سوريون يعانون اللجوء ويخافون العودة إلى الوطن

جمعت ساميا الشقة حاجياتها الأسبوع الماضي وغادرت الغرفة الاسمنتية التي تعتبرها مع زوجها بيتهما منذ أربع سنوات، كي تعود إلى وطنها الام سورية. وكان الزوجان قد هربا من قريتهما في سورية إثر تقدم جيش النظام السوري قبل خمس سنوات نحو القرية، لكنهما عندما وصلا الى لبنان لم يكونا يحصلان على الكهرباء إلا 12 ساعة يومياً، كما أن غرفتهما كانت حارة جداً في الصيف وباردة جداً في الشتاء.

ولا يسمح لزوج سامية ويدعى شاهر عبدالخضر بالعمل في لبنان، ولذلك بالكاد تمكنا من العيش اعتماداً على مدخراتهما والقليل من المساعدات التي كانت تقدمها لهما المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة. وعرض خضر صورة لبيتهما في قرية «جراجير» السورية، حيث يتألف من غرف عدة وحديقة فسيحة، وهي تبعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية السورية.

ووقع الزوجان على برنامج لبناني لإعادة اللاجئين الى سورية، وتم تسجيل نحو 300 عائلة سورية معظمهم يعيشون في قرية عرسال هذا العام، وعاد نحو 300 شخص منهم الأسبوع الماضي الى سورية وحدهم. ويقول النقاد إن الظروف في لبنان سيئة جداً لدرجة ان اللاجئين يجبرون على المغادرة وليس برغبتهم. وعلى الرغم من التطمينات التي أعلنتها دمشق لمن يعود إلى الوطن، فإنه من غير المعروف حتى الآن ما الذي ينتظر هؤلاء اللاجئين العائدين إلى بلادهم.

وقبل الحرب الاهلية في سورية، كان تعداد سكان عرسال نحو 40 ألف شخص، لكنها تستضيف الآن نحو 60 الف شخص سوري في مخيمات غير رسمية وخيام. وقالت نائب رئيس بلدية عرسال ريما خروبي، إن هذه الزيادة على سكان البلدة الأصليين أدت الى حدوث توترات كبيرة على البلد، وبات من المألوف يوميا حدوث اشتباكات بين السكان المحليين واللاجئين. واستضافت لبنان نحو مليون لاجئ سوري، وهذا ما يعادل ربع سكان هذا البلد الصغير. وأوضح السياسيون في لبنان أن بقاء اللاجئين الى فترة طويلة ليس خياراً مطروحاً لديهم. وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال زيارته لعرسال الشهر الماضي: «لا نستطيع الانتظار حتى التوصل إلى الحل السياسي للحرب الدائرة في سورية».

ويسيطر نظام الرئيس بشار الأسد على معظم أراضي سورية حالياً، ولم يبق هناك أي بؤر مشتعلة كثيرة في سورية إلا في مناطق قليلة، ولكن مجموعات حقوق الانسان تقول إن ذلك لا يعني أن عودة اللاجئين أصبحت آمنة. وقال بسام خواجة من منظمة «هيومان رايتس ووتش»: «من الصعب الإعلان عن أي منطقة أنها آمنة».

وخلال الأسابيع القليلة الماضية هرب نحو 250 ألف سوري من العمليات العسكرية في جنوب غرب سورية استناداً إلى الأمم المتحدة. وبالنسبة للحكومة السورية فإن صور اللاجئين العائدين إلى سورية، يدعم ادعاءها بأن الرئيس الأسد حقق النصر في هذه الحرب الأهلية. وعلى الرغم من أن حكومة دمشق أعلنت أنه لن تعقد أية محاكمات للعائدين الى سورية، فإنها تقول إنها ترغب أولاً في الموافقة على من يسجلون أسماءهم في برنامج العائدين من لبنان. وتعتقد خروبي أنه لن يتم اعتقال اللاجئين عند عبورهم الحدود إلى سورية.