مصادر سورية تنفي انسحاب «حزب الله» من القصير.. وتركيا ستنزع سلاح الأكراد عند تركهم منبج

مقتل قائد بارز بالحرس الثوري الإيراني في معارك بدرعا

سيارة للشرطة العسكرية الروسية ضمن موكب على الطريق الرئيس بين حمص وحماة الذي أعيد فتحه بعد إغلاق 7 سنوات. أ.ف.ب

قتل قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني في محافظة درعا، خليل تختي نجاد، في معارك مع فصائل المعارضة، في وقت نفت فيه مصادر سورية، أمس، انسحاب ميليشيات «حزب الله» من منطقة القصير في ريف حمص قرب الحدود اللبنانية، بعد أن أثار نشر عسكريين روس في المنطقة خلافاً مع الميليشيات، التي وصفته بـ«الخطوة غير المنسقة». في حين أكدت تركيا أنه سيتم نزع سلاح الأكراد، عند تركهم مدينة منبج السورية.

وقال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية، التي تشرف على فصائل المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة، وتتبع «الجيش السوري الحر»، إن قائداً عسكرياً إيرانياً بارزاً، قتل في محافظة درعا، جنوب سورية، أول من أمس.

وأضاف القائد العسكري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني في محافظة درعا، خليل تختي نجاد، وعدداً من عناصره «قتلوا خلال تبادل للقصف بين قواتنا والمجموعات الإيرانية، في منطقة دير العدس شمال غرب محافظة درعا، والتي تعرف بمثلث الموت».

وأكد أن «القوات الإيرانية ومقاتلي (حزب الله) اللبناني لايزالون في محافظة درعا وريف دمشق الجنوبي الشرقي، ولديهم مقار في قرى عدة بتلك المناطق وأبرزها تلول فاطمة، وهم يرتدون ملابس، ويضعون شارات القوات الحكومية السورية، ويرفعون العلم السوري على آلياتهم».

وتطالب الولايات المتحدة بسحب إيران قواتها من جنوب سورية، الأمر الذي دفع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى ربط انسحاب القوات الإيرانية من جنوب سورية، بانسحاب القوات الأميركية من التنف شرق سورية.

من ناحية أخرى، نفت مصادر محلية سورية صحة ما تردد بشأن انسحاب «حزب الله» من منطقة القصير في ريف حمص، بحسب تفاهم مع الجانب الروسي.

وقالت المصادر، في تصريح نقلته قناة «الحرة» الإخبارية الأميركية، «إن مسلحي (حزب الله) لايزالون في مواقعهم بالقطاعين الغربي والجنوبي من ريف حمص، وحول مطار الضبعة».

وكانت تقارير إخبارية أفادت بانسحاب «حزب الله» من القصير، لتحل مكانها قوة تابعة للجيش السوري في المنطقة المتاخمة للحدود السورية اللبنانية.

في السياق، بات الحديث عن اتفاق روسي إسرائيلي حول الوجود الإيراني في سورية لاسيما جنوباً، أمراً واقعاً بعد أن أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، التوصل إلى اتفاق حول سحب القوات الإيرانية من جنوب غرب سورية قرب الحدود مع إسرائيل، وتوقع تطبيقه خلال أيام قريبة، ما أثار خلافاً بين الحلفاء، بدأت تتبلور ملامحه بين حلفاء النظام السوري.

وأكد قياديان في ميليشيات تابعة لإيران، حسب ما أفادت «رويترز»، أن نشر عسكريين روس في القصير، قرب الحدود السورية اللبنانية، أثار خلافاً مع الميليشيات الموالية لإيران، منها «حزب الله»، التي وصفتها بالخطوة غير المنسقة.

وقال أحد المسؤولين العسكريين، ضمن التحالف الداعم للنظام، إنه جرى حل الموقف، أول من أمس، عندما سيطر جنود من الجيش السوري على ثلاثة مواقع، انتشر بها الروس قرب بلدة القصير في محافظة حمص.

وأضاف بعد أن وصف الخطوة بـ«غير المنسقة»: أن القصة حلت الآن ورفضنا الخطوة، مشيراً إلى أن «الجيش السوري بدأ بالانتشار على الحدود من الفرقة 11»، مؤكداً أن «مقاتلي (حزب الله) لايزالون بالمنطقة».

واعتبر أن ما قامت به روسيا كان حركة لتطمين إسرائيل، بعد كل ما قيل من الجانب الإسرائيلي عن المنطقة. وأضاف أنه لا يمكن تبرير الخطوة بأنها جزء من الحرب ضد «جبهة النصرة»، أو تنظيم «داعش» في منطقة تسيطر عليها قوات النظام، وميليشيات «حزب الله».

من جهته، قال مسؤول آخر إن محور إيران والميليشيات المتحالفة معها «تدرس الموقف»، بعد التحرك الروسي غير المنسق، على حد وصفه.

وتعاونت روسيا مع ميليشيات مدعومة من إيران، مثل «حزب الله»، ضد فصائل المعارضة المسلحة. وانتشرت ميليشيات الحزب في سورية عام 2012. ووصل سلاح الجو الروسي إلى سورية عام 2015، بهدف دعم الأسد.

لكن اختلاف أجندات الطرفين في سورية أصبح أكثر وضوحاً، في ظل ضغوط إسرائيل على روسيا، لضمان عدم توسع نفوذ إيران العسكري وحلفائها في سورية، بل رحيلها كلياً.

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، سينزع سلاحهم لدى مغادرتهم مدينة منبج في شمال سورية، في إطار «خريطة طريق» متفق عليها مع الولايات المتحدة.

وأضاف متحدثاً إلى الصحافيين في إقليم أنطاليا، جنوب تركيا، أن العمل المشترك على «خريطة طريق»، التي اتفق عليها مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، في واشنطن الإثنين الماضي، سيبدأ خلال 10 أيام، وسينفذ في غضون ستة أشهر.

وقال إن هذا النموذج يتعين أن يطبق في المستقبل على الرقة وعين العرب (كوباني)، ومناطق سورية أخرى، تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب».

وأكد أن الولايات المتحدة لم تتعهد بتصنيف «وحدات حماية الشعب» الكردية «منظمة إرهابية». وقال إن تعاون تركيا في منبج مع الولايات المتحدة، ليس بديلاً عن العمل مع روسيا في الشأن السوري.

تويتر