الطيران العراقي ينفذ ضربات جوية ضد معاقل «داعش» في سورية
جيش النظام السوري يرسل تعــــــزيزات إلى درعا ويُحذِّر من عملية عسكرية وشـــــيكة
حذّر جيش النظام السوري، عبر منشورات ألقاها فوق محافظة درعا، من عملية عسكرية وشيكة، تزامنت مع إرساله تعزيزات للمنطقة، فيما نفذ الطيران الحربي العراقي ضربات جوية، تعد الثالثة، ضد مواقع تنظيم «داعش» داخل الأراضي السورية.
وتفصيلاً، ألقت قوات النظام السوري، أمس، منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية، تحذر من عملية عسكرية وشيكة، وتدعو المقاتلين المعارضين إلى إلقاء السلاح، وفق ما أفاد مصور لـ«فرانس برس» والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأتى ذلك بالتزامن مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم «داعش» في دمشق، وطرده منها الأسبوع الماضي.
وطبعت على إحدى المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق «لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح.. اترك سلاحك قبل فوات الأوان».
وكتب على منشور آخر، نقله المرصد «أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، الجيش السوري قادم، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان».
وتوجهت المنشورات إلى أهالي درعا تدعوهم لمشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين». ووقعت باسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «تلك المنشورات تضع الفصائل أمام خيارين، التسوية أو الحسم العسكري»، ولذلك تدعو إلى الاستفادة من تجربة الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق قبل خروجهم منها الشهر الماضي، إثر عملية عسكرية تلاها اتفاق إجلاء.
وتسيطر فصائل معارضة، تعمل تحت مظلة النفوذ الأردني والأميركي، على 70% من محافظة درعا، وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد.
وتوجد الفصائل المعارضة عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي من درعا، فيما تحتفظ قوات النظام بسيطرتها على الجزء الأكبر شمالاً، حيث الأحياء الحديثة، ومقار مؤسسات الدولة.
وبعد حسم قوات النظام معركة الغوطة الشرقية ثم دمشق ومحيطها، رجح محللون أن تشكل محافظة درعا الوجهة المقبلة للجيش وحلفائه.
وأرسلت قوات النظام، خلال اليومين الماضيين، تعزيزات عسكرية إلى المحافظة الجنوبية، وفق المرصد الذي أورد أنه «جرى نقل عشرات الآليات ومئات العناصر إلى محافظة درعا، فضلاً عن هؤلاء الذين عادوا من معارك دمشق».
وقال عبدالرحمن إن «الهدف من هذه التعزيزات هو شن هجوم في حال رفضت الفصائل المعارضة اتفاقاً على خروجها من المنطقة، كما حصل في الغوطة الشرقية».
وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سورية إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات استانا. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في يوليو على وقف إطلاق النار فيها.
وحاولت قوات النظام العام الماضي مراراً التقدم إلى أحياء سيطرة الفصائل في المدينة، وخاضت ضدها معارك عنيفة، من دون أن تحرز تقدماً.
من جهة أخرى، نفذ الطيران الحربي العراقي ضربات جوية ضد مواقع لـ«داعش» داخل الأراضي السورية، تعد الثالثة ضد معاقل التنظيم في البلد المجاور، حسبما نقل بيان رسمي أمس.
وذكر بيان عن المركز الإعلامي الأمني، صدر بعد منتصف ليلة الخميس «نفذت طائرات F16 العراقية صباح (الخميس) ضربات جوية، استهدفت خلالها موقعاً لقيادة عصابات (داعش) الإرهابية وموقعاً آخر، عبارة عن مقر ومستودع للصواريخ يوجد فيه عدد من العناصر الإرهابية في منطقة هجين داخل الأراضي السورية».
ورافق البيان مقطع فيديو يصور توجيه ضربة جوية ضد مبنى ضخم محاط بأشجار نخيل، وتحطم جدار ومنزل لدى وقوع ضربة من طائرة.
وأضاف البيان أنه «حسب المعلومات الاستخبارية الأولية، حققت هذه العملية أهدافها، ودمرت هذه المواقع بالكامل»، دون مزيد من التفاصيل.
وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت غارات عدة من قبل العراقيين أو التحالف الدولي منذ يوم الخميس في مركز «هجين»، آخر موقع رئيس لايزال في أيدي التنظيم في سورية.
وتقع هجين في محافظة دير الزور، شرق سورية، على بعد 50 كيلومتراً عن الحدود العراقية.
ويوجد ما لا يقل عن 65 من كبار قادة التنظيم في هجين، حسبما ذكر مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس.
وتحاصر منطقة هجين، منذ نهاية عام 2017، قوات سورية الديمقراطية، وهي تحالف عربي - كردي مدعوم من واشنطن، وهناك مئات المعتقلين في سجن المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم، وفقاً للمصدر.
ونفذ الطيران العراقي، منذ أبريل، العديد من الضربات الجوية داخل الأراضي السورية على امتداد الحدود المشتركة بين البلدين، حيث سيطر التنظيم على مناطق واسعة.
كما أرسلت السلطات العراقية ضباط مخابرات إلى سورية، لتنفيذ عملية ناجحة باعتقال خمسة من كبار قادة التنظيم.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت في ديسمبر 2017 انتهاء الحرب ضد مسلحي تنظيم «داعش»، بعد إعلان «النصر» عقب استعادة آخر مدينة كانوا يحتلونها.
لكن بحسب خبراء، لايزال مسلحون متطرفون كامنين على طول الحدود المعرضة للاختراق بين العراق وسورية، وفي مخابئ داخل مناطق واسعة من الصحراء العراقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news