محمد بن سلمان يستبعد رحيل الأسد عن السلطة
قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس، إنه من غير المرجح أن يترك الرئيس السوري بشار الأسد منصبه قريباً، مؤكداً في الوقت نفسه، أن القوات الأميركية يجب أن تبقى في سورية كسبيل وحيد لإيقاف تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، على الرغم من التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي قال فيها إن القوات الأميركية ستغادر «قريباً جداً» سورية.
وقال ولي العهد السعودي، ضمن حديث أدلى به إلى مجلة «تايم» الأميركية، على هامش زيارته الحالية للولايات المتحدة الأميركية: «نعتقد أن القوات الأميركية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن لفترة طويلة».
وأضاف أن الوجود الأميركي في سورية هو السبيل الوحيد لإيقاف تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة بمساعدة حلفائها، كما أن وجود القوات الأميركية داخل سورية سيمكن واشنطن من إبداء الرأي في مستقبل سورية.
وأوضح أن إيران، من خلال الميليشيات التي تعمل بالوكالة وحلفائها الإقليميين، تؤسس طريق إمدادات برياً يربط طهران ببيروت عبر سورية والعراق، مشيراً إلى أن ما يسمى «الهلال الشيعي» سيمنح إيران موطئ قدم أعظم في منطقة مضطربة من خلال حلفائها.
وقال الأمير محمد بن سلمان: «إذا أخرجت تلك القوات من شرق سورية، فستفقد نقطة التفتيش تلك، وهذا الممر يمكن أن يخلق الكثير من الأشياء في المنطقة».
وحول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، قال ولي العهد السعودي، إنه من غير المرجح أن يترك الأسد السلطة، إلا أنه أعرب عن أمله في ألا يصبح الأسد «دمية» في يد طهران.
وقال: «بشار باقٍ، لكن أعتقد أن من مصلحة بشار ألا يدع الإيرانيين يفعلون ما يريدون».
• ترامب أمر بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سورية. |
في السياق، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سورية، غداة إعلانه أن بلاده ستنسحب «قريباً جداً» من سورية.
وقالت الصحيفة إن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الأموال، بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع أموال للمساهمة في اعادة إعمار سورية.
وكان ترامب أعلن في خطاب ألقاه أمام عمال صناعيين في أوهايو، أن القوات الأميركية ستنسحب من سورية «قريباً جداً»، وعبر عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط.
وأضاف «سنخرج من سورية في وقت قريب جداً. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن».
ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ«الآخرين» الذين يمكن ان يتولوا أمر سورية.
وتنشر الولايات المتحدة أكثر من 2000 جندي في شرق سورية، حيث يساندون تحالفاً عربياً كردياً لدحر تنظيم «داعش»، من دون التورط بشكل مباشر في النزاع في هذا البلد.
وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على الخطة، إن من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني اجتماعاً في بداية هذا الأسبوع لبحث الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض إنه «وفقاً لتوجيهات الرئيس ستعيد وزارة الخارجية تقييم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها التي تقوم بها بشكل مستمر».
وجاءت تصريحات ترامب في الوقت الذي قالت فيه فرنسا إنها ستزيد وجودها العسكري في سورية، لتعزيز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» قدرت أن تنظيم «داعش» فقد نحو 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسورية، حذر مسؤولون عسكريون أميركيون من أن التنظيم قد يستعيد المناطق المحررة بسرعة ما لم يتم تحقيق الاستقرار فيها.
وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على اجتماع مجلس الأمن الوطني، إنه مازال من الضروري إقناع ترامب بذلك.
وقال مسؤولان كبيران بالإدارة الأميركية لـ«رويترز» شريطة عدم نشر اسميهما، أول من أمس، إن ترامب أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات الولايات المتحدة مبكراً من سورية.
وأضافا أن تصريح ترامب يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأميركية بينما يوشك المتشددون على الهزيمة.
وقال مسؤول إن ترامب أوضح أن «بمجرد تدمير (داعش) وفلوله، فإن الولايات المتحدة ستهتم بلعب دول بالمنطقة. دور أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك».
وأضاف المسؤول أن معالم هذه السياسة لم تتضح بعد.
وقال المسؤول الثاني إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأميركية لعامين على الأقل، لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتشددين وضمان ألا تتحول سورية إلى قاعدة إيرانية دائمة.
وذكر المسؤول أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا الوضع في سورية خلال اجتماع بالبيت الأبيض، لكنهم لم يستقروا بعد على استراتيجية للقوات الأميركية في سورية ليوصوا بها حتى ينفذها ترامب مستقبلاً. وقال المسؤول «حتى الآن لم يصدر (ترامب) أمراً بالانسحاب».