روسيا تتوقع توجيه اتهامات جديدة إلى دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية
جيش النظام السوري يستهدف مناطق المعارضة بالبراميل المتفجرة
أسقطت طائرات هليكوبتر تابعة لجيش النظام السوري، أمس، براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد، في أول استخدام لهذا النوع من الذخيرة منذ عام، وتحدٍّ لمطالب أميركية بوقف الهجمات، فيما قالت روسيا إنها تتوقع أن تصدر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقريراً، يتهم دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، قبل أيام من اجتماع لهذه المنظمة.
وتفصيلاً.. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقياديون في المعارضة، أمس، إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة السورية، أسقطت أكثر من 12 برميلاً متفجراً على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد للمرة الأولى، منذ عام، في تحدٍّ لمطالب أميركية بوقف الهجوم.
وتعهد رئيس النظام بشار الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن، ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك هذا الأسبوع، مهدداً منطقة «لخفض التصعيد» اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.
وكررت الولايات المتحدة، الخميس، مطلبها باحترام المنطقة، محذرة الأسد والروس الذين يدعمونه من «عواقب وخيمة» للانتهاكات. واتهمت دمشق ببدء الضربات الجوية والقصف المدفعي والهجمات الصاروخية.
ويهدد شن هجوم كبير بتصعيد أوسع نطاقاً، قد يزيد انخراط الولايات المتحدة في الحرب. ويسبب بجنوب غرب سورية قلقاً استراتيجياً لإسرائيل، التي كثفت العام الماضي هجمات على فصائل تدعمها إيران متحالفة مع الأسد.
ويركز الهجوم على بلدات عدة خاضعة للمعارضة، خصوصاً بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا، ويهدد بشطر منطقة خاضعة للمعارضة، تمتد شمالاً إلى أراضٍ تسيطر عليها الحكومة السورية.
وقال المرصد إن طائرات الهليكوبتر أسقطت أكثر من 12 برميلاً متفجراً على المنطقة، ما تسبب في أضرار مادية، دون خسائر بشرية.
وقال المتحدث باسم جماعة جيش الثورة، التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، أبوبكر الحسن، إن هذه البراميل أسقطت على ثلاث بلدات وقرى، وإن طائرات حربية استهدفت منطقة أخرى.
وأضاف متحدثاً إلى «رويترز» «أعتقد هو للآن (النظام) يختبر أمرين: ثبات مقاتلي الجيش الحر، ومدى التزام الولايات المتحدة الأميركية باتفاق خفض التصعيد في الجنوب».
ورغم أن قوات النظام استخدمت القصف المدفعي والصاروخي بشكل مكثف، فإنها لم تلجأ بعد للقوة الجوية التي كانت عاملاً حاسماً في استعادتها لمناطق أخرى من قبضة المعارضة. ويقول مقاتلو معارضة إن الطائرات الحربية الروسية لم تشارك.
لكن جريدة الأخبار، الموالية لـ«حزب الله» نقلت أمس عن السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين، قوله إن الجيش السوري يستعيد الجنوب الغربي، بمساعدة من موسكو.
ونقلت الجريدة قوله في مقابلة «نحن نقول إن الجيش السوري الآن، بدعم من القوات الروسية، يستعيد أرضه في الجنوب».
في الأثناء.. قالت روسيا إنها تتوقع أن تصدر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقريراً «مليئاً بالأدلة الكاذبة»، يتهم دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، قبل أيام من اجتماع لهذه المنظمة.
وأعلنت المنظمة، في مايو، أنها انتهت من أخذ عينات من مدينة دوما، التي شهدت في السابع من أبريل هجوماً كيماوياً مفترضاً، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن خلاصات الخبراء الأسبوع المقبل، بحسب المدير العام للمنظمة احمد أوزمجو.
وحملت الدول الغربية النظام السوري مسؤولية الهجوم، الذي أدى بحسب مسعفين إلى مقتل 40 شخصاً على الأقل، وردّت عليه واشنطن وباريس ولندن بضرب منشآت عسكرية لدمشق. واعتبرت موسكو ودمشق أن الهجوم لم يكن أكثر من تمثيلية.
وأكد الضابط الكبير في الجيش الروسي، الجنرال إيغور كيريلوف، في مؤتمر صحافي، أنه «من الواضح أنه يتمّ إعداد تقرير اتهامي جديد، مليء بالأدلة الكاذبة».
وأضاف أن «بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الخاصة، تجري تحقيقها كما تشاء»، معتبراً أن هذا التحقيق «لا يمت بصلة لا إلى الموضوعية، ولا إلى الحياد». يأتي هذا التصريح قبل أيام من اجتماع خاص تعقده المنظمة في 26 و27 يونيو في لاهاي، بناء على طلب قدمته لندن لتعزيز صلاحيات المنظمة. ومن المفترض أن يدرج على جدول أعمال الاجتماع قرار منح خبراء المنظمة صلاحية تسمية المسؤولين، عن استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل.
وأعلنت المنظمة، منتصف يونيو، أن السارين والكلور استخدما «على الأرجح» في هجومين بجنوب سورية في مارس 2017.
وقال الجنرال كيريلوف إن هذه الأنباء «مثيرة للشكوك»، وتهدف إلى «تعزيز الحجج الواهية»، التي قدمها خبراء المنظمة قبل عرض التقرير حول هجوم دوما.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه عُثر على معدات مصنّعة في أوروبا الغربية، تستخدم لتصنيع أسلحة كيماوية في دوما، المعقل السابق للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية التي استعاد النظام السوري السيطرة عليها في أبريل.
وقالت زاخاروفا إن «هذه المعدات، التي كانت بين أيدي المقاتلين، مصدرها أوروبا الغربية».
وأول من أمس، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة واتهمت فيه النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال حصار الغوطة الشرقية.
وقال لافروف إن لجنة الأمم المتحدة «لم تزر الموقع، نحن من حيث المبدأ مشككون بالمنهجيات المتبعة في هذا النوع من العمل، سواء تعلق الأمر بجرائم حرب، أو باستخدام أسلحة كيماوية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news