اتفاق على إجلاء مقاتلين ومدنيين من دوما في الغوطة الشرقية
توصل فصيل «جيش الإسلام» وروسيا إلى اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ما يمهد لقوات النظام السوري استعادة كامل المنطقة، في وقت دعا فيه البابا فرنسيس، أمس، إلى إنهاء «الإبادة الجارية» في سورية.
وأكد الإعلام الرسمي السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، التوصل إلى اتفاق بين «جيش الإسلام» وروسيا على إجلاء مقاتلين ومدنيين من مدينة دوما.
وأفاد المرصد بالتوصل إلى «اتفاق نهائي» بين روسيا وفصيل «جيش الإسلام» في مدينة دوما، يقضي «بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم والمدنيين الراغبين إلى شمال سورية، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إليها»، في خطوة أولى قبل دخول المؤسسات الحكومية.
ويأتي الاتفاق غداة إعلان الجيش السوري مواصلته القتال لاستعادة مدينة دوما، مؤكداً سيطرته على «جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية»، إثر انتهاء ثانية عمليات إجلاء من المنطقة التي شكلت منذ عام 2012 معقلاً للفصائل المعارضة قرب العاصمة.
ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام، كونها إحدى بوابات دمشق، وتُعد خسارتها ضربة قاصمة للفصائل المعارضة، التي هدد وجودها في هذه المنطقة أمن دمشق طوال سنوات.
من جهته، أكد التلفزيون السوري الرسمي «التوصل لاتفاق يقضي بخروج الإرهابيين من دوما» إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، كما ينص على «تسوية أوضاع المتبقين، وعودة جميع مؤسسات الدولة، وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة».
• الاتفاق يقضي بخروج المسلحين من دوما إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، وتسوية أوضاع المتبقين، وعودة جميع مؤسسات الدولة، وتسليم المسلحين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة. |
وتركزت المفاوضات أخيراً على وجهة «جيش الإسلام»، لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكانت قوات النظام عززت انتشارها في محيط دوما، خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع المفاوضات، تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع «جيش الإسلام».
ولطالما كرر قادة «جيش الإسلام» رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم إلى أي منطقة أخرى.
وإثر هجوم جوي عنيف، بدأته في 18 فبراير، ترافق لاحقاً مع عملية برية، ضيقت القوات الحكومية تدريجاً الخناق على الفصائل المعارضة، وقسمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت بإجلاء من جيبي حرستا وجنوب الغوطة.
وانتهت، أول من أمس، عملية إجلاء مقاتلي «فيلق الرحمن» ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية بخروج أكثر من 40 ألف شخص على مدى ثمانية أيام. وتم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا.
وباتت قوات النظام بذلك تسيطر على 95% من مساحة الغوطة الشرقية، إثر الهجوم العنيف الذي تسبب في مقتل أكثر من 1600 مدني، وفق المرصد السوري.
ويأتي التوصل الى الاتفاق حول دوما بالتزامن مع تنفيذ عملية إجلاء جزئي من المدينة، تتضمن إخراج مئات الأشخاص، بينهم «نشطاء وأطباء وجرحى، فضلاً عن عائلات مقاتلين من فصيل فيلق الرحمن»، إلى محافظة إدلب، وفق المرصد.
وخلال المفاوضات، تعرض «جيش الإسلام» لضغوط داخلية من سكان دوما، الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري.
بدورها، ذكرت ميليشيات «حزب الله» اللبنانية، أمس، أنه جرى التوصل لاتفاق لإجلاء مقاتلي «جيش الإسلام» من آخر معقل للمعارضة في ريف دمشق الشرقي إلى جرابلس في شمال سورية، قرب الحدود مع تركيا.
وقالت إن الاتفاق جاء بعد أيام من المفاوضات التي استهدفت تفادي إراقة الدماء في مدينة دوما، وسيشمل تشكيل مجلس محلي توافق عليه الحكومة السورية في المدينة، سيضطلع بإدارة شؤونها بعد انسحاب المعارضة.
من ناحية أخرى، دعا البابا فرنسيس في عظته بمناسبة عيد الفصح، أمس، إلى إنهاء «الإبادة الجارية» في سورية، والى «المصالحة في الأراضي المقدسة»، مشجعاً في المقابل الحوار الجاري في شبه الجزيرة الكورية.
وطالب الحبر الأعظم بـ«ثمار السلام للعالم أجمع، بدءاً بسورية الحبيبة والجريحة، التي يعاني شعبها حرباً لا تلوح نهايتها في الأفق».
ودعا البابا «جميع المسؤولين السياسيين والعسكريين إلى وضع حد فوراً للإبادة الجارية، واحترام الحق الإنساني، وتسهيل وصول المساعدات التي يكون إخواننا وأخواتنا بأمس الحاجة إليها، وفي الوقت نفسه تأمين الظروف المناسبة لعودة كل الذين تهجروا»، في إشارة واضحة إلى منطقة الغوطة الشرقية.
ودعا البابا أيضاً «إلى المصالحة في الأراضي المقدسة».
وقال «لتحل ثمار المصالحة على الأراضي المقدسة، التي لاتزال جريحة هذه الأيام، بسبب نزاعات مفتوحة لا توفر الأشخاص العزل».