52 قتيلاً موالياً للنظام بينهم 22 عراقياً في غارة على شرق سورية
قتل 52 مسلحاً، معظمهم من المقاتلين الموالين لقوات النظام السوري، في ضربة جوية استهدفت موقعاً عسكرياً في محافظة دير الزور في شرق سورية، واتهمت دمشق التحالف الدولي بقيادة أميركية بتنفيذها، الأمر الذي نفاه الأخير. في وقت بدأت فيه القوات التركية بتسيير دوريات في مدينة منبج شمال سورية.
دمشق اتهمت التحالف الدولي بتنفيذ الضربة. |
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 52 شخصاً، بينهم عناصر من الجيش والمجموعات الموالية له، قتلوا في ضربة جوية استهدفت موقعاً عسكرياً في محافظة دير الزور. وتعد هذه الضربة من بين «الأكثر دموية» ضد مقاتلين موالين للنظام، وفق المرصد الذي لم يتمكن من تحديد هوية الطائرات التي نفذتها.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» إن الغارة استهدفت رتلاً عسكرياً خلال توقفه عند نقطة تابعة لقوات النظام وحلفائها في بلدة الهري الواقعة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي والمحاذية للحدود العراقية.
وأسفرت الضربة عن إصابة آخرين بجروح، وفق عبدالرحمن، الذي أفاد بنقل «البعض منهم إلى مدينة البوكمال القريبة، وآخرين إلى العراق» المجاور.
وتُشكل محافظة دير الزور مثالاً على تعقيدات النزاع السوري، إذ تشهد على عمليات عسكرية تنفذها أطراف عدة ضد تنظيم «داعش»، كما تحلق في أجوائها طائرات لقوى متنوعة تدعم العمليات العسكرية ضد المتطرفين.
من جهته، أفاد مراسل «فرانس برس» في مدينة الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار العراقية، أمس، بوصول جثث ثلاثة قتلى من شرق سورية، ينتمون إلى كتائب «حزب الله» العراقي.
واتهمت دمشق التحالف الدولي بتنفيذ الضربة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن «التحالف الأميركي اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية» في بلدة الهري «ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح». وقال مصدر عسكري في دير الزور إن الضربة الجوية طالت «مواقع مشتركة سورية عراقية في منطقة الهري».
في المقابل، أكد المكتب الإعلامي للتحالف الدولي أنه «لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة».
ويسيطر مقاتلون موالون للنظام على بلدة الهري الواقعة جنوب خط فض الاشتباك الذي أنشأته موسكو وواشنطن، تفادياً لأي تصعيد بين الطرفين والقوات المدعومة من قبلهما المنتشرة على طرفي نهر الفرات.
ويسيطر الجيش السوري ومقاتلون موالون له من جنسيات إيرانية وعراقية وأفغان ومن ميليشيات «حزب الله» اللبناني على الضفة الغربية لنهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور الى جزأين. وتعرضت مواقع الجيش وحلفائه جنوب مدينة البوكمال، خلال الأسابيع الماضية، لهجمات عدة شنها التنظيم المتطرف انطلاقاً من نقاط تحصنه في البادية.
ويدعم التحالف الدولي «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) المؤلفة من تحالف فصائل كردية وعربية، في معاركها ضد التنظيم المتطرف، الذي تحاول طرده من آخر جيب يسيطر عليه شرق نهر الفرات.
من جهتها، اتهمت ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية، أمس، الولايات المتحدة بقتل 22 من عناصرها في ضربة جوية في شرق سورية على الحدود العراقية.
وقالت قيادة الحشد في بيان، إن «طائرة أميركية ضربت مقراً ثابتاً لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سورية بصاروخين مسيرين، ما أدى إلى استشهاد 22 مقاتلاً وإصابة 12 بجروح».
وأعلن الحشد أن قواته تنتشر على الشريط الحدودي منذ انتهاء عمليات تحرير الحدود من تنظيم «داعش» وإلى الآن بعلم العمليات المشتركة العراقية.
وأضاف أنه «وبسبب طبيعة المنطقة الجغرافية، كون الحدود أرضاً جرداء، فضلاً عن الضرورة العسكرية، فإن القوات العراقية تتخذ مقراً لها شمال منطقة البوكمال السورية، التي تبعد عن الحدود 700 متر فقط، كونها أرض حاكمة تحتوي على بنى تحتية وقريبة من حائط الصد، حيث يوجد الإرهاب الذي يحاول قدر الإمكان عمل ثغرة للدخول إلى الأراضي العراقية»، مشدداً على أن «هذا الوجود بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية».
من ناحية أخرى، بدأت قوات تركية وأميركية، أمس، تسيير دوريات «غير مشتركة» في مدينة منبج شمال سورية.
وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري، المنضوي تحت راية «قوات سورية الديمقراطية»، شرفان درويش، إن «الدوريات التركية موجودة شمال منطقة الساجور، بينما الدوريات الأميركية موجودة في مواقع خاضعة لسيطرة مجلس منبج العسكري في الجنوب».
وأضاف أن «دوريات كل طرف تتحرك داخل مناطقها، دون دخول مناطق الجانب الآخر».
وأكد المرصد السوري انطلاق دوريات «غير مشتركة» في منبج.
وأفاد بأن الدوريات الأميركية توجد عند نقطة التماس من الجانب الخاضع لسيطرة مجلس منبج العسكري، بينما توجد الدوريات التركية في نقطة التماس من الجانب الخاضع لسيطرة فصائل «درع الفرات». وأشار إلى أن الدوريات تهدف إلى مراقبة ومنع أي احتكاك أو إطلاق نار بين الطرفين.
من جهتها، أعلنت تركيا تسيير دوريات عسكرية حول مدينة منبج، بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة هدفه خفض التوتر في المنطقة.
وذكر الجيش التركي في بيان أن «أنشطة الدوريات بدأت» بين منبج والمناطق التي يسيطر عليها، إثر عملياته العسكرية عامي 2016 و2017.
وأوضحت وكالة «أنباء الأناضول» الحكومية أن عربات تركية مدرعة قامت بدوريات «على الخطوط الأمامية في منبج».
وتنتشر في مدينة منبج قوات أميركية وفرنسية من التحالف الدولي. وشكلت منبج نقطة توتر كبير بين تركيا والولايات المتحدة.
ولطالما هددت تركيا بشن عملية عسكرية ضد الأكراد في منبج، بعد سيطرة قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية العام الجاري.
إلا أن وزيري خارجية البلدين، الأميركي مايك بومبيو، والتركي مولود تشاوش أوغلو، توصلا إلى «خريطة طريق» حول مستقبل منبج لخفض التوتر في المنطقة في الرابع من يونيو الجاري.