قوات النظام تقترب من استعادة كامل الغوطة الشرقية لدمشق
بدء عملية إجلاء مقـاتلـي المــعارضة السورية من دوما
بدأت، أمس، عملية إجلاء مقاتلين ومدنيين من مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بموجب اتفاق أعلنت روسيا التوصل إليه مع «جيش الإسلام»، في خطوة تمهد طريق الجيش السوري لاستعادة كامل المنطقة قرب دمشق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بخروج ثماني حافلات تقلّ 448 من مسلحي فصيل «جيش الإسلام» وعائلاتهم، من دوما بالغوطة الشرقية.
وقالت إن عملية إخراج «إرهابيي» «جيش الإسلام» وعائلاتهم من مدينة دوما بدأت أمس، عبر ممر مخيم الوافدين، تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم مساء أول من أمس، إخراج 1146 شخصاً من عناصر «فيلق الرحمن» وعائلاتهم، على متن 24 حافلة من مدينة دوما إلى إدلب، بالتوازي مع معلومات عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج عناصر «جيش الإسلام» إلى جرابلس، الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة في محافظة حلب.
وتعد دوما آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، بعد أن سيطرت عليها قوات النظام السوري.
ولم يصدر «جيش الإسلام» أي تعليق حول اتفاق الإجلاء إلى شمال سورية، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خلافات داخل الفصيل المعارض، بين موافقين على الاتفاق وقياديين متشددين معارضين له.
وبعد هجوم عنيف استمر نحو خمسة أسابيع، وتسبب في مقتل أكثر من 1600 مدني، وافق فصيلا «حركة أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» على إجلاء مقاتليهما بموجب اتفاق مع روسيا. وخرج خلال ثمانية أيام أكثر من 46 ألف شخص من مقاتلين ومدنيين إلى شمال غرب سورية.
وأفاد التلفزيون السوري بخروج ست حافلات على الأقل عبر معبر الوافدين الواقع شمال دوما، إلى نقطة تتجمع فيها الحافلات بانتظار اكتمال القافلة قبل تنطلق إلى مدينة جرابلس.
ويأتي بدء خروج الحافلات غداة إعلان الجنرال في الجيش الروسي يوري إيفتوشينكو، وفق تصريحات نقلتها وكالة «إنترفاكس»، التوصل إلى «اتفاق مبدئي» لعملية «الإجلاء»، من دون تحديد موعد بدئها، بعد نشر وسائل الإعلام السورية معلومات عن تفاصيل الاتفاق.
وكانت قوات النظام عززت انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع المفاوضات، تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام.
وينص الاتفاق، وفق ما نقل الإعلام السوري الرسمي، على «خروج الإرهابيين من دوما، وتسوية أوضاع المتبقين»، على أن تجري «عودة جميع مؤسسات الدولة، وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة».
وتركّزت المفاوضات في الأيام الأخيرة على وجهة مقاتلي «جيش الإسلام»، لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى منطقة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ومنذ الإعلان عن التوصل إلى اتفاق، لم يصدر «جيش الإسلام» أي بيان رسمي، فيما يمتنع قياديون فيه عن التعليق على الموضوع، بعدما كانوا قد كرروا خلال الأيام الأخيرة، تمسكهم خلال المفاوضات مع روسيا برفض أي اتفاق يتضمن «تهجيرهم» من دوما، معقلهم في الغوطة الشرقية.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، «هناك محاولات لإقناع الجناح المتشدد في جيش الإسلام بعدم إعاقة تنفيذ الاتفاق».
وتعرض «جيش الإسلام» لضغوط داخلية من سكان دوما، الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري.
ونشر «جيش الإسلام»، أول من أمس، على قناته على موقع «يوتيوب» شريط فيديو لقائده العام عصام البويضاني، وهو يتحدث داخل مسجد في دوما، من دون تحديد تاريخ التصوير.
ويخاطب البويضاني الحاضرين بالقول «في أي لحظة قد تفتح المعركة، وتفرض علينا معركة، نحن باقون في هذه البلاد، ولن نخرج منها. من يرد أن يخرج فليخرج، لكن لا يشوش علينا».
وحذر من «الشائعات» عن خروج مقاتلي «جيش الإسلام» من دوما.
وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 فبراير، ترافق لاحقاً مع عملية برية، ضيّقت القوات الحكومية تدريجياً الخناق على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت بإجلاء مقاتليها من جيبي حرستا وجنوب الغوطة.
وبات الجيش السوري يسيطر على 95% من مساحة الغوطة الشرقية.
وغادرت، أول من أمس، قافلة تنقل 1146 شخصاً من دوما إلى إدلب، وفق التلفزيون السوري. وضمت القافلة بحسب المرصد، مدنيين جرحى إضافة إلى مقاتلين سابقين في «فيلق الرحمن» وأسرهم. ووصلت القافلة في وقت مبكر من صباح أمس، إلى ريف حماة الشمالي، وفق ما أفاد مراسل لـ«فرانس برس».
وشهدت دوما التي يقيم فيها عشرات الآلاف تدفق نازحين منها بشكل يومي خلال الأسبوعين الأخيرين إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية، التي تنقلهم إلى مراكز إيواء في ريف دمشق.
وأوردت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من السلطات في عددها أمس، «اقتربت مدينة دوما من الالتحاق بنظيراتها من قرى وبلدات الغوطة التي استعادها الجيش، وباتت تفصلها ساعات قليلة عن إعلانها مدينة خالية من الإرهاب، رغم محاولات المناورة التي باتت دون طائل».
وفي بيان إثر انتهاء عملية الإجلاء من الجيب الجنوبي في الغوطة الشرقية، اعتبرت قيادة الجيش السوري أن «الانتصار في الغوطة الشرقية يوجه ضربة قاصمة للمشروع الإرهابي تجاه سورية».
واعتبرت أن من شأن السيطرة على الغوطة الشرقية تحقيق «إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها».
ولطالما شكل وجود الفصائل في الغوطة الشرقية تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لقذائف أوقعت مئات الضحايا.
وخلال سنوات النزاع، الذي تسبب في مقتل أكثر من 350 ألف شخص، شهدت مناطق عدة عمليات إجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين، بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية، إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها مدينة حلب في نهاية عام 2016.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news