انسحاب قوات إيرانية مسانــدة للأسد من «تل رفعت» في ريف حلب الشمالي
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بانسحاب مستشارين إيرانيين من تل رفعت في ريف حلب الشمالي، إلى بلدتَي نبل والزهراء، فيما نفت إسرائيل التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وروسيا، بخصوص إبعاد القوات الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله اللبناني من الجنوب السوري.
وفي التفاصيل، أعلنت قاعدة حميميم الروسية في صفحتها على «فيس بوك» أن «الاتفاق المبرم نصّ بشكل واضح على انسحاب القوات الإيرانية المساندة للأسد من المنطقة، وانتقالها إلى العمق السوري بعيداً عن الحدود الجنوبية للبلاد»، مشيرة إلى أنها تتوقع تنفيذ ذلك خلال أيام معدودة.
ونفت إيران، أول من أمس، وجود مستشارين عسكريين لها في جنوب سورية، وفق ما أعلن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني.
وأوضح شمخاني أن المستشارين الإيرانيين سيواصلون دعمهم للنظام السوري، معرباً عن دعم بلاده بقوة لجهود روسيا لإخراج من وصفهم بـ«الإرهابيين» من المناطق السورية المتاخمة للأردن.
كما اتهم المسؤول إسرائيل بلعب دور مباشر في قتل المستشارين الإيرانيين بسورية.
من جهته، نفى وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، التوصل إلى أي اتفاقات بخصوص الجنوب السوري، قائلاً إن ذلك لن يكون قبل انسحاب القوات الأميركية من التنف، قرب الحدود العراقية - الأردنية.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي، أول من أمس، إن إسرائيل هي من روجت رواية الوجود العسكري الإيراني في الجنوب السوري، بعد أن فشلت في تشكيل حزام أمني من المجموعات الإرهابية.
كذلك نفى أي وجود عسكري إيراني في بلاده، يتعدى الدور الاستشاري، وأضاف المعلم أن المستشارين الإيرانيين موجودون في سورية بدعوة من النظام، عكس الوجود التركي والأميركي والفرنسي.
كما نفى مصدر سياسي إسرائيلي كبير صحة ما قاله سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، من أنه تم التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل وروسيا، بخصوص إبعاد القوات الإيرانية وتلك التابعة لـ«حزب الله» اللبناني من الجنوب السوري.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن المصدر أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أكد في مكالمة هاتفية أجراها، الأسبوع الماضي، مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حتمية أن تنسحب إيران من كل الأراضي السورية.
كان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، صرح بأنه تم التوصل إلى اتفاق حول سحب القوات الإيرانية من مناطق جنوب غربي سورية، قرب خط وقف إطلاق النار مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، وتوقع تطبيقه خلال أيام.
وقال نيبينزيا، رداً على سؤال عما إذا تم التوصل إلى اتفاق مع إيران وإسرائيل بخصوص سحب القوات الإيرانية من جنوب غربي سورية: «سمعت الأخبار عن ذلك، وقرأت التقارير في الصحافة حول اتفاق بشأن تفريق معين للقوات جنوب غرب سورية، وحسب علمي فإنه تم التوصل إلى اتفاق».
يأتي ذلك في وقت نفى «جيش مغاوير الثورة»، التابع للجيش السوري الحر، في منطقة التنف على الحدود السورية - العراقية، انسحابه من مواقعه بمحيط مخيم الركبان في البادية السورية.
وقال «جيش مغاوير الثورة» في بيان صدر عنه، أول من أمس، إن «الأنباء التي تحدثت عن قرب انسحاب فصائل الجيش الحر من منطقة الـ55 والتي تضم مخيم الركبان، هي أخبار لا صحة لها، وتعمل وسائل إعلامية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقربة من النظام السوري، بهدف بث الرعب بين المدنيين».
وأكد بيان الجيش للمدنيين النازحين في مخيم الركبان «نعلمكم بأننا باقون لحمايتكم من جميع الأيادي الإرهابية، وأن الأنباء المتداولة في الشارع، وعلى وسائل إعلام النظام المجرم، عارية عن الصحة، فأمنكم هو أول ما نتطلع إليه».
ويسيطر جيش مغاوير الثورة وأسود الشرقية وقوات أحمد العبدو على منطقة التنف، إلا أن الأخيرة قامت بتسوية مع القوات الحكومية وسلمت مواقعها في منطقة القلمون الشرقي، ويعيش آلاف من نازحي محافظة دير الزور وريف دمشق وحمص في مخيم الركبان.
ويتلقى «مغاوير الثورة» دعما من قبل قوات التحالف الدولي، وكانت مقاتلات تابعة للتحالف الدولي هددت وأبعدت أكثر من مرة طائرات حربية روسية عن مناطق سيطرة المغاوير الذين خاضوا معارك عنيفة مع القوات الحكومية التي استعادت مساحات واسعة من ريف السويداء الشرقي، وكذلك خاضت معارك مع مسلحي «داعش» في مناطق شمال التنف.
إنسانياً، كشفت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن عامل إغاثة في سورية أرغم أرامل فقيرات على تقديم صور عارية، مقابل تسليمهن مساعدات غذائية.
وبحسب المصدر، فإن عامل الإغاثة السوري، المتورط في «المساومة الجنسية»، سبق له أن حصل على معونات من الألبسة قدمتها منظمة «سكيت ولفر» الخيرية، وهي مؤسسة غير حكومية مسجلة في بريطانيا.
وأظهرت رسائل، اطلعت عليها الصحيفة البريطانية، عامل الإغاثة، أيمن الشعر، في ريف حلب الغربي، يطلب من النساء إرسال صورهن العارية مقابل إمدادهن بمعونات الغذاء.
ووافق عدد من النساء على إرسال صورهن العارية حتى يحصلن على الغذاء، فيما رفضت أخريات أن يرضخن لذلك الطلب، ما أدى إلى حرمانهن من مساعدة كن في أمسّ الحاجة إليها.
وذكرت «صنداي تايمز» أن أغلب النساء اللائي جرى استغلالهن أرامل فقيرات، فقدن أزواجهن في الحرب السورية المستمرة منذ سبعة أعوام.
ويورد عامل الإغاثة في رسالة لسيدة رضخت لمساومته «لك عندي ثلاث سلال كبرى من الغذاء، كل واحدة منها يتطلب حملها رجلين اثنين».
من ناحيتها، قالت المنظمة الخيرية إنها لا علاقة لها بعامل الإغاثة السوري، موضحة أنها اعتمدت على شبكة خاصة لتوزيع المعونات في سورية، وبالتالي لم تتعاقد مع هيئات محلية.
وأضافت أن التقاط المدعو، أيمن الشعر، صورة بجانب شاحنة معوناتها، حتى يروج لنفسه، لا يعني وجود تعاون مع هيئة «الأحباب» التي ينتمي إليها.
من ناحيته، نفى عامل الإغاثة السوري ما نسب إليه، وقال إن إحدى السيدات، اللاتي تبادل معهن الرسائل، ليست سوى خطيبته السابقة. ويستغل عمال إغاثة سوريون حاجة نساء أرامل إلى الغذاء لإطعام أطفالهن، فيطلبون منهن خدمات جنسية، وفقاً لتقارير حقوقية.