتهم، على أن تعود «الدوائر الرسمية التابعة للنظام للعمل»، إضافة إلى الخدمات الأساسية (مياه وكهرباء وغيرهما)، لكن من دون دخول الجيش إلى المدينة.
وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المسؤول في هيئة الأركان العامة الروسية ستانيسلاف جادجيماجوميدوف، قوله إن مقاتلي المعارضة في جماعة «جيش الإسلام» بمدينة دوما السورية قرب العاصمة دمشق، أبدوا استعدادهم لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة.
وأضاف جادجيماجوميدوف، أن الجماعة على اتصال بضباط روس ضالعين في المفاوضات، وأن مسألة رحيلهم سيجري البت فيها على الأرجح في المستقبل القريب.
ونفى «جيش الإسلام» استعداد مقاتليه لإلقاء السلاح ومغادرة مدينة دوما.
وقال المسؤول السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش، «خبر هذه الوكالة كذب وعار عن الصحة».
في المقابل، نقلت صحيفة «الوطن» المقرّبة من السلطات السورية على موقعها الإلكتروني، عن مصادر مطلعة على الملف، توصل الجانب الروسي مساء أول من أمس، إلى «تفاهم أولي» بعد «مفاوضات مكثفة بين الجانبين».
وأوردت الصحيفة أن المفاوضات قد تفضي إلى اتفاق يقضي «بحل جيش الإسلام، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل داخل المدينة».
وأشارت إلى أن «جميع الأطراف ستقوم بدراسة مضمون التفاهم في مدة ثلاثة أيام».
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أنه من المتوقع عقد اجتماع جديد في الأيام المقبلة بين لجنة محلية في دوما تم تشكيلها لإجراء المفاوضات والجانب الروسي.
وقال الناطق باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار، لإذاعة سورية «المفاوضات الجارية هي للبقاء، وليس للخروج».
وبعد خمسة أسابيع على بدء هجوم عنيف لقوات النظام على الغوطة الشرقية، توصلت روسيا تباعاً مع فصيلي «حركة أحرار الشام» في مدينة حرستا، ثم «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب (شمال غرب).
وتتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح الطوعي من دوما، عبر معبر الوافدين شمالاً. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بخروج 1092 مدنياً أول من أمس. وخرج 15 ألف شخص في الأيام الخمسة الأخيرة، بحسب المرصد.
وخرجت أمس، دفعة جديدة من المدنيين والمقاتلين من جنوب الغوطة الشرقية استكمالاً لاتفاق إجلاء ترعاه روسيا.
وأكد الناطق باسم «فيلق الرحمن»، الذي يسيطر على المنطقة وائل علوان، إن عملية الإجلاء متواصلة من جنوب الغوطة بموجب الاتفاق مع الجانب الروسي.
وأضاف «لا أعداد واضحة لدينا، المتوقع خروج 7000 من الثوار والعسكريين ومعهم أهاليهم وجزء من المدنيين، وقد يصل العدد إلى نحو 30 ألفاً». وتشكل خسارة الغوطة الشرقية التي حاصرتها قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013، واستهدفتها بهجوم عنيف منذ 18 فبراير الماضي، ضربة موجعة للفصائل المعارضة تعد الأكبر منذ خسارة مدينة حلب نهاية عام 2016.
وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الإجلاء. وتتوقف الحافلات بعد خروجها من ممر عربين عند نقطة تجمع في حرستا، حيث ينتشر ضباط وعناصر روس، وفق ما شاهد مراسل «فرانس برس». ويستقل عنصر من الشرطة الروسية كل حافلة حتى وصولها إلى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي.
ووصلت بعد ظهر أمس، إلى قلعة المضيق عشرات الحافلات التي انطلقت بعد منتصف الليلة قبل الماضية، من جنوب الغوطة الشرقية، حيث كان بانتظارها عشرات المدنيين ومنظمات غير حكومية ومحلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news