البيت الأبيض: انسحاب القوات الأميركية من سورية رهن بالقضاء على التنظيم
تعــزيــزات لقــوات النظــام جنــوب دمشق تمهيــداً لهجــوم ضــــد «داعــش»
تحتشد قوات النظام السوري، منذ أيام، قرب الأحياء التي يوجد فيها تنظيم «داعش» في جنوب دمشق، تمهيداً لعملية عسكرية، تمكنها من بسط سيطرتها على كامل العاصمة، وذلك مع إعلان البيت الأبيض أن انسحاب القوات الأميركية من سورية رهن بالقضاء نهائياً على التنظيم، وكذلك أيضاً بـ«نقل» المسؤوليات التي تتولاها القوات الأميركية حالياً إلى «القوات المحلية»، التي ستواصل الولايات المتحدة تدريبها.
وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن: «تستمر منذ يوم الأحد التعزيزات العسكرية لقوات النظام والمقاتلين الموالين لها، خصوصاً من الفلسطينيين، تمهيداً لعملية عسكرية تنهي وجود تنظيم داعش في العاصمة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عبدالرحمن أن التعزيزات قائمة من داخل العاصمة وخارجها.
وأوضح عبدالرحمن أن «المقاتلين الفلسطينيين سيكونون في مقدمة أي هجوم عسكري ضد مخيم اليرموك».
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من الحكومة، عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أن «المؤشرات الحالية تدل على أن التعامل مع ملف إنهاء (داعش) في المناطق التي يسيطر عليها، سيكون من خلال الحسم العسكري».
ومن شأن طرد تنظيم «داعش» من تلك الأحياء أن يتيح للجيش السوري بسط سيطرته على كامل العاصمة، للمرة الأولى منذ عام 2012. ويقدر المرصد السوري بالمئات أعداد مقاتلي تنظيم «داعش» في جنوب دمشق.
اليرموك
ويعد مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية. وكان يؤوي قبل الحرب 160 ألف شخص، بينهم سوريون، بينما يعيش فيه اليوم بضعة آلاف فقط.وشهد المخيم في عام 2012 معارك ضارية بين فصائل معارضة وقوات النظام، انقسمت المجموعات الفلسطينية بينها.
وأدت المعارك إلى موجة نزوح ضخمة، وانتشرت وقتها صور تظهر حشوداً كبيرة تخرج سيراً على الأقدام بين الأبنية المدمرة، قبل أن تفرض قوات النظام حصاراً محكماً على المخيم.
وفي عام 2015، شنّ تنظيم «داعش» هجوماً واسعاً على المخيم، وطرد الفصائل المعارضة، وأحكم سيطرته على الجزء الأكبر منه، بينما سيطرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وقتها) على أجزاء أخرى.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن انسحاب القوات الأميركية من سورية رهن بالقضاء نهائياً على التنظيم الإرهابي في سورية، وكذلك أيضاً بـ«نقل» المسؤوليات التي تتولاها القوات الأميركية حالياً إلى «القوات المحلية»، التي ستواصل الولايات المتحدة تدريبها، لضمان أن التنظيم «لن يعود للظهور مجدداً».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، للصحافيين «نريد التركيز على نقل (المسؤوليات) إلى القوات المحلية، لضمان عدم عودة ظهور تنظيم (داعش)، وقد حققنا بعض التقدم».
وأضافت أنه «كما قال الرئيس منذ البداية، فهو لن يضع جدولاً زمنياً عشوائياً. هو يقيّم الوضع من منظار الفوز بالمعركة، وليس من منظار مجرد إطلاق رقم عشوائي، بل التأكد من أننا ننتصر، ونحن نفعل».
وشددت المتحدثة على أن «الهدف هو حتماً هزيمة (داعش)، وما إن يتحقق هذا الأمر بالكامل، وقد أحرزنا تقدماً كبيراً على هذا الصعيد، وما إن تزول الحاجة إلى وجود قوات هناك، ويصبح بإمكاننا نقل (المسؤوليات) إلى القوات المحلية، يمكن عندها سحب القوات الأميركية من سورية».
وأتى هذا التوضيح بعيد إعلان البيت الأبيض في بيان أن «المهمة العسكرية» للقضاء على التنظيم في سورية شارفت على الانتهاء، لكن من دون أن يشير إلى أي جدول زمني محتمل لانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد.
وقال البيت الأبيض في بيانه التوضيحي، الذي زاد في الواقع المسألة غموضاً، إن «المهمة العسكرية الهادفة إلى القضاء على التنظيم المتطرف تقترب من نهايتها، مع تدمير التنظيم بالكامل تقريباً».
وأضاف أن واشنطن مصممة مع شركائها على «القضاء على الوجود الصغير لـ(داعش) في سورية، الذي لم يتم القضاء عليه بعد». وتابع: «سنستمر في التشاور مع حلفائنا وأصدقائنا بشأن المستقبل».
وقدمت الرئاسة في بيانها هذا الأمر على أنه «قرار» اتخذ الثلاثاء، خلال اجتماع في البيت الأبيض، بحضور ترامب.
وتتوالى التوضيحات بشأن الوجود الأميركي في سورية، منذ أن أعرب ترامب تكراراً في الأيام الأخيرة عن رغبته في انسحاب سريع لنحو 2000 جندي أميركي منتشرين في سورية، هم أساساً من القوات الخاصة الموجودة لمحاربة تنظيم «داعش»، وتدريب القوات المحلية في المناطق التي تمت استعادتها من التنظيم.
وفي محادثة هاتفية، أكد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، تصميمهما على «مواصلة العمليات ضمن التحالف الدولي» المناهض للمتشددين في العراق وسورية «لمحاربة حتى النهاية تنظيم داعش»، ومنع ظهوره مجدداً، والتقدم نحو عملية انتقالية سياسية شمولية، بحسب الإليزيه. وحذّر مراقبون أميركيون أيضاً من الانسحاب السريع، الذي قد يفسح المجال في سورية لحلفاء نظام الأسد، روسيا خصم الولايات المتحدة، وإيران العدو اللدود لإدارة ترامب.
ومثل هذه الخطوة قد تضر أيضاً بالأكراد، شركاء واشنطن في محاربة التنظيم، في الوقت الذي تقوم تركيا بشن هجوم ضدهم، متهمة إياهم بـ«الإرهاب»، رغم كونها حليفة الأميركيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news