إيران تؤكد وجودها العسكري في سورية.. وواشنطن تتوعدها بالمحاسبة
أعلنت إيران، أمس، أنها ستحتفظ بوجودها العسكري في سورية، وكشفت المزيد من التفاصيل عن اتفاق للتعاون العسكري الذي أبرمته طهران ودمشق، في وقت قالت الولايات المتحدة إنها وجهت تحذيراً لإيران، وستحاسبها على أي تصرف سيئ في المنطقة. في الأثناء أرسلت روسيا فرقاطات عدة إلى البحر المتوسط، في أكبر حشد للبحرية منذ تدخل روسيا في الصراع السوري في 2015.
وقال الملحق العسكري الإيراني في دمشق، أبو القاسم علي نجاد، أمس، إن بلاده ستحتفظ بوجودها العسكري في سورية، رغم الضغط الأميركي لانسحابها، وكشف المزيد من التفاصيل عن اتفاق للتعاون العسكري أبرمته طهران ودمشق هذا الأسبوع.
وزار وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي دمشق، السبت الماضي، لعقد محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومسؤولين عسكريين كبار. ووقع اتفاقاً للتعاون العسكري خلال اجتماع مع نظيره السوري العماد علي أيوب، لكن لم تعلن تفاصيل الاتفاق.
ونقلت الوكالة الإيرانية للأنباء عن أبو القاسم علي نجاد قوله «استمرار وجود مستشارين إيرانيين في سورية، هو أحد بنود الاتفاقية الدفاعية والتقنية بين طهران ودمشق».
وقال إن الاتفاق يؤكد دعم وحدة أراضي سورية واستقلالها، مؤكداً أنه دخل حيز التنفيذ في يوم توقيعه.
وأوضح أن إيران ستساعد في «تطهير حقول الألغام وإزالة العتاد المتبقي في مناطق مختلفة من سورية».
وأضاف «في حرب نحو ثماني سنوات في سورية، تضررت مصانع وزارة الدفاع، وإيران ستساعد في إعادة بناء هذه المصانع».
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، إن الولايات المتحدة وجهت تحذيراً لإيران، وستحاسبها عن أي تصرف سيئ في المنطقة. وأضاف «حذرنا إيران من استمرار ما تقوم به في سورية، وسلوكها في اليمن، ودعم الحوثيين». وتابع ماتيس خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة (البنتاغون) بواشنطن، «لن نقبل باستمرار هذه السياسة».
وبالتزامن مع حديث ماتيس، قالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، إن «إيران تقف خلف كل مآسي الدروع البشرية التي تقع في اليمن وسورية وغزة ولبنان».
وأضافت أثناء جلسة حوارية في الأمم المتحدة، أن «كل هذه الحوادث والمشكلات تقف وراءها إيران. وهذا أجبن شيء يمكن لدولة أن تفعله. كل من يتعامل مع إيران مذنب ومتواطئ معها، لأنه على علم بسلوكاتها وتصرفاتها».
وفي موسكو، أظهر تحليل لحركة الملاحة البحرية أن روسيا أرسلت فرقاطات عدة إلى البحر المتوسط عبر مضيق البوسفور، في إطار ما وصف بأنه أكبر حشد للبحرية منذ تدخل روسيا في الصراع السوري في 2015.
وتأتي التعزيزات في وقت من المعتقد فيه أن الأسد حليف موسكو، يدرس شنّ هجوم على إدلب، آخر منطقة كبيرة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الشمال.
واتهمت روسيا الولايات المتحدة بحشد قواتها في الشرق الأوسط استعداداً لتوجيه ضربة محتملة لقوات الحكومة السورية.
وأظهرت صور لـ«رويترز» أن الفرقاطتين الأميرال غريغوروفيتش والأميرال إيسن أبحرتا عبر البوسفور صوب البحر المتوسط يوم السبت الماضي.
وفي اليوم السابق، جرى تصوير الفرقاطة بيتليفي وسفينة الإنزال نيكولاي فيلتشينكوف، وهما تبحران عبر المضيق التركي الذي يربط بين البحرين الأسود والأبيض. وكانت سفينة الصواريخ فيشني فولوتشيك مرّت عبر المضيق في وقت سابق هذا الشهر.
وذكرت صحيفة إزفيستيا أن روسيا حشدت أكبر وجود عسكري بحري لها في البحر المتوسط منذ أن تدخلت في سورية في 2015.
وقالت إن القوة الروسية تضم 10 سفن معظمها مسلحة بصواريخ كروز من طراز كاليبر بعيد المدى، وأضافت أن المزيد في الطريق، وأنه تم إرسال غواصتين أيضاً.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن آلاف السوريين بدأوا العودة إلى داريا أمس، لأول مرة منذ أن استعادتها قوات النظام من المعارضة قبل عامين.
وكانت المدينة من المراكز الرئيسة للانتفاضة على الأسد، ولحقت بها أضرار جسيمة أثناء القتال، ما اضطر أغلب سكانها إلى الفرار.
واستعاد الجيش السوري والقوات المتحالفة معه السيطرة على داريا بعد سنوات من الحصار المرير والقصف. وغادر الكثيرون ممن لا يريدون العيش تحت حكم الدولة مع مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق وقع في أغسطس عام 2016.